[الكاتب بندر العمري]

في السادس من جمادي الآخرة لعام ألف وأربع مائة واثنان وعشرون وبالتحديد يوم الاثنين الساعة التاسعة صباحا لن أنسى هذا اليوم وهو يوم مقابلتي لأغلى أمراءه عشقها قلبي , لن أنساك حينما تكرمت وتفضلت علي و أعطيتني أسبوعا كاملا كي استعد للقاء بك يا له من لقاء سيخلد في ذاكرتي لبست لمقابلتك أجمل ما لدي من ملابس , نضارة بلويس , ساعة مون بلانك , وأنواع العطور الفرنسية استعدادا لمقابلتك. وكنت أحمل في جيبي أنواع الصور كان لديك شرطا قاسيا للموافقة على قبولي وهو إن اسكن في نفس المدينة التي تسكنين فيها وأترك أمي وأبي الذين لم يرزقا سواي قبلت شرطك لأنني أحبك , قبلت شرطك لأنني أعشقك إلى حد الجنون , قبلت إن اترك أمي وأبي وحيدين من أجلك , قبلت إن أهجر بيتي الصغير مقابل إن اسكن في فؤادك , قبلت بجميع شروطك كان ما هو قاسي وكان ما هو تعجيزي وكان ما هو خيالي والسبب هو أنني مغرم في حبك .

وصدق الشاعر حينما قال :((أحبـك حـبـاً لــو يـفـض يسـيـره عـلـى - الخـلـق مــات الخـلـق مـــن شـــدة الـحــب)) .


رغم أنني كنت موافقا على جميع شروطك وضحيت بأغلى ما أملك من أجلك إلا إن جوابك بالرفض وعدم قبولي فاجأني كان نزوله علي أشبه ما يكون بنزول الصاعقة , لم أصدق عدم قبولك لي ولكن هي الحقيقة المرة , كان عذرك يا غاليتي هو إن معدلك الدراسي غير مؤهل للانضمام إلي والأمر الذي يثير في نفسي الدهشة انك قبلتي صديقي بدلا عني الذي كان معدله اقل مني بكثير ولكن دخول عمه الوزير في حسابات المعدل جعله يتفوق علي في نظرتك الظالمة وقبلتيه بدلا عني للانضمام إلى صرحك التعليمي ويتتلمذ على يديك , أما أنا فأخذت صوري وملفي الأخضر ومعروضي وشهاداتي ورجعت من حيث أتيت , رجعت إلى مدينتي الصغيرة .


كان قلبي يوهمني بأنني لا استطيع العيش بدونك و أوهمني قلبي بأنني بدونك سأكون أعمى لا أرى الطريق , أيقنت بأن التفكير في قلبي قد يؤدي إلى مالا تحمد عقباه وقررت إن أفكر بعقلي بعيد عن العواطف الهوجاء , وفعلن نسيت الماضي الأليم .

ومر العام تلو العام وبعد عشرة أعوام .

((وحينما دارة الدنيا دورتها , أتيتِ إلي , اسأل نفسي ما لذي دفعك كي تقبليني بعد هذا العمر , أنا على حالي لم أتغير , ومعدل شهادتي الثانوية كما هو , أنا أعلم بأنك لم تقبلينني حبا في ذاتي , بل حبا لمالي , بارك الله في مالي الذي جعلك تقبلينني.
وآن الأوان لكشف الحقائق يا غاليتي إذا كان المال هو سبب قبولي فإنني تقدمت لك ليس حبا فيك بل كي أذلك كما ذلل تيني في بداية حياتي.

كان في السابق لديك شروط وآن الأوان كي أضع شروطي :

الشرط الأول :
شبيه بشرط المسيار : فليس لدي وقت كافي لمقابلة وجهك الكئيب كل يوم , فسيكون وسيلة التواصل بيننا الشبكة العنكبوتية ومتى ما سنحت الفرصة وكان لدي وقت كافي سأقابلك .

الشرط الثاني :
كان لديك شرط قاسى جدا وهو أن اترك مدينتي الصغيرة وأبي وأمي للعيش معك في نفس المدينة فاليوم تغير الحال فعليك إن تخلعين لباس الكبرياء وتلبسين لباس الذل و تأتين إلى مدينتي الصغيرة عندما أريد مقابلتك .

عزيزتي : جامعة الملك عبدالعزيز اعلمي إن شهادتك لن تضيف لي شيء فإني في وظيفة مرموقة ومرتبي عالي جدا والفضل يعود إلى الله سبحانه وتعالى .

بقلم الكاتب بندر العمري