/
- نَظرت إلِي بـِ طرفِ عَينيها ، وَألقت ابتسآمة شَآردة، استدآرت فـَ لفّ مَعها الشعرِ الغزير. أكملت صَبّ الشَآمبآنيا وَالدمعِ الهدير. الفراغُ الكبير صَآمت سوى مِن صوتِ وقعِ النبيذ فِي غمرةِ الكأسِ الأخير. بدت السمآءُ منحنية ، وَ القمرِ بدرٍ حَزين ، فِي عِليةِ الأفق البعيد توالت النجوم جموعاً لـِ تَشهد المَنظر المرير. وَ هَزيز الريحِ يُلآطف الشَجر بـِ نغمِ اللقاء المُهيب بـِ لبآسِ ليلٍ هَزيعٍ أديم. نَآولتني الكَأس ، وَ تَشآبكت يَدينا عَلى امتدآدِ شاطئٍ غير هزيج. الرملُ كَثيف وَ صوتُ خلخآل كآحلها بكاءٌ وَ نحيب. أحاسيسنا نَآطقة ، وَ مشآعرنآ هآدرة وَ قلوبنا نازفة وَ حبٍ عَتيق عَلى وشكِ الختآمِ الأخير.
- " إِذاً أي أرضٍ سـَ تحتويك ؟! " ،’
- " كلّ البلآد أوطآني " ،’
- " حدثني عن الوَطن " ،’
- " هو الذي يشنق عشاقه مَع استفآقة الفجر الأول " ،’
- " همممم ، وَ لكن لن يحل النور إلآ وَ أنت بـ جآنبي يـَ بآئس " وَ تضغط بـِ قوة عَلى يدي.
- " آآه ، بـ الطبع هه ".
- " دوماً متشائم ، لماذا ؟! "
- " ليس هناك مَآ يَكفي مِن الفرص ، وَ الأمل يـ عَزيزتي سرابٌ مُخادع ".
- " وَ لكن ..... " وَ تَدمع من جديد.
- " ليس علينا أن نتحدث ، فلآ السمآء سـ تبكينا وَ لآ الأرضُ سـَ تفقد وَقع خطاوينا ".
- " إنك يـَ مُلهمي لا تعلم مدى الشرخ الحاد الذي سـ يتركه غيابك ، حتماً سـ تلفظني كل التفاصيل المرسومة عَلى جدرآن تلاقينا ، وَ شقوقِ أغصانِ أمآنينآ ، إنك يـ مهجة القلب لا تدرك حجم الخَطيئة " وَ أرفعت بـِ يدي فجأة عَلى قلبها ، " هآك اسمع ، حِس ، أشعر ، أبكي وَ تبآكى مَعي ! ".
- " هناك مِن الدموع مَآ قد تحتمل الهطول ، تتبخر مِن حرارةِ الوجدِ قبل أن تنفك مِن عيني ، إن التفاصيل التِي تحكي هوانا ، هي نَفسها التِي تعقد عهود لقيانا ، فـَ إن صآدفتي الفقير تذكري صورتي ، وَ إن صَآدفتي عجوزاً جآمداً فـَ تذكري تأملآتي وَ سكوني ، وَ إن التقيتِ بـِ شجر الزيتون فـَ تذكري قُبلآتنآ وَ أيقني أن كما شهدت همساتُنا سـ تشهد حَتماً تخآطر قلبينا "
::
وَ مَآ تَبقى ، هو ذآكرة مشروخة لآ تقوى عَلى الإستعآدة. لآ تقوى وَاللهِ لآ تقوى !