عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 05-08-2011, 07:50 AM   #11

Aziza Yahya

azoOoz~ سابقاً

الصورة الرمزية Aziza Yahya

 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
التخصص: Biochemistry
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 497
افتراضي رؤية بلا حـــــــــدود


” إنني من هؤلاء الذين يعتقدون أن في العلم جمال رائع . إن العالِمُ في معمله ليس مجرد فنيّ ،إنهُ أيضاً
طفل وُضِع أمام خاصية طبيعية أذهلته مثل قصة خيالية . و يجب ألا نسمح بالاعتقاد أن كل التقدم العلمي
يمكن أن يختزل لمجرد آلية ، و لا أعتقد أن روح المخاطرة ستختفي في عالمنا . فإذا رأيت أي شيء مليء
بالحيوية حولي فإنهُ بالضبط روح المخاطرة التي تبدو غير قابلة للهدم ” marie curie

ماري كوري 1867. الأسطورة . العالمة المشهورة بل الأشهر في أوائل القرن العشرين
و التي غيرت اسمها من مانيا البولندية إلى ماري وهي الرديف بالفرنسية .
ماري رمز الطموح و الأمل ومواجهة الشقاء و تحمل الأعباء
مثالاً للمرأة المثابرة ،المجتهدة والذكية ، المتطلعّة لما وراء الأفق
ماري رؤية بلا حدود في عصر كانت الحدود والقيود التي فرضها الرجال قاسية بل محبطه و مشينه .
حسناً ..هل سأتحدث هنا عن ماري وإنجازاتها التي اشتهرت بها والتي غيرت في مجرى العلم و العلوم
و ساهمت في الكثير الكثير من التطورات التي نعيشها الآن بعد موتها .
أم أنني سأتحدث عن ماري الإنسانة ، المرأة الحسّاسة التي عانت و تكبدت الشقاء في حياتها
و وصلت لما وصلت إليه بالرغم من كل الظروف المحيطه بها بل وبكل امرأة في ذلك الوقت .
في الحقيقة هو أنها استوقفتني وحدة قياس النشاط الاشعاعي الـ curie
فكل ما اعرفه عنها أن سبب تسميتها هو تقديراً لماري كوري مكتشفة عنصر الراديوم و خاصية
النشاط الاشعاعي . هذا مادعاني لأنهل من كتاب هوس العبقرية للمتألقة باربارا جولد سميث والذي كان
خلاصة بحثها عن الحياة السرية لماري كوري ، عالمها الخاص و القريب منها .
و هذا ما يبحث عنه المرء عندما يواجه شخصية رائعة يريد أن يعرف كيف كانت ظروف معيشتها
وماهي أسباب بلوغها ما وصلت إليه من شهرة ومجد .


هوس العبقرية |باربارا جولد سميث |ترجمة فتح الله الشيخ،أحمد عبدالله السماحي |248 ص| دار العين للنشر

الكتاب من أفضل الكتب مبيعاً في قائمة نيويورك تايمز . اعتمدت فيه باربارا جولد سميث على العديد من
المصادر الموثوقة ، ومئات المقالات و الرسائل العلمية، ممَ أعطى الكتاب قيمته العلمية و جعله أكثر مصداقية
بأسلوب أدبي جميل أقرب إلى الرواية .
مالذي يجعل باربارا و العديد من المؤلفين و منتجي الأفلام أن يجعلوا لماري نصيباً من كتاباتهم و أفلامهم ؟
ماهو الشيء الغير عادي الذي قامت بهِ تلك المرأة ؟ . هل هي حياتها البائسة وحالات الاكتئاب التي كانت تتعرض
لها من حين لآخر ،أم جوائز نوبل التي حصلت عليها و نضالها في اثبات أن العلم والبحث والاكتشاف لا يخص جنس
الرجال فقط .
عندما تعرف عن شخص أنه حصل على جائزة نوبل فهذا أمرعادي مقارنة بشخص حصل على جائزتين .!
و أن يكون هذا الشخص امرأة في عصر كانت الفلسفة السائدة فيه هي أن المرأة للجنس و الإنجاب فقط .!
بالطبع لم تعطي ماري أي اهتمام لتلك المعوقات التي كانت في عهدها وإلا لما كانت :

- أول سيدة تحصل على درجة علمية في الفيزياء من جامعة السوربون.
– في السنة التي تليها أول سيدة تحصل على درجة علمية في الرياضيات .
– أول سيدة تحصل على منصب أستاذ في جامعة السوربون .
– أول سيدة يتم انتخابها في الأكاديمية الفرنسية للطب .

