لقدْ حزِنتْ .. بكَتْ .. وتَأثّرتْ
وقدْ هُزّت ثِقتُها فيْ نفْسهَا
حينَ أخْبرتْها بأنّها لا تُجيدُ شيْئاً وأنّها عدِيمةُ الفَائدةْ
وعِنْدمَا سخِرتْ منْ أحْلامهَا وطمُوحاتِهَا ..
واسْتهزَأتْ بقُدراتِهَا ومَواهبِهَا ..
ذهبتْ وانْطوتْ علىْ نفْسهَا
وبكَتْ بكَاءً مرِيراً ..
وتسَاءلتْ بِ صمْتٍ ..
هلْ أنَا عدِيمةْ الفَائدةْ ؟
هلْ لتوَاجديْ بصْمةْ فيْ حيَاةْ النّاسْ ؟
هلْ حلميْ " غبيّ " ولا يحْتاجْ إلىْ تفْكيرٍ أصْلاً ؟
هلْ أنا فعلاً لا أمْتلكُ موهبَةً ومغْرورةْ بِموَاهبيْ وقدرَاتيْ
الوهْميةْ والّتيْ ليسَ لهَا وجُودْ ؟
فَـ قَامتْ وأخذَتْ ورقةْ منْ
وُريْقاتِها المبَعثرةْ والمُهمَلةْ ..
وقدْ قرأتْ أحرفَ والِدهَا الذّيْ
رحلَ عنْ الدّنيَا حينَ كانتْ فيْ
سنْ الخَامسةْ ..
\ \ \ \
وقدْ عَادتْ بِـ ذَاكرتِهَا إلىْ الوراءْ
حينَ كانتْ جدّتها تتجمّلْ الحدِيثَ
بهَا وبِـ شُعيرَاتهَا المتدلّيةْ علىْ
وجهـهَا وكأنّها شَلاّلاتٌ مـنَ
الذّهبْ حينَ كانت تخْبرهَا عنْ
حلمِهَا الطّفوليْ الجمِيلْ وكانتْ
جدّتهَا تخْبرهَا بأنْ تتمسّكْ بهِ
وألاّ تدعَ شيْئاً يهزّهَا يحطّمهَا
أوْ يحْبطهَا ..
حينَها ..
:
:
:
رمتْ كلّ كلمَاتْ الإحْـباطْ خلفَهَا .. "!"
وأصرّتْ علىْ تْحقيقْ طموحَاتهَا وأحْلامهَا
وتمسّكتْ بهَا جيّداً فَـ انبعثَ الأملُ فيْ
نفْسهَا منْ جدِيدْ .. }"