أنآ ذَكرت حَآجتين رَئيسية ، وَ هَي المَودة وَ الألفة التَي تربط الرجل بـِ المرأة ، كآنت عَربية أصلاً ( وَ هنآك شوآهد كَثيرة فِي عصر الرسول عَليه الصلاة وَ السلآم ). أمآ أسآليب التَعبير وَ طَريقة إظهآرهآ كـَ الإنحنآءة وَ الخآتم كَآنت أندلسية أصلاً ( وَ هنآك شوآهد كَثيرة أيضاً فِي مجلدآت الأدب الأندلسي وَ كتب الحَيآة الإجتمآعية الأندلسية التي تركز على دور المرأة آنذآك ).
حَلآوة قَد يبدو الأمر لكِ غريباً نوعاً مآ. وَ لكن مآ أن تتعرفي أكثر عَنِ الظوآهر الإجتمآعية آنذآك ، تبدأين تَشعرين وَ كأنك في خيآل ، جَميع صور التَمدن وَ الحضآرة وَ الرقي تصب في مكآن وآحد. وَ بِـ هَكذآ انطلآقة مُذهلة ، مَن هم إذاً رجآل الأندلس ؟ ، سـَ أقول لكِ مهمآ كآنوآ فـَ إن شأنهم وَ عوآطفهم مرتبطة بِـ شكل وَثيق بـِ المرأة ، فَـ إن كآنوآ الأدبآء وَ الشعرآء فـَ هم بلآ شك إلآ ويفضون بـِ مكنونهم إلى نسآءهم وَ زوجآتهم ، وَ في هذه الحآلة نجد جواً من التجاوب الثنآئي فِي الرقي وَ التحضر.
لَمآ دَخلت الجوآري الأسبآن الشَقرآوآت ، نَبيلات الكَلآم ، مسترسلآت الشعور ، خَفيفات الحَركآت. حَصل مَزيج نسآئي كَبير. ذلك أدى ، إلى رِفعة قيمة المرأة العربية الأندلسية - إلى جآنب عوآمل أخرى - فـَ كآنت الشآعرة وَ الأديبة وَ الاستآذة. حينهآ كآن الرجل يبذل جهداً أكبر لـِ نيل رضى إحدآهن ، وَ استحقت المرأة شرف ذلك بـِ جدآرة ، فـَ الجَمآل الصَآمت وَ وَضآءة الوجه الحَسن ، يشعل الروح الخآمدة. تهآدت كـَ الأمطآر الموشحآت الأندلسية وَ الأبيآت الغَزلية. أدى كل ذلك إلى تَكوين طِبآع جَديدة وَ عآدآت جَديدة محآطة بـ هآلة مِن أخلآقيآت الرَجل العربي الأصيل + أخلآقيآت الإسلآم. فـَ كآنت نسآء الأندلس أغزر علماً وَ أكثر ثقآفةً مِن نسآء الأمم المعآصرة آنذآك.
نَتيجة لكل هَذآ ، كَوّنت عرب الأندلس طَرآئِق جَديدة فِي إيصَآل رَسآئِل الحَب. فـَ استخدموآ الحَمآم الزَآجل وكآنوآ يعقدون الكتآب بين جنآحيهآ ، وَ قَدّموآ الذَهب الغَآلي وَ الخَآتم المَنقوش وَ كآن من الرقي مآ كآن لـِ ينحني الرَجل الأندلسي لـِ مَحبوبته وَ مَخطوبته. وَ لو تلآحظين حتى الأمس القريب ، الشَآب المقدم عَلى الزوآج ، كآن يقدم معه الذهب. وَ لكن اليوم تغير هـ الشيء وَ أصبحت الفتآة هي مَن تشتري الذهب لـ نفسهآ من المهر ، كـَ جزء من عآدة أندلسية قديمة.
الظَوآهر الإجتمآعية هَذه لآ نَجدهآ عِند أي حَضآرة أخرى سِوى الحَضآرة الأندلسية.
::
شكراً لـِ التَعقيب ، وَ دمتِ ;)