حـــيّ بن يقظـــان العـــــربيّ ، وطــــرزان الغــــــربيّ !!
طالعنا عندما كنا صغارا بكل شغف حكاية ماوكلي .. فتى الأدغال و كذلك حكاية طرزان
و شاهدنا كيف عاش هذان الإنسانان في الغابة مع الحيوانات و استطاعا التعايش معها و تعلما لغتها و تأقلما مع حياتها ..
و لكننا نُصدم في النهاية أنهما رغم قدرتهما على التعامل مع بني جنسهم من البشر إلا أنهم يظلون يفضلون حياة الحيوان البعيدة عن شرور الإنسان و أحقاده،
و لكننا ربما نتساءل ما المغزى من مثل هذه القصص ؟
و ما سبب انبثاق مثل هذه الأفكار في رؤوس مؤلفيها بكل غرابتها و بعدها عن المنطق العقلي البشري !
إلا أننا بإطلاعنا على التراث العربي القديم نتعجب من وجود مثل هذه الأفكار و لكن ليس بالطريقة التي شاهدناها بل بطريقة أكثر عمقاً و فهماً لطبيعة النفس البشرية و الإقرار بواحدنية الله.
"حيّ بن يقظان" لفيلسوف مسلم عربي يدعى ابن الطفيل تدور حول قصة تشبه تماماً قصة ماوكلي و طرزان
و قد اختار ابن طفيل اسم "حيّ" من كون بطل القصة على قيد الحياة و "يقظان" كناية عن اسم الإنسان ذو العقل المتيقظ للمعرفة و الحقيقة ..
و الفرق بين قصص الغربيين و قصة هذا الفيلسوف المسلم أنها لم تكن بالسطحية أو السهلة
كان ابتكار هذه الشخصية رسالة سامية نبيلة أعمق من اسم الفلسفة ذاتها، و لم تكن لمجرد الكتابة أو بالصدفة !
مازال هناك بقية
التعديل الأخير تم بواسطة Aishah AL-farhah ; 22-09-2011 الساعة 05:33 PM.
|