دقت الساعة الآن الثانية عشر معلنة خروج الطلاب الابتدائي من المدرسة الصف الثالث تحديدا
الأب : أوه يا إلهي لقد تأخرت على ابني فؤاد
خرجت من المكتب وركبت سيارتي قاصد مدرسة ابني
وصلت الى المدرسة نظرت الى ساعتي إنها الثانية والعشرون دقيقة
نظرت الى مكان تجمع الطلاب المعتاد منتظرا خروج إبنه من بينهم...
إنتظرت خمس دقائق ولكن فؤاد لم يخرج
فأوقفت سيارتي وترجلت منها وذهبت لأتفقد ابني في مكان تجمع الطلاب فلم أجده
ذهبت الى داخل المدرسة فوجدت ابن خالت فؤاد فاسألته عن ابني فقال انه رآه منذ خمس دقائق...
اخذت أبحث عن ابني في جميع الفصول ولم أترك أي مكان في المدرسة ولكن لم اجده
نظرت الى ساعتي إنها الثانية عشر واربعون دقيقة.
المدرسة بدأت تفضى من الطلاب ولم يعد هناك إلا القليل
يا إلهي أين ذهب ياترى!!....
ربما يكون في السوبرماركت لا ليس هناك
آه ربما يكون في البوفيه ... أوه انه ليس هناك ايضا
يا ترى هل من المعقول ان يكون ذهب الى المنزل مع احد اصحابه
يا رباه اين ممكن يكون قد ذهب
أخذت الأفكار والوساوس تذهب بي هنا وهناك
ولكني كنت متعلقا بالله وأملي به كبير
فجأة : يرن جرس الجوال وممسكها وهو متلهفا لعله ابنه يتصل
ولكن طلع انه ام فؤاد هي المتصلة
فتجمدت هل ارد عليها ام لا...
وبعد تفكير رديت
أم فؤاد : لماذا تأخرتوا ؟؟!!
الأب : سنأتي ولكن لدي بعض المشوار في الطريق وسآتي اليكم (قالتها وانا في حيرة من امري ولا أريد ان أخبرها اني لم أجد ابني فؤاد)
إنتهت المكالمة
الاب : متسائلا هل ممكن عمل اللي في راسه من زمان كان هو بده يعملها
أخذ الاب نفسه وركب السيارة وطاف بها حول المدرسة وثم ذهب الى البيت....
لكنه فجأة تراجع عند منتصف الطريق كيف لي ان اترك ابني وهل يمكن ان يكون نفذ الفكرة
لا ليس ممكنا ان المسافة طويلة جدا
رجع الى المدرسة ونظر الى ساعته يا إلهي انها الواحدة
المدرسة مقفلة ابوابها ماذا عساي ان اعمل
طرق باب الحارس ليفتح له المدرسة ويبحث عنه من جديد
الحارس : نعم
الاب : اريد أن اتاكد ان ابني بالداخل ربما يكون نائما هنا او هنا
الحارس : انا فتشت المدرسة واقفلت جميع الفصول ولايوجد احد
وهنا شعرت بأنه أسقط في يدي
وان الولد قد ضاع مني
وبدأت فرائصي ترتجف
وكل ما جائني اتصال قلت انه هو
ولكن للأسف يطلع موضوع آخر
ولكن كل أملي معلق بالله
فجأة : يرن جرس الجوال وممسكها وهو متلهفا لعله ابنه يتصل
ولكن طلع انه ام فؤاد هي المتصلة مرة اخرى
وبعد تفكير رديت
أم فؤاد : لماذا تأخرتوا ؟؟!!
أنا : لم أجد ابني في المدرسة
ام فؤاد : في ذهول ماذ؟!!! ولماذا واين الذهب ... وهات من الاسئلة والكلام
أنا: اصبرها واقول لها توجهي الى الله عسى انه يفرجها سبحانه
انتهت المكالمة وكلي حسرة.
ماذا عساي ان افعل الان انظر الى الجوال عسى ان احدهم يبشرني
الساعة الان الثانية تماما
فإذا بهاتف الجوال يرن علي
هذه المرة الرقم غريب علي
أنا : آلو مين؟
صوت رجل : أين أنت ابنك هنا يسأل عنك
أنا : من أنت؟ وأين أنت؟
الرجل : أنا صاحب بقالة بجانب المستشفى المركزي وابنك موجود عندي
أنا : حسنا عشر دقائق واكون عندك
وتهللت اساريري فرحا وحمدت الله
مع اني لا زلت متشككا ولكن كنت متفائلا ان يكون ابني وليس ابن شخص غيري
وكلمت ام فؤاد لأهديها من روعها وابشرها على الخبر
وذهبت الى الموقع بين المصدق والمكذب
وصلت الى البقالة ودخلت ووقع عيناي على ابني
وأخيرا وحمدت الله
وأما حالة ابني فحالته يرثى لها
وجهه الاحمر من حرارة الشمس ومن طول المشي، حيث مشى ما يقارب سبع كيلوا (ملاحظة لم يتبقى عن المنزل غير واحد كيلو لم يستطع اكمالها)
فأخذت ابني في السيارة
وأنا مذهول
وأخذت أسرح بعيدا
ماالذي جعله يمشي هذه المسافة ياترى
كان بدوره خائفا من العقاب ولكنني لم اعاقبه
وصلنا المنزل وذهبت ارمي نفسي على السرير وارتاح قليلا من عناء ما كنت به
قلت لوالدته لتطمن فؤاد وتحكي معاه حتى يقول ماذا جرى له وما الذي جعله يمشى كل هذه المسافة.
فؤاد : تأخر ابي عني وأنا اعرف الطريق وأنا من زمان كان خاطري ان امشي ( الفكرة الي براسه نفذها اخيرا)
انتهى.
قصة صاحبي مع ابنه
بين الخوف والرجاء