الساعة التاسعة تقريباً من صباح يوم الاربعاء 26 / 8
..@~> اتجول وحيداً في اسياب و ممرات الكلية العلوية و السفلية ..
اجر خطواتي وارى الغبار ينتفض تحت قدمي فيطير محلقاً غير مبتعداً عن الارض ويعود بعد ثواني معدودة للارض
حيث لا هواء يحركه ولا نسمة حتى ..!
فرحت حين رأيت باباً من الابواب مفتوحاً غير مقيداً بالسلاسل كأبواب سجونٍ قد أغلقت على ساكنيها ..
اتجهت اليه مسرعاً سميت بالله ففتحته دخلت فلم ابتعد كثيراً حتى يأست مما رأيت ..
لم ارى شيئاً حقاً و لم اسمع شيء الا رجلاً من العمال خارجاً وقت دخولي سلمت عليه ورد علي .. وذهب
عدت ادراجي وخرجت من ذلك المبنى الصامت المطبق ..
صعدت الدرج عسى ان ارى ما يثلج صدري جلت الممر حتى وقفت مقابلاً للماء اتأمله ..
وكأنه المخلوق الوحيد الذي دبت فيه الروح بتلك الساعة الكئيبة .. بوسط ساحة المبنى الذي يكاد يكون مظلماً في "عز النهار " ..
تأملت " نافورة " الماء إذ تقذف به المضخات الى حيث قدر له ان يصل .. ويبدأ هناك بالتلاطم كأنه يود الصعود
والابتعاد .. ولكن جاذبية الارض بقدرة الله تعيده إلى حيث كان حيث لا مهرب له ..
حمدت الله على ان سيارتي بالخارج فاتجهت مسرعاً اليها و ادرت المفتاح لوضع التشغيل وهربت مبتعداً ولم اعقب .
هذه يومياتي مع كلية الطب .. واتمنى ان شاء الله بإذن الله ان الوضع ما يكون كذا مع بداية الدراسة ..