عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-07-2011, 09:16 PM   #2

عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

BARBAROUSSA

الصورة الرمزية عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™

 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: ذكر
المشاركات: 2,376
افتراضي رد: ```دفـتـر كـشـكـول```ضـائع بـيـن الـفـصـول```

موقف آخر
إيران 2




بسم الله الرحمن الرحيم


المكان : مشهد..
الوصف: حيث المزار الكبير و"الحرام" العظيم..والحج الأصغر..فهي بمثابة مكة عند اهل السنة..



حرمٌ كبير منمّق بزخارف اسلاميّة وفارسيّة..حوله تقطن الفنادق ذات الـخمسة نجوم..وكلّما اقترب السكن له علا سعرهـ..تحت ذلك الحرم انفاق ومواقف للسيارة..هولٌ من الضلال..ومنبعُ شرك..صلاتهم فيه جمعاً قصراً..ينقلون صلاتهم عبر بث حيّ في التلفاز..فعلا هو منبعُ الكفر وباعث الشرك..يتهافتون حوله الرافضة كتهافت النحل في المنحلة..غامرت مرة للدخول فيه فهالني مارأيت..حتى اني خشيت منهم..ولو علموا اني سنّي لذكوني نحرا في ذلك المزار الذي يقطن تحت تلك القبّة الضخمة المصنوعة من ذهبٍخالص أحمر..يزحفون اليه الناس..وقد اقسم لي اكثر من شيخ سنّي في ايران ان ذلك المزار ماتحته سوى جثّة حمار..فالحمدلله على نعمة الاسلام..ليس المجال الآن للحديث عن تلك المغامرة في "حرام" مشهد..كذا يسمونه "حرام" وتعني بالعربية "حرم"..

تمهيد للموقف..

مما لابد أن نعرفه أحبتي..هو أن المجاهد لابد ان يساير البيئة التي يعيشها..
مهما كانت تلك البيئة..
فمثلاً صدف ان صرت بين رافضة..بل وفي مناسبة ما..
يصلون فيها صلاتهم..
فلابد ان تصلي كما يصلّون..
بل وتضطر الى الأكل معهم..علما أن ذبائحهم لاتحلّ لأنهم مشركون..
في حدودٍ ضيقة..حين "تضطر"
قد تضطّر الى حلق اللحية والله المستعان..وذلك بعداً عن الشبهة..
وقد افتى فيها الشيخ الامام ابن جبرين حفظه الله فأعلم مما سأله شخصيا :حين يخشى المجاهد على نفسه من فتنة الحبس والتعذيب وهو متجهٌ الى ارض الجهاد..فلابد له المرور على بلاد غير مسلمة فيضطر الى محاكاة شعبها بلبسه ومظهرهـ وماهي الا قناة يعبر بها الى ارض الجهاد فهل يجوز له حلق اللحية ولبس الملبس الغربيّ المسبل..
فأجاب ان نعم شرط الا يتأثر قلبه بذلك..ولايكون باب فتنة له في الدنيا..
هكذا بلّغني اياهـ سائل الشيخ..
ومما لابد التنبه اليه ان الشباب هناك حين يختارون من يخالط المجتمع الايراني..
فإنهم يبحثون في صفاته الخلْقيّة..
إن كان ذا هيئة مناسبة..
ينظرون بعدها الى أخلاقه وهل هو ممن يثقون بإتقانه التمثيل..
فضلا عن كونه غير حيّيّ..
يجعلون منه متبضّعاً لهم وموفّراً لطلباتهم..
وذلك أن الشباب هناك في مضافاتهم الخاصة وفي البيوت يمنعونهم من الخروج..
خشية ان يُتَكشف الأمر..ثم ان خروج الشباب مثنى مثنى أو ثلاثاً..
في وقت ظرورة لمن يريد الاتصال على أهله والاطمئنان عليهم..
باستثنى المنسّقون والقادة وكذا "المتبضّع"..
ولعل أخينا "المتبضّع" الذي كان في مضافتنا تم له فضل الله ليشارك الأخوة في الأفغان..
وذهب بلا رجعة..
فجاء الدور على ترشيح آخر..
مباشرة وبلا مقدمات..صلاح المنسٌق الكبير هناك -رحمه الله او فك اسره- فلقد تضاربت الانباء حول مصيره..
أديب: ستكون "المتبضّع"..واليك مفتاح الدراجة الناريّة..
بصراحة ان وافقت فهي فرصة للتعرف على مشهد بشكل اكبر..لكن تبقى مسؤولية..
وان رفضت فسأكون محبوساً هنا انتظر فرج الدخول الى ارض الافغان..
وافقت مستعيناً بالله..
توليت المهمة "التبضّع"..
لكن لابد من تحسينات مظهريّة..
لم يكن يلزمني سوى تسريحة شعرٍ كانت دارجة عند الرافضة "كابوريا" لكن بشكل خفيفة..
وفي الأمام شعرٌ بارز كثيف..هكذا كانت تسريحات اهل الرافضة وبكثر..
ولعل اهل الشرقية الذين يعرفون الرافضة جيداً يلاحظ ذلك بينهم..
فقط اما الملبس فكان جيداً فالحمدلله لديّ خبرة في اللبس الغربي..
كما ان الوصف الخلّقي فأبرز مافيّ بشرة اقلّ بياضا متحوّلة بحسب الظروف الى"البرونزية"..هكذا وصفني احدهم..
وعينان خضراوان..
وشكلٌ ينمّ عن رجل عربيّ لكن حتما ليس من السعودية..كما قاله احدهم..

الموقف.. وياويلي من الموقف..

في أحد الايام وعندما هممت بالخروج للاتصال بخالتي ابلّغها آخر اخباري..فلست اطيق الاتصال بامي..
خشية ان أضعف بسماع صوتها ونحيبها..
عندما هممت الخروج..طلب مني بعض الشباب ان اجلب لهم "طرطة" من صاحب المحل الفلاني..
والحقيقة ان الايرانيين وبالتحديد صاحب ذلك المحل لديه "طرطة" لم اذق مثلها في حياتي..
كالاسفنجة لينة يعلوها طبقةٌ من زبدة الفانيلا او زبدة أخرى بحسب الطلب لكنها ذات مذاق خاص..
ويبدو انه صاحب خبرة اذ انه كبير بالسن..
قلت لهم حسنا سآتي لكم بالمطلوب..
خرجت على عجل..كان الوقت تقريبا الثامنة والأربعين..بتوقيت ايران..
وصلت عند صاحب المحل..طلبت منه 30 حبة "طرطة" بنكهات متنوعة..
على ان يجهزها ريثما اذهب لأتصل بأهلي واعود اليه..
اعطيته المبلغ مقدما..
خرجت منه راكبا دراجتي النارية..
أقبلت الي عجوز بيضاء بصحبة فتاة فاتنة صغيرة إذ اقدّرها بالـ19 من عمرها..
ذات شعر مسدول..بيضاء كفلقة القمر..لابسة بنطالاً وقميصاً ضيقاً..
فوق تلك الصفات عبائة رأس دون غطاء..
وهكذا هم اهل ايران طبعي ان تكون المرأة عارية لكن لابد من عبائة الرأس..
المهم..بدأت العجوز تكلّمني باللغة الفارسية..وتشير الى فتاتها..
قلت في نفسي ربما انها عرفت من صفاتي وهيئتي اني عربي..
وتريد مساعدة ماليّة..لابأس..
أخرجت لها نقودا من جيبي لم أعدّ مقدارها..
اذ ان الـ100$ تساوي رزمة كبيرة من العملة الورقية الايرانية..
وهذه المصيبة..
المهم اخرجت لها نقوداً بلا عد كأنما اريد الخلاص منها..
أخذت تلك العجوز النقود ودسّته في مدخل القميص من الأمام "الدلعة" كما نسميها بالعامية..
مباشرة ركبت خلفي الفتاة..
ولفّت ذراعيها حول خصري..
ياللمصيبة..
ماذا تريد..
نظرت للعجوز..اذ بها تبتسم وتقول لي بكلام فارسي يصحبه اشارة ان للامام..ثم اوشحت عنا وذهبت..
لست ادري..قلت ربما تريد ان اذهب بها الى الامام قليلاً..
مضيت وبالي مشغول لا ادري مالمخرج..
نزلت في احد انفاق "الحرام"..
ووقفت على رصيف المشاه..واشّرت لها ان هنا..
اجابتني بالاشارة وكلامٍ فارسي ..لا لا..الى الأمام..
مضيت..
وكل مرة اقف تقول لا لا الى الامام..
حتى بلغت الكبينة التي قصدتها للاتصال الكائنة خلف "الحرام"..