لا بد أن ماري قد توفرت لها حياة كريمة أعانتها على متابعة تعليمها و أبحاثها و حصولها على كل ذلك الشرف .
لكن الواقع أن ماري توقفت عن الدراسة في بداية حياتها وعملت مربية في إحدى البيوت كي توفر المال لشقيقتها
التي تكبرها حتى تتمكن من إكمال دراستها ، في الوقت نفسه كانت تقرأ كثيراً و تحل المسائل الرياضية التي يرسلها
لها والدها باستمرار . وحتى بعد أن استقلت ماري وعاشت لوحدها كانت تسكن في غرفة صغيرة لا تحوي سوى مقوّمات
العيش الأساسية ، وكانت تقضي وقتها في الدراسة و البحث ،غير مبالية باهتمامات الفتيات اللواتي في مثل عمرها .



رائع أن يكون وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ، و لكن عندما يكون بجانب المرأة العظيمة رجل
عظيم هنا تكمن الروعة .
بيير كوري الفيزيائي الفرنسي الذي كان يرى أن النساء شر عظيم يلهين الرجل عن علمه وعمله ، و
لكن تغير ذلك المفهوم
عند التقائه بماري التي شعر بأنها فهمت روحه و طبيعته . توقفت ماري عن البحث والدراسه
وانشغلت بزواجها من بيير و كرست و قتها لدعمه و اهتمامها بهِ حتى يحقق ما يريد ، على العكس
ليس هذا ما فعلته ماري .


كان بيير و ماري شعلة من النشاط والحيوية ساعد بيير ماري ولم يبخل عليها بأسرار المعلومات
الرفيعه والدقيقه التي كان يعرفها ، لقد كان بيير من أجمل الهدايا التي مُنحتها ماري ، وتعاونهما كان
بادرة الانجازات العظيمة لهما ، حصل آل كوري على جائزة نوبل مناصفة في الفيزياء و كُرم
الزوجان كوري بأطلاق الوحدة (كوري) لقياس النشاط الأشعاعي وكذلك أطلاق أسم (كوريوم) على
هذا العنصر الكيميائي . كان آل كوري يقضون معظم الوقت في معملهم البسيط لإجراء تجاربهم
وابحاثهم و لكن للأسف فلم يكن كلاً من بيير و ماري يهتمون بإجراءات السلامة في المعمل و كان
لتعرضهما للمواد المشعة أكبر الأثر في ماحل بهما من وهن ومرض في الأيام الأخيره من حياتهما .



هذه الصورة تضم كبار العلماء في مؤتمر سولفاي حيث كانت ماري هي المرأة الوحيدة في ذلك
المؤتمر . لرؤية الصورة مكبرة هنا.
ماري لم تبلغ هذه المكانة إلا بالجد والاجتهاد بالعمل المتواصل الدائم ، كان لديها اعتقاد بأن الاكتشافات
العلمية العظيمة تتطلب التضحيات . و أن حرمان نفسها من المتع اللحظيه في سبيل خدمة الأهداف
العظيمة هي من السمات النبيلة .
كان يشاركها بيير نفس الرؤية لذلك كانا يعيشان في عزلة معظم الوقت قبل أن تصيبهما لعنة الشهرة و
يفقدان الهدوء الذي اعتادا عليه .
من أصعب المواقف التي واجهت ماري هي فقدانها لشريكها في التعليم والحياة بيير ، أثناء تعرضه
لحادث سير وتهشم جمجمته .
دخلت ماري في موجة اكتئاب و لم تعد ترى في الحياة شيء يستحق أن تعيش لأجله وبدأت بكتابة
مذكراتها والتي كانت تتحدث فيها مع بيير و كأنهُ لا يزال على قيد الحياة . لكنها عادت لمعملها هي
و بيير و أكملت الكتاب الذي لم ينتهي منه بيير و عُينت أستاذة في منصب زوجها و اكملت المحاضرة
من المكان الذي توقف فيه زوجها فقدد كانت تلقي محاضرتها في نفس القاعة التي حاضر فيها بيير .
لقد كتبت في مذكراتها : “إنني أعيش لذكراك و لأجعلك فخوراً بي” .
و اصلت ماري ابحاثها وتجاربها واكتشافاتها التي توسعت يوماً عن يوم و اصبح اسم آل كوري ذائع
الصيت بين العلماء والعوام .
و لم تنسى ماري ابنتيها من الاهتمام ..نعم ابنتيها فلقد انجبت من بيير طفلتين هما إيرين و إيف



اهتمت ماري بتعليم ابنتيها وحرصت على تربيتهما وتوفير أفضل الأساتذة لهما ، اكتفي بما كتبتهُ في
إحدى مذكراتها:

” كلتاهما في حالة جيدة ، ظريفتان و جميلتان ، إني أبذل قصارى
جهدي لجعلهما تشبان أصحاء ، إني أريد أن أربي أطفالي على أحسن ما يكون ”
.

لكن اكثر اهتمامها كانت تعطيه لإبنتها إيرين التي كانت على عكس الصغيرة إيف التي تحب الموسيقى
وتفضلها عن أي شيء آخر . سرعان ما كبرت إيرين و أصبحت مساعدة و رفيقة لأمها في المعمل
و حصلت أيضاً على جائزة نوبل في الكيمياء .
و لحسن الحظ أن إيرين تزوجت من فردريك جوليو والذي لا يقل أهمية عن إيرين و تفوق ايضاً في
الكيمياء و الفيزياء وحصل على جائزة نوبل .



و كأن التاريخ يعيد نفسه فهنا تعاون آخر بين إيرين و فردريك حيث اتفقا على نشر ابحاثهما تحت اسم
موحد جوليو- كوري .
مثل أمها كانت إيرين لا تهتم بالسلامة في المعمل و أصيبت بمرض السل الرئوي بعد إنجابها ابنتها
هيلين .



مؤتمر سولفاي مره أخرى سنة 1933 في الصورة أكثر من 30 عالماً و ثلاث عالمات فقط :
ماري و ابنتها إيرين ، و ليز مايتنر والتي اعتقد أني سأفردها بتدوينة تخصها لجمال ما قرأتهُ عنها .



هيلين ابنة إيرين و حفيدة ماري . الجيل الثالث من آل كوري . رائدة علمية في فرنسا ، انضمت إلى
أعضاء هيئة التدريس بمعهد الفيزياء النووية بجامعة باريس قبل وفاة والدها بعام ٍ واحد حيث أصبحت
مديرة الأبحاث و ترأس 580 شخصاً في المعمل .!
و تعيش في المنزل الذي ورثته عن والديها ، لكن الإرث الأهم الذي حصلت عليه هو العلم كما قالت
إيرين كوري :

” إننا لا ندرك أن العلم هو أعظم جزء من إرث ثمين ..الإرث الذي به تتقدم حياة البشر و تقل
معاناتهم ”
.

و تقول هيلين :

” لقد قالت لي أمي أنها عاشت حياة ممتعة بقدر ما يمكن تصوره . إنها جدتي التي جعلتها تشعر بذلك ” .

شكراً ماري .



فاصلة :

ممتنه لكِ هنووووو على هذا الدعاء الذي لامس قلبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 


التعديل الأخير تم بواسطة رغد محمد ; 25-08-2011 الساعة 10:36 PM. سبب التعديل: يُمنع وَضع الصور النِّسائية منعًا باتًا .. شُكرًا لكِ ..~
Aziza Yahya غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس