عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-07-2011, 05:12 AM   #4

توونآ

♥ I'm super girl ♥

الصورة الرمزية توونآ

 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
كلية: أخرى
التخصص: اخرى
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الرابع
البلد: رابـــغ
الجنس: أنثى
المشاركات: 1,971
افتراضي رد: أحببتك أكثر مما ينبغي,,وأحببتني أقل مما أستحق,!!

في اليوم الخامس وبعد خروجنا من الامتحان .. كُنت تجلس مع أصدقائك في الطاولة المُقابلة لقاعةِ الامتحان .. ! ..
دبت في جسدي رعشة حينما رأيتك .. كُنت تضحك معهم .. سكت فجأة حينما وقعت عيناك علي .. ! .. فاتجهت حيثُ تَجِلس ..
سحبتني هيفاء من ذراعي : على وين ؟ ..
بسلم ع الولد .. ! ..
انتشروا أصدقائك مُبتعدين عندما اقتربت منكم .. ! .. وكأن كُرة ( بولينغ ) أصابتهم فتناثروا .. ! ..
لم يكُن معك سوى زياد .. ! ..
قلت لك : عبدالعزيز .. هل أستطيع أن أتحدث معك ؟
أشرت إلى الكرسي المُقابل لك .. أجلسي .. ! ..
جلستُ وجلست هيفاء .. ! .. أستأذن زياد لكنك أوقفته طالباً منه أن يجلس وأن يشهد .. !! .. فجلس بحرج ..
قلت لي : ماذا تُريدين ياجُمانة ؟ ..
أجبتك بصوتِ مُرتجف : لا أريد أن أخسرك .. لم يحدث شيء بيني وبين أحد .. ! .. صدقني ..
وماجد ؟ ..
أخبرتك عن ماحدث بيننا .. ! .. لم يحدث بيننا أمر تجهله .. أقسم لك .. ! ..
لكنكِ اعترفتِ لي بعلاقتكما .. ! ..
أنت من أجبرني على قول هذا .. وأنت تُدرك ذلك .. ! ..
أسمعي ياجُمانة .. لن أصدقك إلا بشرطِ واحد .. لن أناقشك في شيء قبل أن توافقي عليه ..
وماهو شرطك .. ؟ ..
أممم .. في منزل باتي وروبرت مستودع خارجي .. يجهزانه حالياً لتأجيره كغرفة خارجية ..
أها ؟
سأنتقل إليه .. وستأخذين غرفتي ..
لم أفهم .. ! ..
بل فهمتي .. ستسكنين معنا .. ! ..
صاحت هيفاء : شرايك تقعدها بدارك .. مو أحسن ؟
أشار عزيز بيده لزياد : زياد تكفى أبعد هالبنت عن وجهي ترى والله ماني طايقها .. ! ..
أكييييييد منت طايقني .. لإني فاهمتك وعارفة سواياك الردية ..
قال زياد : هيفاء خلاص مالك شغل فيهم .. مالمفروض نتدخل بينهم ..
طبعاً .. مو رفيجك .. ؟ .. راعي الحفلات والبارات ..
قال عزيز : ترى مو رادني عنك إلا أنك بنت .. وأنا مو متعود أمد إيدي ع بنت ..
لا محشوم .. متعود تضحك عليهم .. مو تكفخهم ..
قلت : خلاااص ياهيفاء .. خليني أسمع ... وغيره ياعزيز .. ؟ ..
لا يوجد غير شرطي هذا .. ! ..
أأجننت .. ؟
جُمانة , هذا هو شرطي ..
وهل تتوقع أن أقيم معك .. ؟ ..
أولاً .. ستكونين بداخل البيت وسأكون خارجه .. ثانياً لو أردت بكِ سوءاً لفعلت منذ سنوات وأنتِ تُدركين هذا ..
لا فرق بين داخل وخارج البيت .. في كلتا الحالتين بنظر الناس نقيم معاً ..
لايهمني الناس ..
لكني أهتم بهم .. ! .. أنت رجل .. أما أنا فإمرأة .. هُناك فرق ..
هذا هو شرطي ..
عزيز .. لا تطلب المستحيل .. ! ..
جُمانة , هذا شرطي ..
مالذي تحاول الوصول إليه ياعزيز .. ؟
أن نُنهي المشكلة وأطمئن .. ! ..
عزيز .. تعرف بأني لن أقبل بعرضك ...
وتعرفين بأنه فرصتك الوحيدة ياجُمانة .. ! ..
لا قدرة لي على أن أقبل عرضك .. ! ..
ولا قدرة لي على الاستمرار في هذه العلاقة وأنتِ في مكان وأنا في آخر .. ! ..
لطالما كُنا في مكانين مُختلفين .. ! ..
تغير الوضع الآن .. تغيرت أشياء كثيرة في داخلي .. ! ..
عُقد لساني .. كانت عيناك تشعان حزماً .. ! .. أعرفك حينما تكون في هذه الحالة .. لن تتراجع عن موقفك مهما تحدثنا ولن تتواني عن تنفيذ قراراتك مهما كانت العواقب .. ومهما كانت الخسائر .. ! ..
قالت هيفاء : جُمانة ليش سكتي ؟ .. لا تكونين تفكرين باللي يقوله .. ! ..
صرخت فيها بغضب : أنا وش قلت ؟؟ .. ماقلت أطلعي منها .. ؟؟
صاحت فيك .. وأنتا شكو ؟؟ .. أنا قاعدة أحكي وياها ..
قال زياد : هيفاء .. قلنا مالنا شغل فيهم ..
قالت له : لا والله .. ؟ .. شرايك تعزمني أسكن وياك أنتا الثاني ! ..
لا تكفين ... لا تسكنين معي ولا أسكن معك .. ناقص وجع رأس ..
كُنت أشعر وكأني في حلم .. هيفاء وزياد يتشاجران .. وأنت أمامي كالصخرة .. تنظر إلي بقسوة .. وكأني زانية .. ! ..
قلت : قرري الآن .. ! ..
دمعت عيناي : لا أستطيع ياعزيز .. ! ..
حسناً هذا خيارك .. فتحملي نتائجه .. ! ..
تركتني خلفك .. وفي قلبي بعضُ حيرة .. وكثيرُ من وجع .. ! ..
كم كُنت ( قليلة حيلة ) .. !


*

انتهت امتحاناتنا .. ! .. ونجحتُ بصعوبةِ .. ! ..
حاولت الاتصال بك لكني لم أتمكن من الوصول إليك حيثُ أغلقت هاتفك .. ! ..
حادثتُ روبرت فأخبرني بأنكَ سافرت إلى ( مونتريال ) وستقضي فيها حوالي الأسبوعين .. ! ..
وتوقف الزمن .. ! .. لم أكُن أشعر بشيء ياعزيز سوى بتآكل قولوني المُضطرب و آلام معدتي الثائرة .. كانت آلام قُرحتها تتفاقم بينما كُنت تستمتع بوقتك مع زياد في مونتريال .. ! ..
لم أرغب بمُحادثة والدتي بحالتي تلك .. كُنت مريضة وخشيت أن أقلقها علي حيثُ تَفصلُنا قارات وبِحار .. ! .. لكنها كانت تَتصل بإلحاحِ غريب لم أعتدهُ منها .. ! ..
أجبتها .. كانت تصرخ فيني لأولِ مرة .. ! ..
اتصلتِ بك كثيراً فلم تُجيبي .. ! .. أين كُنتِ .. ؟ ..
المعذرة .. كٌنت مريضة وخشيت أن أقلقكِ علي .. ! ..
أسمعي .. استقلي أول طائرة عائدة إلى الرياض وتعالي .. ! ..
أنا بخير الآن حبيبتي .. لا تقلقي علي .. ! ..
صَرخت : قُلت لك .. استقلي أول طائرة وتعالي .. ! ..
كانت غاضبة على غير العادة فأخافتني .. ! .. سألتها : مالأمر .. ؟! ..
سنتفاهم حينما تصلين .. ! ..
نتفاهم على ماذا .. ؟ ..
قُلت لك سنتفاهم حينما تصلين .. ! .. رتبي أمور سفرك الآن واتصلي بي بعد أن تحجزي .. ! ..
ماذا حدث .. ؟ ..
جُمانة .. إن لم تأتي بنفسك .. سيطيرُ إليك خالد وسيأتي بكِ بنفسه .. ! ..
إلهي .. ! .. مالأمر .. ماذا حدث .. ؟ ..
نفذي ماقُلته لك .. ! .. يا الله ! .. كيف غفلتُ عنك لهذا الحد .. ؟! ..
غفلتِ عني ! .. أمي .. أرجوكِ أخبريني مالأمر .. ؟ ..
ظننتُ بأنكِ مُتعبة ! .. ظننتُ بأنكِ اشتقتِ لنا حينما حادثتني الأسبوع الماضي على الرغم من أنني شعرتُ بخطبِ مـا .. لكني استبعدتُ حدوث ذلك .. ! .. أي أُمِ تفعل هذا .. ! ..
أمي .. تحدثي معي أرجوك .. ! .. أخبريني ماذا حدث لتقولي كُل هذا .. ؟! ..
ماحدث ! .. أتسأليني عن ماحدث .. ؟ .. أنا من يحقُ له سؤالكِ عن ماحدث وعن مايحدث .. ! ..
أي أمرِ تتحدثين عنه .. ؟! ..
أتحدث عن الأمر الذي جعلكِ طريحة الفراش .. ! .. أتحدث عن الأمر الذي بكيتِ من أجلة ليلة ماأتصلتِ بي .. ! ..
تسارعت نبضات قلبي .. لستُ أفهم .. أمي تكلمي بصراحة ! ..
أتكلم ! .. أأخبرك بأن رجُلاً من السفارة السعودية أتصل بي .. ليطلب مني أن أُعيدكِ طوعاً .. ! ..
تُعيديني طوعاً .. ! ..
أُعيدكِ طوعاً .. قبل أن تُرجعكِ السفارة إلى الرياض كحقيبةِ مشحونة .. وعلى جبينكِ وصمة عار .. ! ..
ولماذا تُرجعني السفارة .. ؟ .. وأي بصمةِ عار تتحدثين عنها .. ؟ ..
وهل ظننتِ بأن السفارة ستُغضُ الطرف عن فتاة سعودية تجوب شوارع كندا مع حبيبها الإماراتي المتزوج ؟؟ ..
حبيبي الإماراتي .. ؟! ..
لا تُنكري ياجُمانة ! .. ستستقلين الآن أول طائرة عائدة للرياض .. وبعدها لنا حديث آخر .. ! ..
أغلقت والدتي هاتفها بوجهي .. وتركتني غارقة بذهولي وخوفي .. ! ..
كيف تُحاسبني السفارة على علاقةِ غير حقيقة مع رجل إماراتي ولم تُحاسبني على علاقتي بعبدالعزيز والتي يعرف عنها كل سعودي يعيش في هذه البلد .. ؟
.. من ذا الذي أختلق قصة غرامية بيني وبين ماجد .. ؟ .. وكيف يتصل أحد منسوبي السفارة بوالدتي وليس بوالدي أو أحد أخوتي الشباب ؟ ..
أنت الوحيد الذي يعرف رقم هاتف والدتي من بين زملائي .. ! .. اتصلتُ بك مرة من هاتفها حينما كُنا بالرياض .. ! .. لكنها كانت مُكالمة يتيمة ومضى على تلك المُكالمة عامين .. ! ..
قالت لي هيفاء .. حبيبتي .. ! .. عيال الخليج لو تدقين عليهم من كبينة .. سجلوا رقمها .. ماكو غيره .. عزوز النزغة ! ..
قُلت لي مرة .. إن أغضبتني يوماً .. تأكدي أني سأفعل كُل شيء وأي شيء فقط لأُشفي غليلي منك .. ! ..
لكنك قُلتها لتُخيفني كعادتك .. ! .. فقط لتُخيفني ياعزيز .. ! ..
لا أصدق بأنك تفعل بي مثل هذا .. ! ..
قلت لهيفاء : هيفاء .. عبدالعزيز مستحيل يسوي شيء زي كذا .. ! .. عبدالعزيز يحبني كيف تتخيلين إنه ممكن يسوي شيء زي كذا فيني .. ؟
قاطعنا صوت رسالة هاتفية ! .. فتحتها .. كانت رسالتك تلك ياعزيز كخنجرِ مسموم .. ! ...
كتبت لي بدمِ بارد :
أخبرتكِ مُسبقاً بأنك إن لم تكوني لي .. لن تكوني لغيري ! .. تحملي النتائج ... ! ..
وتلبسني حينها سواد حالك .. كـ قلبك الأدهمْ .. !


*


دائماً ماكُنت أخشاك .. ! ..
لكني لا أشعر بالأمان إلا معك .. بمعيتك .. ! ..
دائماً ماكُنت أعتقد بأنك ستكون معي .. بجانبي .. حولي .. بأي ظرفِ سأمر به .. ! .. ومهما كانت الظروف .. ! ..
أنت ( رجُلي ) .. ! .. لن يمسني سوء بوجودك ياعزيز .. ! ..
أبداً ياعزيز .. أبداً .. ! ..
عزيز .. تجرحني كثيراً .. لكنك لا تتخلى عني .. ! .. دائماً ماتكون معي في اللحظات الصعبة .. دائماً ماتُحيط بي .. ! ..
تطوقني بحبِ وبحنانِ غريب .. وتبعد عني كُل مايؤذيني .. ! ..
أخبرتك مرة بأني لا أشعر بقوتي إلا ( معك ) وبأني لا أشعر بضعفي إلا ( أمامك ) .. ! .. أجبتني بأنك لا تشعر بضعفك إلا ( معي ) ولا تشعر بقوتك إلا ( أمامي ) .. ! ..
وهُنا فرق .. ! .. فرقُ كبير بيننا .. ! ..
حينما قرأت رسالتك تلك .. ! ..
شعرت بأسياخِ من حديد ساخن تُغرسُ في صدري .. ! ..
لا ياعزيز .. لم تفعل بي هذا .. ! .. لا قدرة لك على أن تفعل بي هذا .. ! ..
تُحبني ياعزيز .. تخشى علي كثيراً .. ! ..
أتذكر .. ! ..
أتذكر الليلة التي قضيتها في سيارتك أمام منزلي .. حينما كُنت مريضة .. ! ..
كُنت أرجوك أن تعود لمنزلك .. ! .. لكنك أبيت .. ! .. قلت لي حينها .. بأنك تجلس في أطهر بقعة بالرياض .. ! ..
وبأن طهري لذيذ .. ودافيء .. ! ..

حينما اتصلت بك بعدما قرأت رسالتك ..
كُنت أرجو الله في نفسي أن تكون هيفاء مُخطِئة .. ! .. كُنت أرجوه أن تكون رسالتك قد صادفت مكالمة والدتي .. وأن لا ضلع لك في الأمر .. ! ..
أجبتني بقسوة : نعم .. ! ..
عبدالعزيز .. لستَ من أتصل بوالدتي .. ! ..
بلى .. ! ..
عزيز .. قول أنك تكذب .. قول إنه مو حقيقي اللي قاعد يصير .. ! ..
حذرتك ياجُمانة من أن تلعبي معي .. ! ..
عبدالعزيز .. مستحيل تسوي فيني كذا .. ماتقدر تسوي فيني كذا .. ! ..
أسوي اللي أكثر من كذا لو حطيتها برأسي .. أنا أعرف شلون أرجعك الرياض .. ! ..
أنتا ليه تسوي كذا .. ؟ .. ليش .. ؟ ..
لإني أحبك .. لإنك حرقتي قلبي عليك .. ومو أنا اللي تحرقين قلبه ..
صحت فيك من بين دموعي : أنت مريض .. ! .. الحقد والشك ملوا قلبك وأعموا عيونك .. ! ..
صرخت : أسمعي .. ترجعين الرياض بالطيب .. أحسن ماأرجعك مسحوبة من شعرك .. ! ..
عزيز .. أنا ماراح أرجع .. ! .. ولا تتخيل باللي سويته تقدر ترجعني .. أنا من اليوم أنتهيت منك .. ! ..
وأنا منتهي منك من زمان .. من اليوم اللي فضلتي علي هيفاء وماجد .. خليهم ينفعونك ... ! ..
أغلقت الهاتف بوجهي .. ! ..
حينها .. قررت أن أنتهي منك ياعزيز .. ! .. أن أنتهي من كُل شيءِ يربطني بك .. ! ..
لم أعد أعرفك .. ! .. أنت رجُل لا أعرفه .. لست الرجل الذي أحببت .. لا تشبهه أبداً .. ! ..
اتصلت بي والدتي للتأكد من أنني رتبت أمور عودتي .. ! ..
لم يَكُن أمامي من خيارِ ياعزيز سوى أن أخبرها .. ! .. أن أخبرها بكلِ شيء ... ! ..
لم تترك لي خيارُ آخر .. ! ..
لم تُصدقني في البداية .. لكنها اقتنعت بأن في الأمر لعبة بعدما نبهتها بأنك اتصلت بها لا بوالدي ولا بأحد أخوتي .. ! ..
لم يشفع لي هذا عندها ياعزيز .. لم يخف غضب والدتي ولم تتراجع عن قرارها في عودتي .. ! ..
أتدري مالمُضحك في الأمر ياعزيز .. ! ..
تخيل بأني كُنت أدافع عنك .. ! .. بأني كُنت أختلق لك الأعذار لتنجو من غضبها .. ! .. كُنت أحاول تبرير فعلتك .. ! ..
تعذرتُ لك بغيرتك وبخوفك علي .. ! ..
لكن كُل هذا لم يشفع لك عندها .. ! ..
خافت والدتي علي كثيراً منك .. مثلما أصبحتُ أخافك .. ! ..
قالت لي بأنك شرير .. ! .. ومؤذِ .. وبأنك رجُلاً لا يوثق به .. ! ..
لكني دافعتُ عنك .. ! .. وبضراوة .. ! ..
أتفقتُ معها على أن أؤجل موعد عودتي بعدما أقسمتُ لها بأني لن أتحدث معك لحين ماتأتي هي لزيارتي وتتفاهم معك بنفسها .. ! ..
وكان قسمي هذا كسُمِ أبيض أتجرعه في كُل يوم ... يمزق أحشائي .. ويقتلني ببطء .. ! ..
اصبحت والدتي تتصل بي عدة مراتِ في اليوم الواحد لتتأكد من أني لم اتصل بك .. ولم أقابلك .. ! ..
كانا أسبوعين في غاية القسوة ياعزيز .. ! ..
أشتقتُ إليك كثيراً .. على الرُغمِ من فعلتك الأخيرة بي .. ! .. لكني لا ألومك عليها .. ! ..
كُنت غاضباً ياحبيبي .. وأنتا لا تُفكر عندما تغضب .. ! ..
بعدما أنقضى الأسبوعين وفي الليلة التي تسبق أول يوم تُستأنف فيه الدراسة .. لم أتمكن من النوم .. ! ..
كُنت أعرف بأني سأقابلك في الغد .. أعرفُ أيضاً بأنك نادم على ماحدث .. ! ..
أعلم كم أشتقتْ إلي .. ! .. وبأنك هدأت ... لكنك تُكابر كما تفعل دوماً .. ! .. فهذا دأبك .. ! ..
لم أكُن غاضبةِ منك ياعزيز .. ! .. لم اتصل بك خلال الفترة الماضية لإني قطعت عهداً على نفسي بأن لا أفعل بناءاً على طلبِ أمي .. ! ..
في الصباح .. عرجت على المكتبة المقابلة للجامعة .. ابتعت كتاباً لدكتور فيل أسمه
Love Smart .. Find the One You Want , Fix the One You Got .. ! ..
كان الجزء المُهم بالنسبة لي هو كيفية إصلاح من معي وليس البحث عنه .. ! ..
كُنت واثقة بأني سأتمكن يوماً من إصلاحك .. ! ..
عندما وصلت للجامعة ...
كانوا زملائنا يتوسطون الباحة .. ! .. جلست معهم بعد أن سلمت عليهم .. كانوا ينظرون إلي بنظراتِ غريبة .. ! ..
نظرات مُختلفة ياعزيز .. لم أعهدها منهم من قبل .. ! ..
سألت زياد : وصل عبدالعزيز من مونتريال .. ؟ ..
أجبني بإرتباك .. لا .. لا أظن .. ! ..
ألم تَكُن معه ؟ ..
لا .. ! ..
كانوا أصدقائنا صامتين ياعزيز على غير العادة .. تبادلوا نظرات غريبة أخجلتني .. ! ..
شعرتُ بأنك سربت بينهم حكاية ( ماجد ) الوهمية .. كيف تفعل هذا ياعزيز .. ! ..
أقترب منا ( مؤيد ) الطالب المُستجد .. لم يَكُن قد مضى على وصوله أكثر من ثلاثةِ أشهر .. ! ..
حيا الجميع .. وسلم بحرارةِ على زياد ..
قال له : زياد ! .. وين العريس .. ؟ .. ايش الحركات هذي .. ! ..
تنحنح زياد بحرج .. وعلى وجهه ابتسامة صفراء .. كان يتنقل ببصرهِ بيني وبين مؤيد .. ! ..
قال مؤيد .. والله مو هين عبدالعزيز هذا .. يتزوج كذا فجأة بلا أحم ولا دستور .. طب يقول لنا نحضر فرحه ! .. نفزع له .. ! ..
أجابه زياد : معليش مؤيد .. جاء كل شيء سريع وفجأة .. ! ..
سأله مؤيد : الله يوفقه ياسيدي .. فرحنا له والله .. يقولوا العروسة كندية .. ! ..
لبنانية بس معها الجنسية .. ! ..
والله مو هين عبدالعزيز .. ! .. هو هنا الحين .. ؟
لا .. بمونتريال .. راجع ان شاء الله قريب .. ! ..
الله يهنيه .. عقبالنا ان شاء الله .. ! ..
ان شاء الله ..
أمانة عليك يازياد أول مايوصل عبدالعزيز تبلغني .. نبغى نعمل له عزيمة كذا يستاهلها .. ! ..
أكيد ان شاء الله .. ! ..
نظر إلي زياد .. ! .. كُنت لا أشعر بشيء ياعزيز .. لا أشعر بشيءِ على الإطلاق .. ! ..
سالت على خدي دمعة حارة بدون أن أبكي .. ! .. كقطرةِ مطر يتيمة .. ! ..
قال زياد : جُمانة .. عبدالعزيز مايستاهلك .. ! ..
قلت لك : زياد أنت تستهبل .. ! ..
جُمانة .. وش تبين أقولك .. ! ..
لا تضحك علي .. لا تقول لي تزوج .. ! .. هو يبي يوجعني وبس .. أنتم متفقين .. ! ..
جُمانة .. والله مدري وش اقول لك ! ..
مستحيل .. مستحيل يتزوج بأسبوعين .. ! ..
قال ( محمد ) صديقكما المقرب .. جُمانة .. هذي خويته من زمان .. من قبل تجين كندا .. ! ..
أيُعقل هذا ياعزيز .. ! ..
دائماً ماكُنت تطلب مني أن لا أصدق أحداً غيرك .. ! ..
أتذكر .. ! ..
قلت لي مرة : جُمان .. أوعديني ماتصدقين فيني أحد .. ! ..
كيف يعني .. ! ..
يعني مهما سمعتي عني .. لا تصدقين .. تعالي وأسمعي مني .. مهما سمعتي .. ! ..
ووعدتك ياعزيز .. ! .. وعدتك أن لا أصدق أحداً غيرك .. ! ..
لكنهما زياد ومحمد ... ! ..


*

تبيه ..
ماملت وظلت تحتريه .. ! ..
كل الوفاء شفته .. على ذاك الرصيف ذاك المساء ..
وكل الجفاء شفته على نفس الرصيف نفس المساء .. ! ..

سمعت أغنية ( عبادي ) تلك بصوتك آخر مرة .. وعلى أوتارِ عودك .. ! ..
كُنا في رحلة .. ! .. طلبت منك إحدى زميلاتنا أن تُغني لنا بعودك .. ! ..
قلت لها : أستأذني من جُمان ! .. إن أعطتنا الإذن سأعزف .. ! ..
تعالت أصوات الحضور .. أووووه ياجُمانة .. ! ..
كُنت تنظر إلي وأنت تضحك .. ! .. كُنت سعيداً بي ياعزيز .. وكُنتُ سعيدة بك .. سعيدة بك للغاية .. ! ..
أهديتني في عيدِ ميلادي السابق شريط سجلت لي فيه بصوتك بعض الأغاني التي تُحِبها .. ! ..
في طريق عودتي من الجامعة للبيت .. أدرت مُسجل السيارة .. كُنت أبحثُ فيه عن صوتك .. ليوقظني .. ! ..
ليخبرني بأن مايَحدث ماهو إلا كابوس فظيع .. سأستيقظ منه قريباً .. ! ..
كان صوتك حنوناً وأنت تشدو .. ! ..
ياقلبها مسكين ماتدري ..
إن الهوى سكين .. يجرح ولا يبري ..
وإن الوهم أحلى حقيقة بالغرام ..
وإن الحبيب اللي تبيه .. أحلام .. ! ..
ياقلبها لا تنتظر ..
دور على غيره .. ! ..
حتى الأغاني التي كُنت تفضلها .. كانت رسائل تحمل كُلها ذات المعنى .. ! ..
أكانت إشارات قدرِ أُخرى غفلت عنها فتجاوزتني .. ؟! ...
في أشهرِ علاقتنا الأولى كُنت تَتردد على مونتريال كثيراً .. كنت تقضي كُل نهاية أسبوع فيها .. ! ..
تحججت لي بأن أقاربك يُقيمون هناك .. وبأنك لا تستطيع أن تتحدث معي بُحرية حينما تكون معهم .. ! ..
طلبت منك كثيراً أن تُقلل من زياراتك لهم .. ووعدتني أن تفعل .. ! ..
وبالفعل .. قلت زياراتك لهم .. ! .. أصبحت لا تُسافر إلا حينما نكون مُتشاجرين .. ! ..
ظننت بأنك تفعل هذا لتُغيظني .. ! .. لكنك صارحتني يوماً بأنك تسافر إليهم حينما تكون غاضبِ مني .. لتنتشل نفسك من مزاجك الحزين .. ! ..
قلت لك مرة .. بأن زياراتك لمونتريال مُبالغ فيها .. ! .. لا يتشاجر رجل مع حبيبته في نهايةِ كل أسبوع من أجل رؤية أقاربه الشباب في مدينةِ أُخرى ! ..
سألتني : ماذا تقصدين .. ؟ !..
أشعر بأنك تُسافر من أجل الفتيات .. ! ..
وهل أتكبد عناء السفر من أجلِ فتيات .. ؟ .. ألا يوجد هُنا فتيات .. ؟! .. جُمان .. هُنا فتيات وهُناك فتيات .. حتى الرياض تسكنها الفتيات .. ! ..
أممم .. لا أدري .. أشعرُ بهذا .. ! ..
قلت لي بغضب : أتشُكين بي ياجُمانة .. ؟! .. لا أسمح لكِ بأن تَشُكي بي .. ! ..
وغضبت مني ياعزيز .. وكان غضبك قاسياً كالعادة .. ! ..

أتذكر ..
قلت لي يوماً بأنك ستُرافق محمد وزياد في رحلة خلال نهاية الأسبوع وأنك لن تتمكن من الاتصال بي وأنت بمعيتهم .. أتفقنا أن نبقى على اتصال من خلال الرسائل الهاتفية
ووفيت بوعدك لي .. !! ..
كنا أنا وهيفاء في صالون التجميل حينما اتصل ( زياد ) بها مستفسراً عن مواقع إلكترونية يجري من خلالها بعض البحوث المطلوبة
قلت لها : ما أمر زياد ؟ .. لما لم يرافق عزيز ومحمد في رحلتهم .. ؟ ..
أجبتها : أي رحلة ؟
التقطت هاتفها من يدها : زياد .. ألم تسافروا ؟؟ ..
أجابني وبحروفِ مرتبكة : جمانة .. أنا لا أحب الرحلات .. !
لكن عبدالعزيز قال لي بأنه مُسافر معكم .. ! ..
قد يكون مع ( الشباب ) ياجمانة .. أذكر بأنهم كانوا سيسافرون .. !! ..
اتصلت بـ ( محمد ) الذي رد علي نائماً .. ! ..
المعذرة محمد , هل رأيت عبدالعزيز .. ؟ ..
أهلاً جمانة .. لم أقابل أحداً اليوم .. قابلته بالجامعة يوم أمس .. ! ..
كانت تهزني هيفاء من كتفي : جوجو .. تعرفين أنه يكذب .. كم من مرةِ كذب عليك فيها .. ؟ ..
عرفت حينها بأنك في مونتريال .. ! .. كُنت غاضبة منك .. لكنك وكعادتك .. قلبت الأمور رأساً على عَقِب .. ! ..
قُلت لي بأنك كذبت علي لأني لا أتفهم ولأني أُجبرك على الكذب .. ! ..
وحذرتني من أفعالي هذه .. ! .. حذرتني من أن أخسرك مالم أتفهم حاجتك لرؤيةِ أقاربك .. ! ..
سامحتك وحاولت أن أتفهم بعدما وعدتني أن لا تكذب علي أبداً .. ! ..
إلهي ! .. كم أرجو أن تَتصل بي ياعزيز .. أن تكذب علي مُجدداً ... ! .. أن تبرر لي ماحدث بعُذرِ سخيف .. ! ..
سأقتنع بما ستخبرني به .. ! .. سأكتفي بِمُبرراتك .. ! .. ولن أصدق أحداً غيرك مهما قيل .. ! ..
وعدتك أن لا أصدق أحداً غيرك .. ! .. مثلما وعدتني أن لا تخذلني يوماً .. ! ..
حينما وصلت إلى البيت .. فتحت بريدي الإلكتروني .. كُنت على يقين من أني سأتلقى رسالة منك .. ! ..
وبالفعل .. ! ..كُنت قد أرسلت إلي برسالِة في الصباح .. ! ..
كتبت لي فيها .. ! ..
حلمت إني عندكم بالبيت وكان عندنا ناس ماأتذكرهم .. كنتي جالسه قدامي بوجه طفلة شوشه وحاطه طوق على شعرك .. كأني تغيفلت اللي عندي وحركت بفمي بدون صوت وقلتلك أحبك .. ! .. أنتي ناظرتي لي وصديتي والزعل واضح عليك .. ! ..
لم أتمكن من الرد .. لم أعرف ماذا أكتب .. ! ..
كُنت أشعر وكأني بحلم .. .. ! ..
كُنت أشعر بأني كالاشباح .. ! .. شعرتُ بأني غير مرئية .. ! ..
تتحرك الأشياء حولي وتتعالى الأصوات .. ولا قدرة لي على فعل شيء أو تحريك شيء .. ! ..
دخلتُ فراشي لأنام .. ! .. دائماً ماكنت تقول بأني أهرب من مواجهة مشاكلي بالنوم .. ! ..
لكني لا أواجه مُشكلة ياعزيز .. ! .. أنا في كابوس .. ! .. سأستيقظ منه بعدما أنام .. وسينتهي كل شيء ..
كل شيء ياعزيز .. كل شيء .. ! ..
على الطاولة المجاورة لسريري صندوق بلاستيكي صغير .. تسكنه السلحفاة ( سلسبيل ) و التي أهديتني إياها قبل 3 سنوات .. ! ..
أهديتني إياها لأتعلم منها الصبر ولإنها هادئة مثلي .. وتُشبهني .. ! ..
رافقتني ( سلسبيل ) حتى في سفري .. علمتها الصبر ياعزيز بدلاً من أن تعلمني إياه .. ! ..
نظرتُ إلى الصندوق البلاستيكي .. فوجدتها مُنكفئة .. ! ..
حاولت تحريكها لكنها لم تتحرك .. ! ..
ماتت ( سلسبيل ) ياعزيز .. ! ..
ماتت اليوم .. ! ..
لا تقل لي بأنها إحدى إشارات القدر .. ! ..
لا أطيق إشارات القدر ياعزيز .. ! .. لا أفهمها ولا أُريد أن أفهمها .. ! ..
تركت ( سلسبيل ) في مكانها .. قلت لها : لا بأس .. فلننام قليلاً .. سنستيقظ بعد قليل .. وبعدما نفعل سيكون كل شيء على مايُرام .. ! ..
نمتُ ونامت .. ! ..


*

 

توقيع توونآ  

 

I know life can be crazy *

I know the road is long *

Nothing in life is free *

 

توونآ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس