
كلنا انتِ ..
أن يعيش الإنسان الأمل أمرٌ جميل .. ولكن قد يكون سببباً في التعاسة ايضاً..
في بعض الأحيان ..أحسد زملائي الذين توافرت لهم كل أسباب النجاح من مال ورعاية واهتمام من الأهل وتشجيع.. والتي لم تتح لي.. ولم ابصر الدنيا إلا وقد طارت الطيور بأرزاقها.. الآن عددٌ منهم يشغر مناصب مرموقة ويكملون دراستهم بالخارج .. وبعضهم مازال يكمل دراسته ويستلم مكافآة مجزية.. بينما أنا لاتقدم يُذكر.. وظيفة مرهقة وراتب ضعيف.. وأدفع الغالي والنفيس لأجل إكمال دراستي ولا أعلم متى سأتخرج.. وكم سأعاني حتى أجد الوظيفة وقد مضى بي العمر؟... في وقت أصبح الأمان الإقتصادي والمعيشي للإنسان هو العامل الأهم على الإطلاق... إنها الحقيقة والواقع القاسي الذي نعيشه اليوم، بعيداً عن قصص الكفاح الحالمة التي كنا نسمعها ونقرأها ونحن صغاراً.
لاشك أن كل إنسان يحصد مايزرع .. لكن اشعر أنه لم يتوافر لدي أصلاً الظروف المناسبة ..وهذا حال الكثيرين منا بلاشك.. وإن توافرت فهي تذهب سريعاً.. في ظل المصاريف التي تثقل الكاهل وفي ظل ظروف الحياة المحيطة بنا بشكل عام.. ومايفاقم هذه المشاعر أكثر وأكثر..أنك الآن بتَ مدركاً لصعوبة المهمة وماينتظرك.. وتسأل نفسك: هل لو عدت قليلاً بالزمن هل بالإمكان أن تعيد تصحيح مسار حياتك.؟.. كم تمنيت أن أجد ذلك الفتى ( أنا ).. وقد استشرفت حياتي وماستؤول إليه الامور .. واحذر ذلك الفتى .. وارسم واخطط لمستقبله ليكون مشرقاً حافلاً بالنجاح..بعيداً عن الإحباط..! ولكن ماهذا إلا حلمٌ آخر..
نحن كلنا إن شاء الله مؤمنين ومسلمين بقضاء الله .. لكن من الصعب ألا نشعر بغصة ومرارة .. كلما عشنا هذا الحلم من جديد ...
في النهاية لا أحد يعلم مالذي تخفيه الأيام.. فقد يكون هذا الثمن الذي ندفعه من مالنا ومن أيام عمرنا يعوض مافات .. ويتحقق لنا مالم نكن نحلم به أصلاً وتختفي كل مشاعر التعب والإحباط في لمح البصر..وكم من أشخاص لم يحلموا يوماً أن يكونوا من أصحاب المناصب المرموقة أو ممن يبدؤون مشاريعهم الخاصة... لكن تحقق لهم ذلك وأكثر ... وثقتي بالله سبحانه بلاحدود... وله سلمت أمري .. وراضٍ بما كتبه لي.
اليوم وقد كبرت.. ومضت الأيام.. فإنه لاينفع البكاء على الماضي .. بل لابد من العمل وبذل الجهد ضعفين علَ أبواب الرزق تتفتح من حيث لا أحتسب...
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق...