فصل الشتاء هو أبرد فصل في السنة، وترتيبه بين فصلي الخريف والربيع، ويأتي اسم الشتاء Winter من كلمة ألمانية قديمة تعني وقت الماء Time Of Water، وتشير إلى هطول اﻷمطار والثلوج..
ويُكيّف اﻹنسان نمط حياته ليناسب فصول السنة، فالشتاء له مﻼبسه وطعامه وشرابه وألعابه وأمراضه أيضاً.. ويحلو السهر والسمر في لياليه الطويلة.. ويؤثر الطقس كثيراً على حياة الناس فيه، ولذلك تهتم وسائل اﻹعﻼم بأحوال الطقس من درجة حرارة ورطوبة وغيوم وأمطار وثلوج وعواصف.. ففي النصف الشمالي للكرة اﻷرضية عموماً يمتدّ الشتاء من أقصر نهار، الذي يُوافق تقريباً اﻷسبوع الثالث من ديسمبر إلى اليوم الذي يتساوى فيه النهار مع الليل الذي يوافق اﻷسبوع الثالث من مارس، أما في النصف الجنوبي من الكرة اﻷرضية فإنه يمتد من اﻷسبوع الثالث من يونيو إلى اﻷسبوع الثالث من سبتمبر، وتتميز المناطق اﻻستوائية بارتفاع درجة حرارتها بانتظام على مدار السنة، وتنخفض درجة الحرارة عموماً كلما ابتعدنا عن خط اﻻستواء، ويكون الشتاء طويﻼً والصيف قصيراً في المناطق القطبية..
والفصول لها تأثير كبير على حياة النباتات والحيوانات، ويرتبط مفهوم الشتاء مع فصل السكون والخمول والراحة،. ففي الشتاء تعيش بعض الحيوانات بياتاً شتوياً أو تحتمي في جحورها الدافئة، وبذور بعض النباتات لها أغلفة صلبة لحمايتها من البرد أو أن براعمها مغلفة بالشمع لوقايتها من الثلج.. واﻻحتباس الحراري وما نتج عنه من ذوبان الثلوج القطبية، يُؤثر سلبياً على حياة الكائنات الحية ويهدد بانقراض كثير منها..
وفي دراسة ميدانية بمدينة نيويورك وُجد أن أكثر من ثلث البالغين يُعانون اضطراباً في حالتهم المزاجية أثناء الشتاء حيث تطول ساعات الليل، كما وجد أن ستة أشخاص من كل مائة يُعانون اكتئاباً شديداً في فصل الشتاء.. ومن أمراض الشتاء أيضاً الزكام والسعال واﻷنفلونزا.. ويُنصح في البرد بتناول المشروبات الساخنة، وﻻ تنس شراب الزنجبيل والعسل والليمون وعصير البرتقال.. واحذر من مغبة استخدام الفحم والحطب في التدفئة تحسباً من اﻻختناق..
نصائح لفصل الشتاء
تنتشر أمراض الجهاز التنفسي الهامة أثناء الشتاء بسبب التغيرات التي تحدث
في الجو و تعرض اﻹنسان لموجات متفاوتة من البرد و الحر أثناء تنقله من
البيت إلى السيارة إلى العمل فتختلف درجة حرارة الشعب الهوائية و تتغير
مقاومتها لﻸمراض و تصبح أكثر عرضة لﻺصابة بالفيروسات التي تنتشر في
مثل هذه اﻷجواء بسبب الجفاف الذي يطرأ عليها من تأثير الجو البارد ..
تتعددهذه اﻷمراض ما بينالرشح " الزكام " إلى اﻷنفلونزا و التهاب الحنجرة
والبلعوم والتهابات الشعب الهوائية الحادة .
و يعتبر " الرشح " أكثر اﻷمراض انتشارا و ينتشر بين اﻷطفال أكثر من الكبار
بسبب ضعف مقاومتهم لﻸمراض و فرص اختﻼطهم بأطفال آخرين مصابين
بالزكام أكثر من الكبار ، و يمكن أن يصاب الطفل بالزكام أكثر من مرة في
السنة قد تصل إلى ست أو ثماني مرات .
و يسبب الزكام عدة فيروسات و ليس فيروسا واحدا تصل أعدادها إلى
( 200 ) فيروس تقريبا ، و للوقاية من أمراض الزكام يجب إتباع التالي :
- على المصاب بالزكام غسل اليدين بصورة منتظمة .
- على المصاب بالزكام عدم لمس أنفه أو عينيه .
- على المصاب بالزكام اﻻلتزام بتغطية أنفه و فمه عند السعال أو العطاس .
- تجنب التعرض للهواء البارد .
- تجنب مخالطة المصابين بالزكام لمدة طويلة .
- اﻻبتعاد عن اﻷماكن المزدحمة قدر المستطاع .
- المحافظة على نظافة اليدين بشكل عام و تجنب مﻼمستها لﻸغشيةا لمبطنة للعين و اﻷنف .
- توفير مرطب للهواء في غرفة النوم و المكتب و غرفة المعيشة لترطيب
أغشية اﻷنف و البلعوم و الحنجرة .
- عدم التعرض للهواء البارد و الساخن في وقت قصير .
- اﻻمتناع عن التدخين .
- عدم مجالسة المدخنين .
- اﻻلتزام بتغطية الجسم بشكل جيد أثناء الخروج إلى الهواء البارد و خاصة
منطقة الرأس إذ يفقد اﻹنسان (30 % ) من الحرارة الداخلية للجسم عن
طريق الرأس
يوضح د. ستيف فيلد رئيس الكلية الملكية للممارس العام أن نزﻻت البرد المتعارف عليها هي مجموعة من الفيروسات المختلفة التي تصيب الجسم. وعندما يواجهها الجهاز المناعي تظهر اﻷعراض في شكل إلتهاب قناة اﻷنف والجيوب اﻷنفية التي تتسبب في نوبات العطس وجريان اﻷنف واحتقان العينين. لهذا فأفضل طريقة لتقليل اﻻلتهاب واﻻحتقان هو تطهير مجري اﻷنف باستنشاق البخار.
ضع منشفة فوق رأسك واستنشق البخار الصاعد من وعاء الماء المغلي. ويفضل وضع نقاط من الزيوت الطبية مثل اﻷوكالبتوس لتهدئة اﻻحتقان. أو يمكنك أخذ حمام ساخن أو الجلوس في غرفة بخار وهو اﻷمر الجيد لﻸطفال خاصة.
تناول مشروباً ساخناً
ينصح د. رون إكليس مدير مركز بحوث نزﻻت البرد بجامعة كارديف ببريطانيا اﻷشخاص الذين يصابون بالبرد بتناول مشروبات ساخنة لتأثيرها الرائع على تطهير مجرى التنفس باﻷنف.
ووجدت دراسة حديثة أن مشروبات الفاكهة الساخنة لها تأثير رائع على أعراض البرد واﻹنفلونزا. ويقول د. إكليس إن المشروبات الساخنة أثبتت نجاحها في إحداث تقدم فوري في مواجهة أعراض البرد، مثل جريان اﻷنف والسعال والعطس والتهاب الحلق والسخونة واﻹرهاق.
ويري المختصون أن المشروبات ذات المذاق المر تكون أكثر فائدة. كما يقترح الكثير من اﻷطباء شرب ماء دافئ مع قليل من العسل اﻷبيض أو الزنجبيل المبشور (المعروف بمكافحته لﻼلتهابات)، وكذلك الليمون الطازج.
تناول قليﻼً من حساء الدجاج أو الكاري
جودة الحساء المنزلي ﻻ يضاهيه شيء، خاصة إذا كان حساء الدجاج, فهي تساعد على تطهير ممرات اﻷنف ببخارها المعطر بالتوابل وتمد الجسم بالسوائل والراحة. كما يقال أن الدجاج له خصائص مقاومة الفيروسات، خاصة إذا ما ترك الجلد في أثناء الطهي.
وفي عام 2000 وجد العلماء أن بعض محتويات حساء الدجاج لها تأثير مقاوم لﻼلتهابات، ويعمل على تقليل أعراض المرض بشكل مؤقت. كما يري بعض العلماء أن اﻹصابة بنزﻻت البرد قد تعطي حافزاً لتناول القليل من الكاري الهندي. فالطعام الحار يساعد على جريان اللعاب وزيادة إفرازات قنوات التنفس التي تلطف من السعال والتهابات الحلق.
خذ قسطاً من الراحة
خذ عطلة من العمل ليوم أو يومين كما تنصح د. ديتا أودونجو مستشارة النوم بعيادة لندن. "بهذه العطلة تجنب اﻵخرين العدوى. كما أن نزﻻت البرد قد تكون هي طريقة الجسم للتعبير عن الرغبة في بعض الراحة. استسلم للراحة, فلن يستطيع جسمك إصﻼح الخلل الذي تسببه فيروسات البرد في إيقاظك بل في أثناء نومك".
ويتفق د. ديفيد مع ذلك الرأي موضحاً أن أي فيروس يتسبب في اﻻلتهابات، فمجرد التمرينات أو الحركة البسيطة قد يصبح أمراً ضاراً خاصة للمرضي المتقدمين في السن.
تناول الكثير من الماء
عندما يقوم الجسم بمحاربة عدوى ما يصاب بالجفاف، وهنا تكمن الحاجة إلي تناول الكثير من السوائل شرط أﻻ تكون كحوليات أو مشروبات غازية، إذ إنها تحتوي على الكثير من السكر، اﻷمر الذي يعني بطء إمتصاص الجسم لها.
كما أن المشروبات ذات النسب العالية من السكر تتسبب في زيادة سريعة في مستويات السكر بالدم، ثم يتبع ذلك إنخفاض مفاجئ في مستوي السكر، مما يجعل حالتك تسوء أكثر. وبمجرد شعورك بالظمأ تناول الكثير من المياه حتي تتجنب جفاف الجسم.
قم باستكشاف ما بالمبرد
تناول المواد المغذية التي تزيد من مناعة الجسم بما في ذلك تلك المواد التي تحتوي على فيتامين (أ)، مثل البيض واللبن والبرتقال وبعض الخضروات، مثل الجذر والمشمش. كذلك المواد التي تحتوي على فيتامين (د)، مثل المكسرات والحبوب والزيوت النباتية وبذور القمح.
تخلص من ضغوط الحياة
قد تجعلك ضغوط الحياة اليومية سريع اﻻنفعال. ويقول الخبراء إن التجارب على المتطوعين توضح أنهم أكثر عرضة للعدوى إذا ما كانوا قد تعرضوا لمشكلة ما في السابق. ومن المعروف أن الضغوط الحياتية ترتبط بانخفاض المناعة ضد العدوي.
احرص على الدفء
لقد كانت جداتنا محقات في نصيحتهن لنا بارتداء المﻼبس الثقيلة للوقاية من البرد، فعندما تصبح اﻷنف باردة يصبح الجهاز المناعي للجسم أقل فاعلية.
محبكم / إحساس ناجح
|