/
- قبل كل شَيء ، نَحن لا نَعرف شيئاً عن شعر العصر الجَاهلي سِوى أنه أتانا " ناضجاً كاملاً ، منسجم التفاعيل مؤتلف النغم ، كـ المعلقات ". وَ أنّ هذا الشعر عَربي النشأة وَ أنه مرّ بـِ ضروبٍ كثيرة من النقد الأدبي الرصين حتى بلغ ذلك الإتقان في أواخر العصر الجاهلي. يعني طفولة الشعر وَ مهد النقد الأدبي قد غابا عنا تماماً. وَ بـ العكس الأسواق الشعرية كما قلتِ مثل عكاظ مثلاً هذه لم تأتِ إلا في أواخر العصر الجاهلي ، أي بعدما مرّ الشعر الأدبي بـ مراحل كثيرة من النقد الأدبي المتراكم حتى انتهى إلى الجودة و الإحكام و الصحة ، فـ النقد لم يكن أبداً بلا أسس بلا أصول. وَ حتى إن وُجِد هناك نقداً بسيطاً (تذوق) فـ نجده مُلم بـ معالم النقد الأدبي الصحيح رغم بساطته ، لأن البيئة آنذآك كانت بيئة عربية بحتة جعلت الناقد المبتدئ (المتذوق) ملماً بـ اللغة الفصيحة و بيانها و أركانها ، فـ كانت الشعراء تنتقد بما تمليه عليهم السليقة العربية الفطرية. أما اليوم غلبت العامية على الفصحى و اختلطت الضمة بـ الفتحة و تلبست المعان الأصيلة بـ أخرى مستحدثة ، كل هذه التغيرات جعلتني أشترط على أن يكون الناقد واعياً بـ ما يقول لآ أن يرمي بـ تصحيحات هي أبعد ماتكون عن الصحة ونقول لا بأس هذا منتقد ناشئ !. في هذه الحالة أنا أرى كما قلت أن يصمت أفضل و أسلم. أما إن كان المتذوق لديه من الأسس و الأصول النقدية السليمة ما يعوض عنها التغييرات العصرية الحديثة ، إذاً حينئذ نعم نشجعه على نقده المبتدئ و مسيرته الناشئة في هذا المجال.
::
سـَ أقرأ موضوعك
شدني العنوان ;)