[الوردة الموفية]

وشمكم حرام.. ووشمنا حلال
سليمان العطني

يحار اللبيب حين يرى التباين والاختلاف الكبير في التعاطي مع بعض قضايا الوسط الرياضي وتزداد هذه الحيرة ويصاب بالذهول حين يرى الأسلوب المتبع في تناول القضايا المستجدة فالأغلبية يصبحون خبراء ويصدرون الفتوى وأصحاب قرار، ويرجع ذلك كونهم ينظرون لهذه الوقائع والمستجدات من خلال عدسات اكتست بألوان" قوس المطر"، ونحن ندرك أن كل لون يرمز لمعنى معين ويعطي شعوراً مختلفاً عن الآخر فمنها ما يمنحك شعوراً بالرضا والارتياح وبعضها له سحره ومن أجله تلونت أقوال البعض وتوجهاتهم بفعل تأثير هذا اللون أو ذاك.

ولأن وسطنا الرياضي ليس له من "الوسطية نصيب" فالتطرف صفة سائدة فرأي المحبوب مقبول ومرضي عنه بينما الآخر مغيب ولا يستحق النظر وهذا من أهم مسببات انشغالنا بما يحدث خارج الملعب بينما تركنا وأهملنا ما يجري داخله وتأتي قضية الوشم الحلال والوشم الحرام كأنموذج صريح وواضح، فرادوي كان خطراً على النشء ووجوده يحدث "تطرفاً فكرياً وانحرافاً في التوجه" لدى فلذات الأكباد التي لم تبرد إلا حين حل رادوي في العين، وأي عين تلك التي نقلته للعين؟

ولأن الدنيا لا تدوم على حال لها شأن فقد أتى أمر لا مرد له فلاعب نادي النصر الكولومبي "صاحب الوشم الأكبر" فوشمه كما رأيناه أكبر وأظهر ويحكي إبداعا فنياً عن إتقان الرسم على الجسم البشري يضاهي ما سطره التاريخ عن الفن الهندي نقشاً وزخرفة، ولأننا نغيب الصوت الآخر ولأن البادي أظلم فقد استعار البعض منهج السن بالسن، وتساءلوا كيف ما تم تحريمه وتجريمه سابقاً أصبح حلالاً ومباحاً ويبقى السؤال "كيف حل يا مفسرين الأحلامي"؟

فالهلاليون الذين أنشؤوا غرفة عمليات لمواجهة "جحافل المهاجمين"، وبعد نقاش ومداولة توصلوا للقرار الأمثل بأن يغطى وشم رادوي بقطعة قماش على ساعده ولكن الهجوم كان مركزاً والضربات متتالية فقد انهار خط برليف وخسر الهلال رادوي وبرحيل عزيز تضاعفت الخسارة وخسر الهلال قوة ارتكازه التي كانت مصدر اطمئنان خلال الفترة الماضية، والآن تلوح بالأفق حملة مضادة مساوية في المقدار معاكسة في الاتجاه عليهم، عليهم، فوشمكم أكثر وأظهر من وشمنا فلذلك تتواتر الأخبار من أن النصراويين سارعوا إلى تشكيل فرق عمل لمواجهة هذه الحملة واتتهت الأوامر بأن تواصل عملها ليل نهار من أجل إيجاد الحلول المناسبة وتسربت أخبار بأنهم توصلوا لحل سحري ينهي المشكلة بسرعة وفاعلية وذلك بأن يلعب المحترف الكولمبي "مرتدياً الثوب واللطمة"، فهي فقط كفيلةً بأن تخفي الوشم ما ظهر منه وما بطن.

ولأن الدروس المستفادة هي من تساعد على تلافي الأخطاء مستقبلاً وترسم طريقة النجاح ولأن "الطنزه بالعرقوب"، وهو ما يتضح في قضية الوشم فقد ابتلي النصراويون بوشم أكبر من وشم رادوي بسبب تندرهم على اللاعب المذكور فأتت توصية سريه بأن يكثروا من التندر على "بطولات الهلال" علهم يتجاوزونها عدداً وعدة قياساً بالمثل لما حصل في قضية الوشم الحلال والوشم الحرام.

الخاتمة

من حل دار النـاس حلّـوا ديـاره

لا بـد مـا تسكـن ديـاره ويغبـن

ومن شق ستر الناس شقوّا ستـاره

ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سن

.. .. ..

<< ايه والله هالنصراويين مالهم كلمه جالبولنا المرض بوشم رادوي .. والحين جايبين لاعب كله اوشام من فوقه لتحته .. ويدافعون عنه كمان .. متناااقضين ..