
وعليكِ السلام ورحمة الله وبركاته
أتعجب جِدًا وأرثي الحال عندما أرى من يبحث عن فلسفة كاذبة
ليجعلها مدخلا لانتصار فكر وساوسِ شيطانِه ظانًا منه أنه قَد أفلحْ !
فالغريب أن نقول :
الشعب السعودي غير ملتزم بشكل كلي وتام لتعاليم الدين والمسؤولين لا يؤدون الحقوق في بعض المناطق بصفة خاصة
لذلك من الطبيعي أن لانجد حدًا لهذه التجاوزات -اتفق هنا-أمًا الآخر يعارض بقولِه أن الحرية -حرية هواه- مسلوبة
والتشدد قاسِ على هذه الفئات فيحق لها أن ترتكب المعاصي
وتتعدى حدود الدين في البلدان الأخرى إذًا لا بأس بفسادِه داخل أو خارج البلاد فهو مقيد
والخطأ بالتقييد الاجتماعي في بعض سطحيات الدنيا عذر معمول به للخروج عن الدين !
فإن ضيقوا قلنا قد ضيقوا وإن وسعوا قلنا قد وسعوا !
أعلم جيدًا أن التوسط مطلوب ولكن الحياة ليست كما نرجو وإلا لَما جُعِلَت فتنة
فهل سنبقى على الانتظار والمطالبات وهل هذه هي سياسة الحياة والغاية منها !
أنتم أوزنوه بأنفسكم لا أن تعيشوا على أمل الاعتدال وإلى أن نصل فاليغفر الله لنا !
وإذا كان فينا المتشددين فنحن مخيرين بالاتباع ووجب علينا تطبيق بنود شرعِه كما جاءت
أو اجتهدوا فيها كبار العلماء وليس أن نرمي الخطأ على أهل التطبيق بشتى أنواعهم أصابوا أو أخطأوا
وأنتم لستم ملزمون بِها،بل الأغرب حينما تأتي النظرة على المجموعة المختلفة والمخطئه منهم
أما البقية - بارك الله فيهم - فغضوا البصر يا بشر !
فإما أن تطبق جميع ما وجب عليك من الكتاب المنزل أو اتركها كاملة
وإمًا أن ترى جميع الشعب في حالة التزام وإلا فاليتركوا ماهم عليه ولا يتسلطوا علينا بأمرِ أو نصيحة
أي أن الناس سواسية وجميعهم في الجنة أو جميعهم في النار لا يُوجد ميزانين ولا يوجد خير أو شر
فقط مكامله كلية أو نقصان تَام دون محاولة للوصول إلى الأولى منهم - هذا منطق البعض وحججهم الضعيفة ، الله المستعان -
تَسلق كما شئت لتصل إلى غاياتك من فساد وانحلال أخلاقي
ولكن احذر أن تجعل الدين سلمًا لَكَ فتقع !
،‘
في عهد الرسول وعندما بدأ الإسلام بالانتشار وأول من اعتنقوه
لم يميلوا عن الحق بحجة أن الغالبية قد خالفوا ماهم عليه
فكانوا لشرع الله مطبقين وإن ظلوا فرادى
وفي الحديث عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر » رواه الترمذي
لم يُقال فيما بين العلامتين أن في آخر الزمان لن يتبقى إلا الفساد
بل قال سيوجد من يَقبض على الجَمر وماهذا إلا دَليل على تدهور الحال في هذا الزمان
فأنتم العاملون بقراراتكم بعد رحمة الله فإمَا جنة أو نار .
جمانة الفيصل
أدعو الله أن يرزقك قولا بِعملِ يوافق منهجه
فتكونين من خيرِ الناجيين بإذن رحمنِ كريم ~