[عاشق البرمجة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ببساطة العبارة وبعيداً عن التكلف والإغراق في التفاصيل
أحاول أن آكتب عن رحلة الإبتعاث لديار العم سام !
سآكتب ما أراهُ مناسباً وآتجاوز الكثير . .
كل ما يدهشني ويجعلني آفتح فايَ سآكتبُهُ وإن رآيتهُ أيها القارئ الكريم لا يستحق
الفكره أنها مذكرات شخصيه يحاول من خلالها الكاتب تخليد لحظة زمانية
والقبض على تفاصيلها حتى لا تهرُب .
فأهلاً وسهلاً بك ، ،

التفكير في الإبتعاث قديمُ متجدِد وتم حسمهُ حين عُينتُ معيداً بجامعة المؤسس قبل عام وشهرين
كانت مسألة الوجهة لأمريكا شبه محسومه لا أسباب كثيره لا يجمعها إلا أنها أمريكا !
في ٢٠ / ١٠ / ٢٠١١ كان صاحبكُم في الصالة الدولية بمطار الملك عبدالعزيز يكفكف دمعهُ حباً و ألماً
كان يلوح البيت أمامه حتى وصل أمريكا :
ليت ربي ما خلق لحظة وداع ولا فراق ولا دموع ولا ضياع !
ودعتُهُ أختهُ الكبيرةُ بالدمام بضحك أشبه بالبكاء بل وأقوى منه و آختارت زوجتُهُ الصمتَ وداعاً حين قبلها قبل خروجه وآحتضنتُهُ أمُهُ بالبكاء والبكاء قبل أن يدخل صالة المغاردين !
مشى قليلاً ثم لوح بيده . .
يحاول أن يمسحُ شخصهُ من ذاكرتهم حتى يعيشوا بسلام بدونه . .
يحاول أن يمسحُ كل ذنوبهِ معهم قبل رحيه
رحل ويكفي أن تقول عن شخص أنه رحل !
وصلت لمطار جون كنيدي في نويورك . . إنتهت إجراءات دخولي لأمريكا في أقل من دقيقتين دون الأفلام البوليسية التي رويت لنا . .
كان علي أن آنتظر عشر ساعات في المطار قبل أن تقلني طائرة المساء لمدينة بورتلاند بولاية أوريغون في الناحية الغربية من أمريكا
كانت أصعب عشر ساعات واجهتها خلال شهري الأول في أمريكا . . كل الذكريات الجميلة تسئلني وتجرُني للعودة جراً
ضحكة أبي و وجه آمي الصبوح و نقاء زوجتي ومشاكسة أخي الأصغر معاذ ودوام الجامعة والأصدقاء وكل أزقة جدة الجميلة
كنت كالأعمى تماماً لا يعرف ماذا يفعل وكيف يخرجُ من هذا الجو المحبِط . . سئلتُهم عن المسجد وذهبتُ إليه !
حادثت الأهل ونشرتُ تويتة بالمواقع الإجتماعيه عن وصولي عل دعوة من صالح آلمُ بها نفسي . .
حاولت النوم و فافجأني الأخ المصري الذي بجواري آن النوم ممنوع والأمن سيوقظك وعبدالكريم يحاول التحايل على كاميرات المراقبة مرة بأنه يعبث بالجوال ومرات بأنه ليس نائم لكنهم " صادوني " ههه
تناولت أسراف الحديث مع المهندس المصري الذي يكمل عامه الثاني والعشرين في أمريكا وللأمانه أنه نفس عني وأخبرني بأن كل يوم ينقضي هنا هو في الحقيقة يقربُك لهدفك وقال كلاماً كثيراً / جميلاً
من العجيب أنك تنتقل بين مباني المطار بالقطار ولا أدري لمَ تذكرت باص مطار الملك عبدالعزيز الرهيب !
في الحادي عشر مساءًا كنت آبحث عن شنطتي في مطار بورتلاند الدولي وآستقبلني الأخ مازن جمبي الذي له الفضل- هو و أخيه أ. رآفت- الكبير على قبولاتي وكل معاملاتي هنا ، ،
بورتلاند مدينة جميلة ومرتبة بشكل يبهج النفس . . الداون تاون مميز وهو وسط المدينه وبورتلاند - ولاية أوريجون عموماً - مليئة بالسعوديين بشكل ملاحظ دون أن يذكر أحد لك هذا . .
الشعب هنا حبيب بشكل مدهش . . يوزع إبتساماته على من يعرف ومن لا يعرف . . يساعد الجميع وينصت للكل ويحب بلده كثيراً !
أنا هنا لإكمال دراساتي العليا في نظم المعلومات (Information System) وآدرس اللغة في معهد (Pacific University)
بمدينة فورست جروف بولاية أوريجون - تبعد عن بورتلاند ٤٠ دقيقة بالسيارة -
الجامعة جيدة ومتمكنة في المجالات الطبية ومرنة جداً في برامجها ، ، المعهد متميز ويقدم اللغه بشكل قوي ومركز وممتع
لديهم ثلاث كلاسات : كلاس رايتنج+قرامر وكلاس ليسننج + سبيكنج وكلاس ريدنج + فوكابلري
جُل الطلاب من اليابان والمدرسات والمدرسين من حاملي الماستر في تدريس اللغه وأغلبهم أمريكان ،،
آسكن في مدينة قريبة من فورست جروف تسمى هاليزبرو . . جميلة وهادئة وأكثر حيوية . .
آنطلق صباحاً بواسطة الباص الذي ينضبط في مواعيده بشكل مذهل للغاية فأنت من خلالك جوالك الآيفون تستطيع معرفة متى سيأتي ومتى ستصل للمكان الذي تريده مصحوباً بكل الخطوات اللازمه لذلك .
كل ما عليك أن تكون في محطة الإنتظار قبل خمس دقايق من وقت الوصول و والله أنني وجدتهم يصلون في نفس الوقت المحدد وآركب الباص وآصل في نفس الوقت المحدد ، ، هنا كل شي محسوب لا مجال للصدفة !
يحسبون لحظات التوقف وحركة المرور ثم يقولون لك قبل أن تركب نحتاج ٢٧ دقيقة لكي نصل. .
بالطبع ليس كل الأيام يصلون كما هو مطلوب لأنهم في النهاية بشر لكنهم في الأغلب ينضبطون في أوقاتهم . .
الباص مصحوباً بالماكس "قطار " تستطيع آن تجوب في مدن بورتلاند وبيفرتون و هاليزبرو وفورست جروف في ساعه ونصف
المواصلات هنا شي يصعقك كل يوم بدهشته وروعته !
هناك الكثير مما يتسحق أن يُكتب عنهُ ويدون لكن حسبي أن هذه البداية ولا أريدُ أن آطيل
الموضوع ف مدونتي http://abomusab.ej.am/blog/?p=706

عبدالكريم
١١/٢١/٢٠١١
هاليزبرو / أوريجون