الأكاديمي و"الأبلة"!
صالح الشيحي
زميلنا القدير مساعد العبدلي مسؤول تحرير صحيفة الرياضي في الرياض يخبرني عن حكاية حدثت معه تتعلق بسعر الكتاب في مكتباتنا.
يقول الزميل العبدلي توجهت إلى إحدى المكتبات المشهورة بالرياض بحثاً عن كتاب لابنتي الطالبة الجامعية بعنوان MORE READING POWER-SECOND EDDITON ، يقول دفعت قيمة الكتاب 129 ريالا وعدت للمنزل.. في الغد اكتشفت أن الكتاب هو النسخة الثانية فيما كنت أريد النسخة الأولى.. في المساء عدت إلى المكتبة ذاتها ولم أجد النسخة فأعادوا لي القيمة وتوجهت فوراً إلى مكتبة مشهورة أخرى جوارها على بعد 100 متر، ولم أجد الكتاب، لكنني صدمت عندما وجدت النسخة الأولى بقيمة 52 ريالا في حين أنها تباع في (المكتبة الأولى) بقيمة 129 ريالا أي إن (المكتبة الثانية) تبيع الكتاب بسعر أقل بنسبة 40% من قيمته لدى (المكتبة الأولى) !
ـ هذه المعضلة التي ذكرها الزميل العبدلي، وإن كانت ذات سياق مختلف، إلا أنها تقودني للفت النظر إلى قضية الطلبات والأعمال والكماليات التي تحاصر الطلبة والطالبات من الصف الأول الابتدائي وحتى تخرجهم في الجامعة!
ـ ليس كل الناس قادرين على شراء الكتب والكماليات التي ترضي ذوق السادة والسيدات المعلمين والمعلمات على اختلاف مراحلهم.
طلبات المعلمات بالذات ليل طويل لا ينتهي . أعان الله أولياء أمور الطالبات. هم بحاجة لميزانية خاصة لشراء ما تريده (الأبلة) ـ بالمناسبة أرجو ممن يعرف الأصل اللغوي لكلمة (أبلة) أن يبعثه لي مشكورا!
ـ الغريب أن عدوى الطلبات انتقلت من (الأبلات) للأكاديميين.. يخبرني أحد طلبة كلية الهندسة بجامعة الملك سعود أن طالب الهندسة والعمارة والتخطيط يدفع ما يقارب 2500ريال تكلفة أدواته (طاولة رسم- مسطرة 120سم-أقلام رسم.. إلخ) إضافة إلى الكتب الدراسية!
ـ طالما أن العاملين في الميدان التعليمي بمختلف مراحله لا يدركون ولا يشعرون بظروف الناس الاقتصادية والمعيشية فلا عجب أن تستمر مطالباتهم وتزداد.. ستزداد طالما أن الناس في واد.. وهم في واد.
ـ أرجو ألا تؤاخذوني؛ أحيانا ينتابني شعور ـ والشعور لا يعوّل عليه كثيراً ! ـ بأن (بعض) الأكاديميين والأكاديميّات والمعلمين و(الأبلات) لهم نسب خاصة من مبيعات المكتبات والقرطاسيات!
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005.../writers08.htm