نزلت ومازالت تلك الفتاة متسمّرة فوق الدراجة..
دخلت الكبينة..وقمت بالاتصال على خالتي..وكانت تقية داعية حفظها ربي..
مجرد مااسمع صوتها يزداد قلبي ايماناً..
رجعت الى تلك الفتاة حاولت معها ان تنزل وتبقى..
رفضت..
رجعت الى الكبينة ناوياً ان اطيل الاتصال ببعض الأقارب حتى تملّ فتنزل..
اتصلت بأحد خالاتي..وبأختي..وبجمع من الأقارب..
واثناء ماانا اتصل اتت الفتاة تبحث عني بين الكبائن..حتى وجدتني..وارادت الدخول فمنعتها ومسكت الباب..
ذهبت..واثناء انخراطي في الحديث مع خالتي "أم عبدالمجيد"..
دخلت علي فجأة حتى افزعتني..مما جعلني انهي المكالمة عجالاً مع خالتي..
ومازالت خالتي تذكر هذا الموقف وتضحك..لكني لم اخبرها بباقي القصة خشية ان تبلغ امي فتذبحني..
خرجت من الكبينة..حاولت معها باللغة التي استطيع ان تذهب عني واخرجت لها نقودا لكنها تشير برأسها انه لن اذهب ابداً..
دخلت محل خردوات بجوار الكبينة اطلت البقاء لكن لاجدوى فهي كالظل تمشي معي..
والله مصيبة..
ذكرت ان هناك محل ملبوسات صاحبه يتكلم العربية بل الخليجية بطلاقة اذ انه عمل في الخليج فترة تطول..
عساني ان الحق به لأن محلاتهم هناك تغلق قرابة الـ9:30 -10 ليلا فلا تجد احدٌ في الطرقات..
ركبت واياها في الدراجة..ومضيت مسرعا لصاحب المحل..حتى استبين ماتريده تلك الفتاة..
فلمّا وصلت دار بيننا نقاش..اتضح ان الفتاة تريدني لنفسها بقصد المتعة..
وأني طلبت يدها من امها..العجوز..
الله يستر..
تعذرت بحجج كثيرة..فلا جدوى..
ومن الصعب ان افضح نفسي وارفضها لأني حينها سيبين اني سنّي..
لكني داريتها..
احد الحجج اني الآن في زواج متعة وبالتحديد الليلة قد واعدت احداهن ولا استطيع ان اتركها..
صرحت بأنها -أي الفتاة- قبيحة ولا اريدها..والحقيقة كانت جميلة فاتنة..
غضبت لذلك..وتعلقت بي اكثر..
المهم كان المحل على مشارف الاغلاق..
فقال لي صاحب المحل "المترجم" عش معها ليلتك انا مضطر لأغلاق المحل فعندي اهلي واولادي..
ولست مفرّغٌ لك..
اغريته بالمال..حتى جلس بعضاً من الوقت..
لكن لا جدوى..
فمالعمل...

تأتيكم البقية في الحلقة القادمة.. نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

عَـبْدالعَزِيز الهَاشِمي ™ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس