عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-07-2011, 05:11 AM   #3

توونآ

♥ I'm super girl ♥

الصورة الرمزية توونآ

 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
كلية: أخرى
التخصص: اخرى
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
البلد: رابـــغ
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,971
افتراضي رد: أحببتك أكثر مما ينبغي,,وأحببتني أقل مما أستحق,!!

كُنتُ مُتمددة على الأرجوحة .. وأنا أراقبُ نيني وميتشل .. حفيدا باتي وروبرت التوأم وهما يلعبان في حديقةِ المنزل ..
جئت وجلست بجوارِ قدمي .. رفعت الجريدة بيدك فوق وجهي لِتَحجُب عني أشعة الشمس .. ! .. بدون أن تتكلم ..
كُنت تنظر إلي مُبتسماً .. سألتك
.. what is up ؟
ابتسمت :
nothing ..
tell me ..
لا شيء .. ! ..
أشرت برأسي باتجاههما .. أليسا بجميلين ... ؟ ..
نظرت إليهما .. بلى .. ! ..
ألا تشتاق لأن تصبح أباً .. ؟ ..
صمت قليلاً .. أحياناً .. ! ..
مسكت بيدك .. بودي لو أصبح ( ماما ) .. ! ..
مددت يدك الكبيرة ورفعت خصلات شعري من فوق جبيني .. ألستِ صغيرة على أن تصبحي ( مامي ) .. ؟
لا لستُ بصغيرة .. ألا ترغب بطفلِ مني .. ؟
بلى , فتاة .. حنطية شعرها مُجعد .. لديها (غمازة) يتيمة كوالدتها .. ! ..
أتحبها أكثر مما تُحبني .. ؟
قبلت كفي .. وهل أقدر .. ؟ ..
قلت لك : أرغب بطفلِ منك , الآن ..
الآن .. ؟ .. أتقصدين الآن الآن .. ؟
نعم , الآن ... ! ..
هُنا .. ؟ .. في الحديقة ... ؟ ..
عزيز .. ! .. ماذا تقصد بهُنا .. ؟ ..
ماذا قصدتِ بالآن .. ؟ ..
عزيز .. إلهي كم أنت مجنون .. ! .. مالذي فهمته من الآن .. ؟ ..
أنفجرت ضحكاً وأجبتني : لا أدري .. ! ..
غبي ! ..
ومن أين أجيء لك بطفلِ الآن .. ! ..
قلت لك بِعناد .. ألست الرجل ؟ .. تَصرف .. ! ..
حسناً , سأذهب للسوق وسأبتاعُ لكِ واحداً ..
ضربتك بالجريدة فضحكت .. ! ..
دائماً ماكان يجذبني الرجل اللطيف مع الأطفال .. أحب الرجال الذين يحبون الأطفال .. أشعر دائماً بأنهم أصدقُ من غيرهم .. ! ..
تُحب الأطفال كثيراً .. تُدللهم وتخشى عليهم .. تكون في غايةِ الصبر معهم على الرغمِ من أنك لستَ بصبور .. ! ..
دائماً ماأتخيل أطفالك ياعزيز .. لطالما حلمت بطفلنا الأول .. أفضل أن يكون بكرنا فتى .. بينما تفضل أنت أن تكون فتاة .. ! ..
أسميتُ فتاي ( المؤجل ) باسمِ صالح .. كاسمِ والدك .. ! .. بينما اسميت أنت ( البنوت كما تُسميها ) باسمِ ( حلا ) .. ! ..
مر عامان على ذلك النهار ياعزيز .. ولم يأتي صالح .. ولم تأتي حلا .. ! ..
ولا أظن بأنهما سيأتيان .. ! ..

*

دائماً ماكُنت تقول لي .. بأن القدر يبعثُ بإشاراتِ لنا .. إشارات مُبهمة .. مُبطنة ومخفية .. !
لذا علينا ( برأيك ) أن نكون يقظين طوال الوقت .. وأن لا تتجاوزنا الإشارات التي تمر بسرعة كالنيازك ! لإنها لن تعاود المرور بنا إن تجاوزتنا بدون أن ننتبه لها ..
تشاجرنا مرة .. كان ذلك الشجار عنيفاً للغاية .. ! .. وكان السبب لا مُبالتُك وعدم إهتمامك بي .. ! ..
قلت لك .. ألا أستحق أن تلتزم معي .. ؟! .. ألا تستطيع أن تلتزم بي .. ؟ ..
صرخت فيني : جُمانة ! .. أنا لم ألتزم بأهلي حتى ألتزم بك .. ! .. بإختصار .. أنا لا ألتزم بأحد ولن ألتزم بأحد .. حتى لو كنتِ أنتِ المعنية .. !
قلت لك .. يعني ؟ ..
أجبتني : أنا وأنتِ لن نتفق أبداً .. نُحب بعضنا البعض لكننا غير متفاهمان ! ..
صحت فيك : يعني أشوف أحد غيرك .. ؟ ..
أشحت بوجهك .. وقلت بصوتِ عال : الله يسعدك ويبعدك .. ! ..
ركضت لسيارتي وأنطلقت بها .. كُنت أنظر إليك بمرآة السيارة والغضب يكاد أن يقودني للخلف لأدهسك .. ! ..
كُنت أبكي في السيارة وأنا ألعن في سري اليوم الذي تركتُ فيه أهلي ووطني وجئتُ فيه لهذا البلد .. ! ..
كانوا رُكاب السيارات ينظرون إلي بدهشة .. وكأنه لم يَسبق لهم رؤية فتاةِ تبكي .. ! ..
أوقفت سيارتي لأهدأ .. حذفت رقم هاتفك ورسائلك من ذاكرةِ هَاتفي المحمول .. كُنت أجفف دموعي حينما وقعتْ عيناي على لوحةِ إعلانات مُرتَفِعة ومُضاءة ! ..
كان مكتوباً عليها ..

You may go along with the right road, and he may take the left one, but after all, the two roads could meet at the same point.. ! ..

شعرتُ وكأنها رسالة القدر إلي ياعزيز .. كأنها الإشارة ..! .. إشارات القدر التي حدثتني عنها والتي تؤمن بها .. ! ..
غمرتني السكينة .. شعرتُ وكأن أعصابي تمددت .. وبأن مساماتي الصغيرة تفتحت وعاودت التنفس .. ! ..
أنعطفت عن الطريق وعدتُ إليك .. وجدتك جالساً على سُلمِ البيت وبيدك قنينة ( البيرة ) .. ! ..
ترجلت من سيارتي وجلست بجوارك .. بدون أن تنظر إلي أو أن تنطق بكلمة .. ! ..
سألتك بدون أن ألتفت عليك : كيف نتفاهم .. ؟ ..
أحتويني .. ! ..
وكيف أحتويك .. ؟! ..
أجيب لك كاتلوج تنقلين منه الطريقة .. ؟! ..
لا , بس قول لي كيف .. ؟! ..
جُمانة .. طولي بالك علي .. أرجوك .. ! .. بس طولي بالك .. ! ..
قلت : إن شاء الله .. ! ..
مددت يدك ومسحت بها الكحل المُنساب على خدي .. شفتي وجهك بالمرآية قبل تنزلين من السيارة .. ؟
ضحكت .. لا .. ! ..
بدري يابيبي على الـ
halloween ! ..
ضحكت وتشبثت بذارعك .. ! ..
سألتني .. لماذا عُدتِ .. ؟ ..
أممم .. واجهتني إشارة .. ! ..
أي إشارة .. ؟! ..
إحدى إشارات القدر .. ! ..
ابتسمت .. وماذا تقول رسالة القدر هذه المرة .. ؟! ..
تقول بأننا سنلتقي .. ! ..
حبيبتي .. كوني صبورة لنلتقي .. ! ..
سألتك : أنلتقي يوماً ياعزيز .. ؟! ..
أجبتني : قدْ نلتقي .. ! ..


*

كُنت أظن بأن الزرافة أُنثى وبأن ذكر الزرافة ( زراف ) .. لا أذكر سبب طرحِنا لذلك الموضوع الشيق ! ..
لكني أذكر بأنك ضحكت حتى وددت لو تنشق الأرض وتبتلعني .. ! ..
سألتني حينها .. وما اسم ذكر النعامة ؟ .. نعام .. ؟ .. جُمان .. كيف أبتعثتكِ الوزارة .. ؟! ...
ظللت تُردد هذه الحكاية لأسابيعِ .. حمدتُ الله كثيراً عندما نسيتها .. ! ..
كُنت تجلس مع مجموعة من الزملاء والزميلات في مطعمِ الجامعة .. مررت لألقي عليكم التحية ..
ضحكت حينما رأيتني .. جُمان .. أخبريهم ما اسم ( زوج ) الزرافة .. ! ..
قلت لك : زرافة .. لماذا .. ؟
صحت فيهم : كذااااابة .. أقسم بالله قالت لي زوج الزرافة زراف .. ! ..
ظللت تحلف بأغلظ الأيمان ... ! .. قلت لهم : ألم أخبركم أنها مُبتعثة عن طريق الواسطة .. ؟؟
يحقُ لك أن تَشك بذكائي فإمرأة تُغرم برجُلِ مثلك إمرأة يُشك بالكثير من قُدراتها .. ! ..
سألتك مرة أن كُنت تظن بأني جميلة .. ! ..
قُلت لي .. مادُمتِ حبيبتي .. فلابد من أنك إمرأة جميلة .. جميلةُ جداً .. ! ..
قُلت لك : أتقصد بأني حبيبتك فقط لكوني جميلة .. ؟! ..
قلت بخبث : لا .. أقصد لو لم تكوني حبيبتي لما كُنتِ جميلة .. ! ..
كم أنت مغرور ياعزيز .. ! ..
أُدرك في قرارة نفسي بأنك لا تجدني جذابة كـ غيري ممن حولنا .. ! .. في بعضِ الأحيان يهز هذا الإحساس ثقتي بنفسي .. ! ..
لكني في أحيان كثيرة ... أُدرك بأني جميلة .. جميلة للغاية .. ! ..
قد لا أكون من النوع المُفضل لديك ... لا أملك المواصفات الخارجية الجذابة لرجال الخليج .. ! ..
لستُ ببيضاء .. ولا بشقراء .. ولا ملونة العينين .. ! ..كما تُحب ..
صارحتني مرة .. بأني متواضعة ( الشكل ) لكني روحي جذابة .. تخترق القلوب .. ! ..
أتذكر .. في أحد أنشطة الجامعة .. كُنا نجلس كمجموعة كبيرة .. حينما دخل المُتحدث الأول .. ! .. كان كندياً ..
أشار بيدهِ ناحيتي .. قائلاً .. عفواً ماأسمك .. ! ..
وضعتُ يدي على صدري وسألته بدهشة : أنا .. ؟ .. أتقصدني .. ؟
هز رأسه : نعم .. أنتِ .. ماأسمك .. ؟
قلت له : جُمانة ..
سألني : من أين أنتِ ياجُمانة .. ؟ ..
قلت له .. أنا عربية .. من المملكة العربية السعودية .. ! ..
رفع حاجبيه بدهشة : حقاً .. غريب ؟ .. ! .. تبدين كنجمات السينما .. ! ..
نظرتُ إليك بنشوة .. كُنت تنظر إليه بضيق .. ! ..
قلت له : شكراً جزيلاً .. ! ..
قال لي : أسمعي .. هُناك امتحان لاختيار الممثلين ... أتودين أن تجربي .. ؟
أجبته .. لا .. شكراً لا أحب التمثيل ..
أخرج من جيبه بطاقته الخاصة .. فكري .. أنها فرصتك .. ! ..
قلت لك بعدما خرجنا .. شفت الناس الذوق .. ! ..
أجبتني : يستهبل .. ! ..
أشعر وكأنك تحاول أن تُدمر ثقتي بنفسي ياعزيز .. يراودني هذا الشعور كثيراً ..
أظنُ بأنك استطعت أن تفعل بي هذا .. ! ..

في غيابك لليوم الثالث , بعد شجارنا بسببِ ماجد ..
اتصلتُ بوالدتي بعد أن بعثتْ إلي برسالةِ تذكيرية .. للصلاة .. ! ..
.. كُنت بحاجةِ لها .. كم تمنيتُ لو كانت معي .. بجواري .. تخبئني بحضنها .. وتنتشلني من علاقة أُدركُ تماماً بأنها غير سوية ! ..
علاقة تُحطمني .. تحرق حُطامي .. وتدوسُ على رفاتي .. ! ..
أمي مُختلفة .. ! .. مُختلفة جداً .. ! ..
تحبني كثيراً .. تُعطيني دوماً ولا تأخذ مني أبداً .. ! ..
علاقتي بوالدتي تختلف عن الصورة النمطية المُعتادة لعلاقةِ فتاة بأمها ..
والدتي رقيقة .. معطاءة .. تُحبنا كثيراً ... تحبُ والدي وتضحي من أجله .. ! ..
تزوج والديّ بعد قصة حُب رقيقة .. وإن كُنت لا أشهد على الكثير من الحُبِ بينهما .. ! ..
علاقتهما مبنية على الكثيرِ من التَضحيات والتنازلات .. والإحترام المُتبادل .. لكني لم أشعر يوماً بشغفِهما لبعضهما .. ! ..
.. تخبرني والدتي سراً بأن والدي أعظم رجُلِ بالدنيا .. ويخبرنا والدي أحياناً بأن أمي فريدة ولا تشابهها إمرأة سواي .. ! ..
وعلى الرُغمِ من هذا .. ! .. تنصحني والدتي بأن لا أتزوج رجُلاً أحبه .. بل رجُلاً يحبني .. ! .. تدسُ نصيحتها هذه بحذر في كُلِ مناسبة .. ! ..
بكيتُ حينما سمعت صوتها ..
صاحت أمي : جُمانة .. مالأمر .. ؟ .. ..
أشتقتُ إليك .. سأعود .. ! .. لا أستطيع أن أكمل ..
جُمانة ! .. قطعتِ أكثر من نصف المسافة .. أتعودين بعد كُل هذا .. ؟ ..
لا قدرة لي على التحمل أكثر .. تعبت .. ! ..
مالأمر حبيبتي .. أخبريني .. ماذا حدث .. ؟! ...
لا شيء .. لكني مُتعبة .. أحتاجكِ كثيراً .. الغربة تخنقني .. لا قدرة لي على المذاكرة ..
جوجو .. قومي صلي لك ركعتين وتعوذي من الشيطان .. وراح تقدرين تذاكرين .. علشاني ماما ..
محتاجة لك كثير .. تعبت وأنتِ بعيدة عني ..
سكتت والدتي قليلاً .. قالت لي بصوتِ مُتهدج .. لا بأس ياجوجو .. سأتحدثُ مع والدك , قد أتمكن من زيارتك لأسبوعين أو ثلاثة ..
أرجوك .. تعالي بسرعة ..
جُمانة .. أنتِ تعرفين بأن استخراج الفيزا يحتاج لبعضِ الوقت .. لكني سأحاول .. ! ..
ودعتها بعد أن وعدتها أن أصلي وأذاكر .. ! ..
في صلاتي .. كُنت أدعو بلسانِ لاهج .. ! .. أن ينتزعك الله من قلبي .. أن يُنجيني من حُب لا طاقة لي على تَحمُلهِ .. ! ..
كُنت أدعوه .. بجوارحي .. ! .. بِكُلِ مافيني .. ! ..
بعدما أنتهيت من صلاتي التفت لأجد هيفاء واقفة بجواري ..
قومي خلينا نتغدى .. إذا تبين تموتين .. موتي عند هلك .. أنا لحد يموت عندي .. ماني فاضية تحقيق وماتحقيق .. !
قلت لها : لا تكون سعاد حسني اللي بتموت .. ؟ ! ..
لاه ! .. تتغمشرين بعد .. ! .. دام لك خلق غشمرة .. قومي خل نطلع .. ! ..
خرجنا لأحد المطاعم .. كان اليوم الأول الذي أخرج فيه بعد شجارنا .. ! ..
كُنت أنظرُ للمنازلِ والشَوارع والناس .. شعرتُ وكأنهم ينظرون إلي بريبةِ .. ! .. وكأنهم يسألوني عنك وعنه .. ! ..
على الغداء .. قالت لي هيفاء ..
جوجو .. تدرين .. معروف أن بنات الرياض قويات .. مدري ليه يوم سكنت مع وحدة منهم .. طلعت غير شكل .. ! ..
شلون يعني غير شكل .. ؟ ..
مدري .. أنتي سهل تنجرحين .. وايد تنجرحين .. ! ..
يعني أنتي ساكنة معي علشان بنات الرياض قويات .. ؟ ..
أيه .. بس قلت لك أنتِ غير شكل .. الله بلاني فيك .. ! ..
ضحكت على الرغم مني ..
قالت : بجد جوجو .. كنت مستفزعة فيك .. صرت أنا اللي أفزع لك .. ! ..
في طريقنا للمنزل كانت السماء تُمطر .. صعدت هيفاء لشقتنا عندما وصلنا .. قلتُ لها بأني سأجلس قليلاً تحت المطر ..
جلستُ على الكرسي الخشبي أمام العمارة .. ! ..
دائماً ماكُنت تقول لي .. بأن المطر يجعلك تشعر بأن الله يُحيط بك منْ كُلِ اتجاه .. ! ..
أنا أيضاً ياعزيز .. أشعر بأن للمطر قُدسية خاصة .. قدسية عميقة .. أشعر بأن المطر يَغسل أرواحنا .. يُنقينا .. ويمحي خطايانا .. ! ..
تضحك علي كثيراً حينما تُمطر .. فشعري مهما كان مُسَرحاً لابد من أن يَتمرد تحت المطر .. ! ..
أول مرة انتبهت فيها لهذا الأمر .. كُنا نجلس في إحدى قاعات الجامعة ... حينها خرجت أنا تحت المطر ..
حينما عُدت .. كُنت تضحك .. ! ..
قلت لي : ليه التزوير .. ليه .. ؟
سألتك : أي تزويرِ تقصد .. ؟! ..
أشرت بيدك إلى شعري ..
شعرك ! ..
أنتي تحاولين تغشيني
ليه تستشورينه ..
.. !curly ... .. دام شعرك
..
جلست بجوارك .. لا ياشيخ .. ! ..
سألتني : أسنانك تركيب .. ؟ ..
تجاهلتك وأنا أقلب أوراق الكتاب .. قلت لي .. طيب رموشك حقيقية وإلا مصمغة .. ؟! ..
لم أرد ..
قلت : طيب آخر سؤال .. أنتي حاطة عدسات .. ؟ ..
يعني لو بحط عدسات بحط سوداء .. ؟! ..
يمكن عيونك الأصلية شهباء .. ! ..
قلت لك: عزيز ترى بديت أتنرفز .. ! ..
ضحكت .. يابيبي عادي وش فيك .. فيه بنات كثير شعرهم كيرلي وتزوجوا وخلفوا وعاشوا حياتهم طبيعي .. ! ..
لطالما كُنت استفزازياً ياعزيز ... لكني أشتقتُ لك كثيراً ..
أفتقدُك بشدة .. أفتقد استفزازك لي .. ومحاولاتك لإغضابي ومن ثم لإرضائي ! ..
شعرتُ وكأن المطر قد تَغلغل في مسامتي حتى وصل لأعماقي .. ! .. شعرتُ بهِ بداخلي .. ! .. بداخل روحي .. وبداخل جسدي .. ! ..
رفعت رأسي للسماء ودعيت الله .. دعيته أن تَعود إلي .. أنْ لا يحرمني مُنك .. وأن يَغفرَ لي دعوتي السابقة في انتزاعك من قلبي .. ! ..
أتعبني غيابك ياعزيز .. ! .. أتعبني كثيراً .. ! ..

*

. ! ..
دائماً ماكُنت تُبرر لي أفعالك بأنها طبيعة الرجال .. ! .. لكنها ليست كذلك .. ! .. تُدرك هذا كما أُدركه وإن كُنت لا تعَترف به .. ! ..
ثقي بي .. ! ..
دائماً ماكنت تطلب مني أن أثقَ بك .. ! .. وكيف أفعل .. ؟! .. أرجوك أخبرني كيف أفعل .. ؟! ..
صرخت بوجهي مرة .. كيف أثقُ بإمرأة لا تَثق بي ..؟ ..
وكيف أثق برجُلِ لا يلتزم معي بشيء ياعزيز .. ؟! ...
لطالما طلبتُ مني أن أكون صبورة .. ! .. كُنت تُردد على مسامعي بإن المرأة ( العاقلة ) هي من تتفهم .. وتصبر .. وتتجرع المرار من أجل من تُحب .. ! ..
سألتُكَ وماذا يفعل ( الرجل العاقل ) .. ؟ ..
أجبتني : الرجل العاقل لا يُحب سوى إمرأة واحدة .. يحتاجها .. ويخشى عليها .. ! .. لن أصبح عاقلاً مالم تكوني صبورة .. تفهمي أرجوك .. أدعميني فأنا بحاجتُك .. !..
إلى متى ياعزيز .. ؟! .. إلى متى أتفهم وأصبر وأدعم بلا مُقابل وبلا نتيجة .. ؟! ..
استقبلت رسالتك النصية الأولى بعد شجارنا بأربعةِ أيام .. كتبت لي :
You have been the one for me
لم أفهم الحالة التي كتبت لي فيها .. ! .. قرأت في رسالتك تلك بعضُ من شوق ... وندم .. وخيبة .. و نهاية .. ! ..
دائماً ماتكون مشاعرك مزيج من هذاك وذاك .. ! ..
لم يَكُن حبك لي ( خام ) .. ولم تَكُن خياناتك لي كذلك .. ! ..
كَتبتُ لك ..
You're still the one untill this very moment
أجبتني :
You make me sick ! ..
لم يَكُن في جملتك هذهِ سوى الغضب .. فآثرت الصمت بإنتظارِ غدِ جديد .. ! ..

*
في عيدِ ميلاد باتي العام الماضي ..
كُنت مُتأنقة .. وأناقة المرأة لا تكمل بدونِ كَعب عالِ .. ! ..
في نهايةِ الأُمسية .. مشيت معي حافي القدمين حتى باب المنزل .. ! ..
اتكأت على الباب مودعاً .. دستُ على قدمك في طريقي لباب الخروج وبدونِ قصد ! ..
لم تصرخ .. رفعت قدمك مُمسكاً بها .. كانت عيناك جاحظتان من شدةِ الألم .. ! ..
اقتربت منك .. لكنك تراجعت للخلف وعيناك تدمعان وجعاً .. ! ..
كُنت خائفاً مني .. ! ..
أخذتُك للمستشفى .. فقد كاد أصبع قدمك أن يتهشم تحت كعب حذائي .. ! ..
كُنت تُردد في طريقنا للمستشفى ..
شسويت لك يالحقود ! .. كل ذا بقلبك علي .. ! .. اليوم تكسرين أصبعي بكرى تفقعين عيني .. ! .. اللي هذا أوله ينعاف تاليه ! ..
أما أنا .. فكنتُ غارقة في ضحكي على الرغم من ألمك .. قلت لك : لزوم الكشخة ياحبيبي .. ! ..
لزوم الكشخة تدوسين على رجول الناس ؟؟ ..
سألك الطبيب في المستشفى وهو يُعاينك عن سببِ إصابتك ..
أشرت إلي قائلاً والحقد يقطر من بين كلماتك .. ! .. أترى هذه الآنسة .. ؟ .. لا يخدعك مظهرها فهي من كسرت أصبعي .. ! .. داست علي بكعبِ حذائها ! ..
قلت لك وأنا أضحك .. لم أكسر فيك شيئ بعد .. ! ..
قلت للطبيب : أرأيت .. ؟ .. إنها تُهددني .. كُن شاهداً عليها .. ! ..
قال لك الطبيب مازحاً : لاتقلق فلا تبدو كإمرأة عنيفة .. ! ..
صحت فيه : إنها مُخادعة .. أنا أيضاً خُدعت بها .. ! ...
كان يوماً لا يُنسى ياعزيز .. لازلت أضحك في كُلِ مرة أذكر فيها ماأصابك وكأني أشهد على الحادثة من جديد ! ..
ظللت عدة أيام تختبيء في كل مرة تراني فيها تحت المقعد أو الطاولة.. ! .. لكنك استعدت ثقتك بي مؤخراً فأصبحت تكتفي برفع قدميك من على الأرض لحظة مروري .. ! .. ولست بمُلامِ على ذلك .. ! ..
لم تَكُن إصابتك خطيرة ياعزيز ولم يٌكسر أصبعك .. لكنها كانت المرة الأولى التي أوجعك فيها .. ! .. ولا أظن بأنها كانت الأخيرة .. ! ..

 

توقيع توونآ  

 

I know life can be crazy *

I know the road is long *

Nothing in life is free *

 

توونآ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس