عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 24-07-2011, 03:36 AM   #15

Aziza Yahya

azoOoz~ سابقاً

الصورة الرمزية Aziza Yahya

 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 497
افتراضي أنيس الوجودي

نعم أنيس الوجودي ولستُ أنا ..
يظن والديّ أني سأكرر غلطة أنيس عندما علّق حياته بالعقاد وعاش في كنف فكره في أحد مراحل حياته
لا يا والدي الحبيب ما قرائتي للأنيس إلا لأني وجدت قواسماً مشتركة بيني وبينه لن يفيد ذكرها هنا.
و تشابهاً كبيراً في تجارب مر بها كلانا . حقيقةً ليس أنيس فقط من اجد فيه شيئاً مني
أو بالأصح فيني شيء منه فهو المولود قبلي ولكن دائماً ما أواجه هذه الأمر مع غيره أيضاً .
و بالطبع لستُ وحدي أنتم كذلك ..كم مره شاهدتم فيها فيلماً أو قرأتم كتاباً وسمعتم صوتاً من داخلكم يقول :
يا إلهي إنهُ يتحدث عني ، هذا الكتاب يصفني أنا وهذا الفيلم يحكي قصتي ..يحكي تجربتي .!
لنتخيل أن الحياة عبارة عن خطوط مستقيمة متوازية
وكل خط يحتوي إنحناءات والتواءات تمثّل مشاكل ،عقبات ،تواجهنا ونحن نسير على خط الحياة
هي خطوط ثابته كهذه الخطوط :




التجارب هي نفسها ، ولكن الاشخاص هم الذين يختلفون في كل مره ..قد يمر أحدهم قبلك في تجربة ما
فتصبح ماضياً له ..و في نفس الوقت تجربتك الحالية التي تعيشها ..أو قد تكون عشتها ومررت بها و يأتي آخر
يحكي لك عن تجربته الغريبة العجيبة التي يتوقع أنها تخصه وحده فقط و يفاجأ بأنك تبتسم له وتقول :
سبحان الله كأنك تحكي عن حياتي ..!

طبعاً الكلام أعلاه مبني على التخيّل فقط .

نعود لمحورنا الأساسي ..أنيس وكتابه الجميل


الوجودية|أنيس منصور|دار نهضة مصر|184صفحة |جرير

أنت انسان ..لك عقل يفكر ..قلب يحس ويشعر ..تعرف الصح من الخطأ ..أنت حر
حر بما تفعله في نفسك ..في الطريق الذي تختاره لنفسه ..في الموت..في الدين ..في العلم ..والحياة
هذه هي الوجودية ..التي اقلقونا بها ..
أنت إنسان حر ..طيب ..؟
هل لك الحرية الكامله في أن تفعل أي شيء وكل شيء ..؟
هل الحرية تعني أن تتعدى على حريات الآخرين ..؟
هل بتعديك على حريات الآخرين تعتبر مذنباً وتخطيت حدودك ..؟
وهل للحرية حدود ..؟
ومن الذي يحدد هذه الحدود ..؟
كيف تسمى حرية إذا كان لها حدود ..؟
أهذا يعني أن الحرية ليست مطلقة ..؟

نعم الحرية ليست مطلقة .. أعلم أنك ترغب في أن تكون حراً كالطيور في السماء
ولكن حتى الطيور التي تحلّق في السماء تصل لخطوط حمراء لا يمكن لها أن تتجاوزها .


على أية حال فالوجودية كما أخبرني أنيس في كتابه..لا نعتبرها مذهباً فلسفياً إلا إذا رأينا المذهب هو التفسير
الواحد الشامل لعدد من المشاكل المتشابكة ، وأن تقدير هذه المشاكل أمر متروك لكل مفكر .
أما عدا ذلك فهي تعتبر اتجاهاً في الفلسفة والأدب وعلم النفس .




فلنفترض أن المدعو “س” يعاني من صداع دائم و يشعر بأن رأسه يغلي من الداخل
يذهب “س” للمستشفى فيحيله الطبيب لمصور الأشعة ..مصور الأشعة يأخذ صورة لرأس “س”
و يخبر “س” بأن في رأسه إبريق مسؤل عن هذا الصداع الدائم و الدم يغلي بداخله .
هنا انتهى دور مصور الأشعة .
لكن “س” غضبان يريد حلاً للمشكلة ويريد من يخرج هذا الأبريق من رأسه ..
بالطبع سيكون أحمقاً إن طلب ذلك من مصور الأشعة ..إذن عليه أن يعود للطبيب مره أخرى .
انتهينا من “س” ونتمنى أن يجد حلاً .
ما يهمنا الآن هو مصور الأشعة ..مصور الأشعة تماماً تماماً هو الوجودية ..
تُسلط الضوء على المشكلة وتدخل في أعماق أعماقها ..لكنها لا تعطي حلاً ولا علاجاً ولا ينتظر منها شيء من ذلك
إلا إن كنا نرى أن مع “س” حق في أن يطلب الحل والعلاج من مصور الأشعة .




سأل “ص” صديقه “ع” سؤالاً ..هل أترك الجامعة واعمل ..؟ أم اعمل و ادرس في نفس الوقت ..؟

رد “ع” : – أنت حر يا صاد .
“ص” يستشيط غضباً : – أنا حر ..!
- أنا حر ها ..؟! ..حسناً الغلط كله عليّ ..فأنا الذي اعتقدت أنك صديق جيّد استشيره ..!
يخرج “ص” غضبان أسفا ..
السؤال هو : لماذا غضب “ص” ..؟
مع أن “س” لم يخطئ وأعطاه الحريه في اختيار ما يريد وفي أن يقرر ما يشاء ..!
هل حقاً أن هناك من يبغض ويمقت الحريه ..؟
هل لأن الحرية تجعله مسؤولاً عن نفسه وعن تصرفاته ..تجعله مسؤولاً عما يفعل وعن كل ما يقول ..
هل هو يكره الحرية التي لا تريحه من مهمة الاختيار ومن التفكير المرهق ..؟

ماذا ..؟!
هل هناك من يكره الحرية ..؟
يقول أنيس :
نعم يكرهها الذين يخافون من الوجودية ، لأنها تنبه الناس إلى جوهرهم فالإنسان الحر هو الذي قام بعمل من الأعمال
فأصبح مسؤولاً عنه ،لأن الحر وحده هو المسؤول عما يعمل ، أما العبد الذليل فليس مسؤولاً عن شيء لأنه ليس حراً
في عمل شيء ، والمجتمع الذي يحس أفراده بأنهم أحرار ،هو المجتمع الذي يحس أفراده بأنهم مسؤولون عما يفعلون
إنهم مجتمع من الرجال ، ،وليس مجتمعاً من الأطفال أو الأرقاء .



هذا الرجل هو أبو الوجودية ..إنهُ سيرن
كيركجارد
وحتى تفهمه عليك أنت تقرأه وتتعرف على الظروف التي احاطت بهِ في
حياته.. لقد ثار على المسيحة التي لم يفهمها أو يسيء فهمها رجال الدين و كان يرى أن “الحضارة
الغربية لا يمكن أن يعود إليها شبابها إلا إذا أعيد فهم الديانة المسيحية ..” ..
و أيضاً كانت فكرة الألوهية تشغل باله .. كان يرى أنهُ لا يصح أنت تقول أن الله موجود ..
لأن الموجود هو الإنسان و سمي موجوداً لأن الوجود معناه التغيير والذي يتغير هو الذي له ماضي
وحاضر ومستقبل.
فالله إذن ليس موجوداً ..و لكن الله “كائن” فالله يكون و لكنه لا يوجد ..أما الذي يوجد فهو أنا و
أنت .
وهذه كانت صفعة قوية لرجال الدين والفلاسفة و اشعلت نار الفتنة في صدورهم . لن اتعمق أكثر .

ومن الأحداث الهامة في حياته قصته مع حبيبته ، و مفادها أنه ترك حبيبته لأجل فلسفته الزائدة عن
اللزوم ..كان يظن أنه إنسان شقي سوداوي لن يتمكن من إسعادها ..تزوجت تلك الحبيبة وندم بعدها
..وتمنى أن تعود تلك العلاقة لكن هيهات فقد فات الأوان .. وبقي تعيساً متأثراً جداً بزواج حبيبته ..
وظهر تأثير ذلك في كتبه التي ألفها من بعد . و أيضاً لن اتعمق ولم أعطِ القصة حقها .



..جان بول سارتر لا يمكن أن تذكر الوجودية بدون أن تذكر اسم هذا السارتر ..هو من أدّب الوجودية ..أي
اظهرها بصورة أدبية من خلال مسرحياته و رواياته .. قد مرت قبله الوجودية بعدة مراحل وتشعبت
وانقسمت لكن لم تظهر الوجودية بصورة إنسانيه واضحة إلا على يد سارتر .. يصفه أنيس :

سارتر هو أول من جعل الفلسفة أدباً ، أو الأدب فلسفة
وهو بحق أول من جعل الفلسفة تهبط إلى حياة الناس ..لقد أصبحت الفلسفة على قلم سارتر حياة متدفقة
، قلقة ، منطلقة ..و إذا هو في أول عهده يجلس في المقاهي ، و يجمع حوله الشبان ويكتب على مرأى
منهم ،على غير المألوف من عادة الفلاسفة والأدباء الكبار .![/COLOR]
((الوجودية ..سارتر ..الوجود والعدم ..القلق ..الفزع ..السقوط ..الحرية ..))"
كلمات غريبة انطلقت على ألسنة الناس و أصبحت تطلق على أي شيء وكل شيء
حتى ضاع معنى الوجودية واختلط مفهومها عند المثقفين وغير المثقفين و أصبحت ترمز إلى الشذوذ
والتخريب والنصب .

و يدافع السيد أنيس عن الوجودية بحجة : إذا كانت الوجودية تدعوا إلى الحرية واستخدم الآخرون هذه
الحرية بشكل سيء
فما ذنب الفلسفة الوجودية ..؟! هل لأن أناساً يسيرون في الشارع و يقتلهم الترام ننادي بعدم السير في الشوارع
و إلغاء الترام ؟! ..و اختم بكلام أنيس أيضاً فالكتاب كتابه وهو
أول كتاب صدر عن الوجودية باللغة العربية :

الوجودية ليست خطراً على شيء أو على أحد ..و المذاهب الفلسفية لا يمكن أن تكون خطراً إلا على
إنسان عاجز جاهل .

أعلم أنها تدوينة قد تصيب بعضكم بالملل .. و قد يرى البعض أنني لم أركز على كثير من النقاط التي
تخص الوجودية لكن بما أن الكتاب هو مقالات للمبتدئين و يعتبر كمقدمة شامله فيها من كل بحر قطرة
فهي دعوة لفهم الوجودية بشكل عام ..أو ليست دعوه فمن يريد أن يفهمها فليفهمها و”يبقى قابلني لو
فهمت حاجه “ومن لا يريد فما شأني أنا .والسلام عليكم .

 

Aziza Yahya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس