يب في ملخصات
وهذا هو -_-
تعريف العقيدة الإسلامية لغة واصطلاحاً
تعريف العقيدة لغة :
العقيد فعلية بمعنى فعولة أي معقودة فهي مأخوذة من العقد وهو الجمع بين أطراف الشيء على سبيل الربط والإحكام والتوثيق ، كعقد الحبل ، واستعمل معناه في الأمور المعنوية كعقد البيع وعقد النكاح .
العقيدة في الإصطلاح العام :
هي الأمر الذي تصدق به ، ويطمئن إليه القلب ، ويكون يقيناً عند صاحبه لا يمازجه شك ولا يخالطه ريب .
العقيدة في الإصطلاح الإسلامي وحقيقتها :
هي الإيمان الجازم بالله وما يجب له في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته ، والإيمان بملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر خيره وشره وبكل ما جاءت به النصوص الصحيحة من أصول الدين
أسماء علم العقيده
من أسماء العقيدة ما يلي :
1- التوحيد :
تعريف التوحيد لغة : هو إنفراد الشيء بذاته أو صفاته أو أفعاله وعدم وجود نظير له .
تعريف التوحيد اصطلاحاً : هو إفراد الله بالعبادة حسب ما شرع وأحب مع الجزم بانفراده في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي ذاته فلا مثيل ولا نظير له في ذلك كله .
2- الإيمان :
تعريف الإيمان لغة : هو التصديق .
تعريف الإيمان اصطلاحاً : إعتقاد بالجنان ونطق باللسان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
3- أصول الدين :
تعريف أصول الدين في اللغة : الأصل في اللغة هو ما يبنى عليه غيره أو ما يتفرع عنه غيره .
تعريف الدين في الإصطلاح العام : هو الطاعة الدائمة اللازمة التي صارت عادة وخلقاً .
تعريف الدين في الإصطلاح الإسلامي : هو عبادة الله وحده لا شريك له وطاعته وطاعة رسوله .
اركان الإيمان
الإيمان بالله
معنى الإيمان بالله اجمالاً : يتضمن الإيمان بالله الاعتقاد الجازم والتصديق الكامل بوجوده تعالى وانه واحد لاشريك له في ذاته وانه وحده المنفرد بصفات الربوبيه المستحق دون غيره للعباده والألوهيه المتصف بصفات الجلال والكمال والمنزه عن نقص من كل حال . قال تعالى :( ذلك بأن الله هو الحق )
والإيمان بالله تعالى يشتمل على توحيد الربوبيه وتوحيد الألوهيه وتوحيد الاسماء والصفات .
اولاً : توحيد الربوبيه :
وهو الاعتقاد بأنه سبحانه وتعالى هو وحده رب كل شيء ومليكه قال تعالى ( فذلكم الله ربكم الحق)
معنى الرب في اللغه : المالك الخالق المدبر والرب المصلح للشيء والله جل ثنائه الرب لانه مصلح احوال خلقه .
ومعنى ذلك ان ربوبيته هي الاعتقاد بانه مالك الملك وخالق الخلق وواهب الرزق ومدبر الامر ومصرف الكون .
ومما ينبغي ان يعلم ان الايمان بالربوبيه وحدها لايكفي للبراءه من الشرك . ولتوحيد الربوبيه اهميه خاصه في تأسيس توحيد الألوهيه عليه فلا يثبت توحيد الألوهيه الا على قاعده راسخه صحيحه من الايمان بربوبيته تعالى دون شريك . قال تعالى ( يايها الناس اذكروا نعمت الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والارض لا اله الا هو فأنى تؤفكون )
ثانيا : توحيد الألوهيه :
هو اعتقاد تفرده تعالى باستحقاق العباده قولاً وفعلاً وقصداً والبراءه من كل معبود سواه
ومما يجلي اهمية توحيد الألوهيه ويظهر منزلته العظيمه معرفة ان توحيد الألوهيه :
- هو غاية خلق العالمين , لقوله تعالى ( وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون )
- هو دعوة الرسل اجمعين , لقوله تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون )
- هو حق الله على خلقه اجمعين , ففي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ( هل تدري ماحق الله على عباده ؟ قلت : الله ورسوله أعلم , قال : حق الله على عباده ان يعبدوه ولايشركوا به شيئاً )
- هو اول مايخطب به الناس من امور الدين , لقوله تعالى ( قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله )
- هو سبب العصمه في الدنيا , كما قال صلى الله عليه وسلم ( امرت ان اقاتل الناس حتى يقولوا : لا إله الا الله فمن قال : لا إله الا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله )
- هو سبب النجاه في الاخره لقوله تعالى ( أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنه ومأواه النار وما للظالمين من انصار )
هو شرط لصحة وقبول سائر العبادات , لقوله تعالى ( ومن يعمل من الصالحات من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنه ولا يظلمون نقيرا )
ثالثاً : توحيد اسماء الله الحسنى وصفاته العلا :
والايمان بالاسماء الحسنى والصفات العلا يعني :
- الاعتقاد الجازم بأنه تعالى متصف بجميع صفات الكمال والجمال والجلال ومنزه عن جميع صفات النقص قال تعالى ( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها )
- الاعتقاد الجازم بتفرده سبحانه وتعالى عن جميع الكائنات والمخلوقات في اسمائه وصفاته قال سبحانه وتعالى ( وله المثل الاعلى في السموات والارض وهو العزيز الحكيم )
- اثبات ما اثبته الله عز وجل لنفسه وما اثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الاسماء والصفات . قال تعالى ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
- الاعتقاد الجازم بالعجز التام عن ادراك حقيقة ذات الله وكيفيه صفاته وعدم الخضوع في ذلك وقطع كل سبيل اليه . قال تعالى ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير )
الايمان بالملائكه
معنى الأيمان بالملائكه : الاعتقاد الجازم بوجودهم اجمالاً وبما ورد في الكتاب العزيز والسنه الصحيحه من صفاتهم واعمالهم تفصيلاً , ولأيمان بمن ورد ذكر اسمه وعمله منهم على وجه الخصوص كجبريل أمين الوحي من غير زياده ولا نقصان ولا تحريف .
حكم الايمان بهم وحكم من انكر وجودهم
الايمان بوجودهم وصفتهم واعمالهم اجمالاً ركن من اركان الايمان فمن انكر وجودهم وكذب بهم فقد كذب بصريح القرأن . قال تعالى ( أمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امنا بالله وملائكته وكتبه ورسله )
ولهم صفات كثيره منها :
1 – انهم اولو اجنحه وخلقة عظيمه , قال تعالى ( الحمد لله فاطر السموات والارض جاعل الملائكه رسلاً اولي اجنحه مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق مايشاء )
2 – لهم قدره على التشكل والتمثل بصورة البشر , قال تعالى ( فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا )
3 – انهم اعداد كثيره لايحصيها إلا الله , قال تعالى ( ومايعلم جنود ربك إلا هو وماهي الا ذكرى للبشر )
4 – انهم مفطورون على العباده ومعصومون من المعصيه , قال تعالى ( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )
نماذج من اعمالهم
الملائكه لهم اعمال كثيره ومن ذلك :
1 – جبريل عليه السلام : وهو الموكل بالوحي على الأنبياء , قال تعالى ( من كان عدواً لجبريل فأنه نزله على قلبك )
2 – ميكائيل عليه السلام : وهو الموكل بالقطر , قال تعالى ( من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين )
3 – اسرافيل عليه السلام : وهو الموكل بالصور والنفخ فيه , قال تعالى ( ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون )
4 – ملك الموت عليه السلام : وهو الموكل بقبض الارواح قال تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم )
5 – خزنة الجنه : وهم الوارد ذكرهم في قوله تعالى ( وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنه زمراً حتى اذا جاءوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين )
6 – خزنة النار : وهم الوارد ذكرهم ومقدمهم مالك عليه السلام في قوله تعالى ( عليها ملائكه غلاظ شداد )
7 – حملة العرش : وهم المذكورون في قوله تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانيه )
الايمان بالكتب
معنى الايمان بالكتب :
1 – الاعتقاد الجازم بأن الله عز وجل انزل كتبا متعدده الى رسله وقص خبر عدد منها في كتابه العزيز قال تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )
2 – الاعتقاد الجازم بما ذكر في الكتاب والسنه من الكتب السماويه , قال تعالى ( ان هذا لفي الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى ) ومن هذه الكتب التوراه على موسى والزبور على داوود والانجيل على عيسى عليهم السلام .
3 – الاعتقاد الجازم انه وقع التحريف في تلك الكتب السماويه السابقه كما قال تعالى ( افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ماعقلوه وهم يعلمون )
4 – الاعتقاد الجازم بأن القران كلام رب العالمين وكتاب الرحمن الرحيم الذي انزله الله على خاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي شأن القران يجب الأيمان بما يلي :
- ان القران الكريم تكفل الله عز وجل بحفظه , قال تعالى ( ان نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
- ان القران الكريم هو الخاتم لكتب الله جميعاً والمهيمن عليها , قال تعالى ( وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه )
حكم الايمان بالكتب
المنكر اجمالاً او تفصيلاً لواحد من الكتب الخمسه المذكوره في كتاب الله تعالى مكذب بالقران وصحيح السنه .
الأيمان بالرسل
معنى الأيمان بالرسل :
1 – الاعتقاد الجازم بأن لله تعالى عباداً اختصهم بوحيه واصطفاهم برسالته .
2 – الاعتقاد الجازم والايمان بمن ورد ذكرهم وخبرهم في القران الكريم او السنه الصحيحه من الانبياء والمرسلين وهم خمسه وعشرون رسولا ونبياً .
3 – الاعتقاد الجازم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم , قال تعالى ( محمد رسول الله ) ويجب الاعتقاد بما يلي :
- الاعتقاد الجازم انه خاتم الانبياء والرسلين , قال تعالى ( ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )
- الاعتقاد الجازم انه ورد ذكره صلى الله عليه وسلم ووصفه ونبوته والوصيه بالايمان به في الكتب السابقه كما قال تعالى ( واذ اخذ الله ميثاق النببين لما اتيتكم من كتاب وحكمه ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ااقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا وانا معكم من الشاهدين )
- الاعتقاد الجازم انه مبعوث الى الناس اجمعين , قال تعالى ( وما ارسلناك الا كافه للناس بشيرا ونذيرا )
- الاعتقاد الجازم انه مبعوث الى الانس والجن , قال تعالى ( واذ صرفنا اليك نفراً من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالو انصتو فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين )
حكم الايمان بالرسل
لا يعتبر المسلم مسلما ولا مؤمنا حتى يؤمن بالرسل اجمالا وبمن سمى الله منهم تفصيلا , قال تعالى ( ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون ان يفرقو بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون ان يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذاباً مهينا )
الايمان باليوم الاخر
معنى الايمان باليوم الاخر :
- الاعتقاد الجازم بفناء الحياة الدنيا وزوالها .
- الاعتقاد الجازم بما ثبت في القران الكريم وصحيح السنه المطهره .
- الاعتقاد الجازم بالاخبار الغيبيه عن الموت وما بعده والبعث وصفته والحشر وهوله والحساب ودقته والثواب وعظمته والجنه ونعيمها والعقاب وشدته والنار وجحيمها .
حكم الايمان باليوم الاخر :
الايمان باليوم الاخر من اركان الايمان , قال تعالى ( ولكن البر من أمن بالله واليوم الاخر )
وله في القران الكريم صور كثيره منها :
1 – ربط الايمان به بالايمان بالله .
2 – الاكثار من ذكره في الايات .
3 – كثرة الاسماء التي اطلقت على اليوم الاخر لكثرة مافيه من الاحوال والمواقف والمشاهد ومنها :
- يوم الدين : لانه يوم الجزاء والحساب , قال تعالى ( مالك يوم الدين )
- يوم البعث : وفيه يبعث الناس من قبورهم احياء , قال تعالى ( فهذا يوم البعث )
- يوم الجمع : حيث يجمع الله فيه الأولين والاخرين , قال تعالى ( وتنذر يوم الجمع )
حكمة اهتمام القران باليوم الاخر
1 – الاثر العظيم للايمان باليوم الاخر بحياة المسلم , قال تعالى ( انما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الاخر )
2 – اثر الايمان باليوم الاخر في تحقيق غاية الوجود البشري , قال تعالى ( افحسبتم انما خلقناكم عبثاً وانكم الينا لاترجعون )
3 – كثرة نسيان العباد له وغفلتهم عنه وانشغالهم بدنياهم وتعلقهم بها كانما يعيشون فيها ابدا .
4 – انكار الكافرين واستبعادهم وتعجبهم من البعث بعد الموت , قال تعالى ( فقال الكافرون هذا شيء عجيب ءإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد )
الايمان بالقدر خيره وشره
القدر لغه : مبلغ الشيء وكنهه ونهايته .
المعنى الاصطلاحي للقدر : هو ماسبق به علم الله وجرى به القلم مما هو كائن الى الابد .
القضاء لغه : الاحكام والانفاذ , قال تعالى ( وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه )
المعنى الاصطلاحي للقضاء : هو الخلق والانفاذ بموجب التقدير السابق
معنى الايمان بالقضاء والقدر : الاعتقاد الجازم الذي لايخالطه شك ان الله تعالى علم علماً محيطاً شاملاً لكل شي كان وسيكون .
ونستخلص مما سبق أن الايمان بالقدر يشتمل على اربع مراتب وهي :
1 – الايمان بعلم الله القديم وانه علم اعمال العباد قبل ان يعملوها .
2 – كتابة ذلك في اللوح المحفوظ .
3 – مشيئة الله النافذه وقدرته الشامله .
4 – ايجاد الله لكل المخلوقات وانه الخالق وكل ماسواه مخلوق .
حكم الايمان بالقدر
الايمان به واجب والمكذب بالقدر جملة كافر , قال تعالى ( ان كل شيءخلقناه بقدر )
عقيدة ثابتة
العقيده الاسلاميه ثابته لاتقبل الزياده ولا النقصان ولا التحريف ولا التبديل فهي محفوظه بحفظ الله لها في مصادرها الاصليه , قال تعالى ( انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون )
ومن دلائل ربانية العقيده الاسلاميه ومؤيداتها مايلي :
1 – تواتر النصوص الداله على المرجعيه العليا الثابته للكتاب والسنه ومن ذلك قولة تعالى ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )
2 – ثبوت كمال الدين وتمام تبليغ الرساله , قال تعالى ( اليوم اكملت لكم دينكم واتتمت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا )
3 – حرمة القول على الله بلا علم , قال تعالى ( ولا تقف مالي سلك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا )
عقيده فطريه
العقيده الاسلاميه عقيده متفقه مع الفطره السويه التي تهدي العبد الى اصول التوحيد والايمان والتي خلق الله الناس عليها , قال تعالى ( فاقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم )
عقيده مبرهنه
مما اختصت به العقيده الاسلاميه الصحيحه انها لايخالفها عقل صريح ولا يناقضها برهان قاطع بل هي عقيدة الدليل والبرهان , قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين )
امثله على اقامة الحجج العقليه على المسائل العقديه :
1 – قوله تعالى ( لو كان فيهما الهةً الا الله لفسدتا ) وقوله تعالى ( ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون ) نرى ان هناك الزام واقرار بربوبية الله وألوهيته .
2 – قوله تعالى ( وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي انشأها اول مره وهو بكل خلق عليم ) وهنا دليل على صحة القياس لان الله احتج على منكري البعث بالنشأة الاولى .
عقيده واضحه
العقيده الاسلاميه واضحه لاغموض فيها سهلة لا عسر فيها فهي قائمه على التوحيد .
ففي الايمان بالله تتلخص العقيده في ذات الله تعالى باثبات وجوده , قال تعالى ( قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد )
وعقيده الاسلام في ذات النبي صلى الله عليه وسلم واضحه نيره ليس فيها غموض ولا التواء , قال تعالى ( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد )
وقضية النبوه والرساله في عقل المسلم واضحه تماما متميزه عن قضية الربوبيه والالهيه , قال تعالى( مالمسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقه كانا ياكلان الطعام )
مضاهر وضوح العقيده الاسلاميه :
1 – الوحدانيه ونفي التعدد : العقل بطبيعته يهدف الى الترابط والوحده وراء التنوع والكثره والعقيده الاسلاميه تتطابق مع ذلك ومن امثلة ذلك :
أ – التوحيد في الخلق اذ كل المخلوقات خالقها الله .
ب – توحيد مصدر التلقي في الوحي كتابا وسنه فالامر والنهي منهما والطاعه والاستجابه لهما والرجوع والتحاكم اليهما .
2 – تقرير السماح واليسر وانكار الغلو والعسر : من مظاهر الوضوح السماحه واليسر في الاسلام كقول النبي صلى الله عليه وسلم ( احب الدين الى الله الحنيفيه السمحه )
3 – فطرية العقيده : من مظاهر الوضوح فطرية العقيده التي سبق ايضاحها .
عقيده وسطيه
الوسطيه تعني التوازن بين الامور المتقابله والتوسط بين الاطراف المتباعده على ماتقتضيه النصوص الشرعيه وامة الاسلام امة الوسط , قال تعالى ( وكذلك جعلناكم امة وسطاً )
وهناك نماذج من الوسطيه فيها شي من التفصيل ليست للحصر بل مجرد التمثيل :
1 – الوسطيه في اصل العقيده والتوحيد وهو الايمان بالله تعالى .
2 – الوسطيه في صفات الله بين التعطيل والتجسيم أي بين من نفوا عنه الصفات مطلقا وبين من بالغوا في اثباتها .
3 – الوسطيه في الايمان بالانبياء فان اليهود كما قال تعالى فيهم ( افكلما جاءكم رسولا بما لاتهوى انفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون )
4 – الوسطيه في العلاقه بالعقائد الاخرى , فقوله تعالى ( لا اكره في الدين ) وفي الوقت نفسه لاتهاون ولا تلاعب بالدين لقوله صلى الله عليه وسلم ( التارك لدينه المفارق للجماعه )
وهي وسطيه بين البراءه من الكفار وعدم موالاتهم اذا اظهروا عداوتهم , قال تعالى ( يا ايها الذين امنوا لاتتخذوا عدوي وعدوكم اولياء )
5 – الوسطيه في الصله في الدنيا والاخره فهي وسط بين الرهبانيه المنقطعه عن الدنيا والشهوانيه الغافله عن الاخره ففي الاولى , قال تعالى( ورهبانيه ابتدعوها ماكتبناها عليهم ) وفي الثانيه قال تعالى ( وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخره ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك )
اولاً : اثار العقيده على الفرد
1 – هداية العقل
تقوم العقيده الاسلاميه على اساس من رعاية العقل وهدايته فلا قهر ولا اجبار ولا اكره في قبول الهدى , قال تعالى ( لا اكراه في الدين ) . كما يقوم الايمان بالعقيده على اليقين الجازم القائم على الدليل والبرهان , قال تعالى ( قل هاتوا برهانكم ) . والمؤسس على الاثبات والاقناع قال تعالى ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
والمؤمنون الموحدون لهم مزيه بعقيدتهم اذ عندهم المعرفه واليقين والطمأنينه والجزم الحق والقول الثابت والقطع بما هم عليه
2 – سكينة النفس
قال تعالى ( هو الذي انزل السكينه في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايماناً مع ايمانهم ) ان انشراح الصدر وطمأنية القلب ثمرة حصول المعرفه الصحيحه بالله فنفس لا ايمان فيها مضطربه قلقه يتوالى عليها الهم والغم .
ومن اسباب الطمأنينه التوافق بين الايمان والفطره الذي به تطمئن النفس وتسعد .
3 – استقامة السلوك
الاعتقاد الصحيح يرتبط به العمل الصالح والسلوك المستقيم . والحق ان ثمرة الايمان الخالص هي العمل الصالح على مراد الله ومراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك هو سبيل الله , قال تعالى ( وان هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه )
ولا شك ان من ثمرات التوحيد تحقيق استقامه اعمال القلب والجوارح والاستقامه تبدأ من استقامة القلب وهي تتوقف على الاخلاص والاخلاص يتوقف في حصولة وكماله على معرفة العبد لربه وتعظيمه وتأليهه ومعرفة اسمائه تعالى وصفاته واحصائها والتعبد لله بمقتضاها .
4 – تقوية الامل ومواجهة الصعاب
الصعوبات في حياة الانسان كثيره والابتلاءات عظيمه والايمان وحده الذي يبعث الطمأنينه في النفس رضا بالقضاء والقدر
والايمان يقرر بان الصله بالله وتوحيده وتقواه هي اساس تيسير الامور وتذليل الصعاب بل هي مفتاح الرزق وباب العطاء
وبيان حياة المؤمن الطيبه في الدنيا من وجوه خمسه :
- ان المؤمن يعلم ان رزقه من تدبير ربه وربه محسن له فيه فهذا يدعوه الى الرضا عن الله ورزقه .
- ان المؤمن يعلم حقيقة الدنيا وسرعه تقلبها فلا يجزع عند حلول كدرها لانه يعلم ان العيش عيش الاخره .
- المؤمن مع رضاه وعدم جزعه مغمور بالسعاده في حياته لان غايته ارضا ربه .
- ان لذات الدنيا زائلة خسيسه واعظم لذاتها الوقاع والطعام وقد يحتقرهما الانسان اذا تفكر فيها .
- المؤمن عندما تقبل عليه الدنيا لايعانقها لانه يعلم زوالها فيأخذ منها بقدر مايتزود الى الاخره .
5 – الثبات في الشدائد
إن هذا التوحيدوالإيمان الذي مصدره الوحي المعصوم عصمة للقلب في الشدائد ، قال تعالى ( قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا وهدى وبشرى للمسلمين)
وكما أن عقيدة التوحيد والفطرة من شأنها أن تثبت المؤمن في الشدائد فإن الشدائد نفسها تجلو هذه العقيدة وتذهب صدأ القلوب الذي ينشأ عن الغفلة .
فالإيمان يجعل في البلاءأجراً فيثبت المؤمن حينئذ احتساباً للأجر كما قال صلى الله عليه وسلم ( لا يصيب المؤمن هم ولا حزن ولا نصب ولا وصب ولا آذى إلا كفر عنه )
1- بناء المسئولية والرقابة الذاتية
إن الأيمان بالله عز وجل يغرس في وعي المؤمن الإحساس بالمسئولية متأثراً بعلاقته الواعية مع الله سبحانه وارتباطه به فالإنسان المؤمن يشعر بمراقبة الله تعالى ومخافته ويعمل وهو يعلم أن الله عز وجل معه يراه ويعلم به ويراقبه قال تعالى ( عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين )
إن الشعور بالمسئولية شعور يحركه الإيمان بالله فإذا غاب الإيمان أو ضعف جفن المشاعر وتعطلت العواطف ومات الضمير وقل الوازع النفسي الديني قال تعالى ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )
2- الفوز في الآخره
إن امتناع الخلود في النار لمن ظلم نفسه من الموحدين ودخول الجنة إبتداء لمن اقتصد من أصحاب اليمين والفوز بالدرجات العلى لمن سبق بالخيرات مع رضوان الله تعالى ورؤية وجهه الكريم في الجنات لهو غاية المطالب ونهاية الرغائب لجميع المؤمنين قال تعالى ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير)
والمؤمن إما أن يعامله ربه بفضله فيغفر له بلا سابقة عذاب ويمحق توحيده سيئاته كما في الحديث القدسي ( يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ) ، وإما أن يعامله بعدله فيأخذه بذنبه فيطهره منه ثم يؤول أمره إلى الجنة وقال تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )
ثانياً : آثار العقيدة على المجتمع
1- تحقيق الأخوة الإيمانية والتعارف الإنساني :
إن الإيمان بالله تعالى هو الركيزة الأولى التي قام عليها مجتمع المسلمين الأول في المدينة النبوية وعليه قامت الركيزة الثانية وهي التآخي والإجتماع .قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها )
ويجعل النبي صلى الله عليه وسلم تمام إيمان العبد وكماله معلقاً بمحبة المؤمنين ومحبة الخير لهم كما قال صلى الله عليه وسلم ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )
2- الإنضباط السلوكي والأمني :
إن للعقيدة الإسلامية أثرها الواضح في ضبط السلوك الإنساني وتقويم النزعات البشرية بل ومحاربة الجريمة ومكافحة الفساد بكل أشكاله وصوره وبالتالي فهي العامل الأساسي في حفظ أمن المجتمعات .
فالعقيدة تربط أفعال العبد بالإيمان . فالإيمان هو الوازع الرادع لقلب المؤمن بحيث يمنع من إرتكاب المحرم ويدفع لفعل الخير .
3- التكافل والتعاون الإجتماعي :
إن المجتمع المؤمن مجتمع متماسك في بنيانه متناصر متراحم بين أفراده يشعر الضعفاء فيه بمساندة الأقوياء لهم .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )
4- العدالة في الحكم والقضاء :
إن الإيمان يقيم في المجتمع ميزان العدل مع الأقارب والأباعد قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبير )
والمؤمن الذي يعلم أن الله تعالى هو العدل وهو الحكيم يعمل على تحقيق العدل في جميع أمره ، وهذا العدل يجعل الناس سواسية في ميزان الحق وقد أمر الله تعالى المؤمنين عامة والقضاة والحكام منهم خاصة بالحكم بالعدل بين الناس كافة قال تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيرا )
المسألة الاولى : العلاقه بين العقيده والشريعه
الجانب الاول : وحدة العقيده في الرسالات الألهيه
لقد ارسل الله الرسل جميعا برسالة واحده وهي رسالة التوحيد وعبادة الله تعالى وحده . قال تعالى ( وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ) . لان الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعه والخلوص من الشرك هو الدين الذي ارسل الله به الرسل . قال تعالى ( ان الدين عند الله الاسلام )
وكما اتفقت الرسالات في الدعوه الى التوحيد اتفقت ايضاً في الدعوه الا الايمان باليوم الاخر وما فيه من البعث والجزاء . ومع هذا الاتفاق فقد اقتضت حكمة الله وقوع الاختلاف في الشرائع وتفصيلات الاحكام . قال تعالى ( لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا )
الجانب الثاني : العلاقه بين العقيده والشريعه
يشتمل الدين الاسلامي الذي شرعه الله سبحانه وتعالى على قسمين :
1 – قسم الاعتقاد : وهو القسم المختص باركان الايمان والاصل فيه التمسك بالكتاب والسنه الثابته عن الرسول صلى الله عليه وسلم .
2 – قسم التشريع : وهو مختص بالاحكام التشريعيه من الحلال والحرام وهو القسم العملي التطبيقي الذي اساسه القسم الايماني الاعتقادي .
ومما يوضح الصله بين العقيده والشريعه :
1 – ان العمل بدون عقيده صحيحه لانفع فيه . قال تعالى ( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا )
2 – ورود احكام الاسلام مرتبطه بالايمان بالله واليوم الاخر . قال تعالى ( واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيره الا على الخاشعين الذين يظنون انهم ملاقو ربهم وانهم اليه راجعون )
3 – ان لفظ الايمان اذا اطلق في الكتاب والسنه فلا يقتصر على اعتقاد القلب بل يشتمل القول والعمل لقوله تعالى ( وماكان الله ليضيع ايمانكم )
4 – ان المخالفات التي يرتكبها المسلم كلها ذات صله بالايمان اذ الايمان ينقص ويضعف بالمعصيه كما يزيد ويقوى بالطاعه .
المسأله الثانيه : حرية الاعتقاد بالاسلام
لقد كفل الاسلام حرية الاعتقاد وقرر حق كل انسان في اداء شعائر دينه وشرع الاحكام التي تصون هذه الحريه وتحميها وتمنع كل اعتداء واقع او متوقع عليها .
فكان منهج الاسلام في دعوته للناس يعتمد على الاقناع القائم على الحجه والدليل دون الاكراه على قبول العقيده . قال تعالى ( لا اكراه في الدين )
ولقد بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم طريق الدعوه ومنهجها فقال تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه وجادلهم بالتي هي احسن ) .
وسائل حماية حرية الاعتقاد في القران الكريم
لقد سلك الاسلام طريقين لحماية حرية الاعتقاد :
1 – منع الاكراه على الدين فليس لاحد ان يكره احد على الدخول في الدين . كما في قوله تعالى ( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم )
2 – ان الاسلام اوجب على صاحب العقيده ان يفر بعقيدته اذا احس بعدوان عليها او مصادره لها . قال تعالى ( ان الذين توفاهم الملائكه ظالمي انفسهم قالوا فيما كنتم قالوا كنا مستضعفين في الارض قالوا الم تكن ارض الله واسعه فتهاجروا فيها فاولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا( ) الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لايستطيعون حيله ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله ان يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا )
اسس حرية الاعتقاد
ان حرية الاعتقاد في الاسلام قائمه على اسس متينه وركائز قويه نوجزها فيمايلي :
1 – اعتبار كرامة الانسان اساساً في معاملته قال تعالى ( ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
2 – اعتبار الاختلاف سنة كونيه . قال تعالى ( ولو شاء ربك لجعل الناس امه واحده ولا يزالون مختلفين .
3 – اعتبار العدل اساسا للعلاقه مع الناس اجمعين . قال تعالى ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على الا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى )
4 – اعتبار الواجب في الدعوه للاسلام هو العرض بالحكمه والمجادله بالتي هي احسن . قال تعالى ( انك لاتهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء )
الضوابط العامه للحريه
ابرز هذه الضوابط هي :
1 – الموازنه في الحريه بين الحقوق والواجبات فكما ان من الحريه المطالبه بالحقوق وحفظها لاصحابها فانا من ضوابطها الالتزام باداء الواجبات .
2 – الالتزام في الحريه الشخصيه بعدم تجاوز حدود العدل والانصاف بالاعتداء على حقوق الاخرين المعنويه والماديه .
3 – الالتزام في الحريه بعدم المساس بالانظمه العامه للامه والأداب المرعيه في المجتمع .
حرية الاعتقاد في تاريخ المسلمين
طبق المسلمون مع اهل الذمه من اليهود والنصارى المبدأ المشهور : لهم مالنا وعليهم ماعلينا .
ولقد عهود الرسول صلى الله عليه وسلم ووصايه هذه الحقيقه :
- جاء في عهده صلى الله عليه وسلم لاهل نجران في اليمن .
- جاء في عهده صلى الله عليه وسلم لليهود حين قدم المدينه .
- اعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه اماناً لاهل ايلياء ( القدس ) .
- صالح خالد بن الوليد رضي الله عنه اهل الحيره .
- جاء في صلح عمرو بن العاص لاقباط مصر .
ولقد شهد التاريخ ان المسلمين كانوا اهل وفاء بذمتهم وصيانه لعهودهم مع اهل الديانات الاخرى من غير المسلمين .
تشريعات وشبهات
هناك تشريعات اسلاميه يعد سوء فهمها شبه ترد على حرية الاعتقاد وهو نذكر تشريع الجهاد وقتل المرتد ونوضح صلتهما بحريه الاعتقاد :
1 – الجهاد وحرية الاعتقاد : من منطلق حفظ العقيده ومبادىء الاسلام واحكامه شرع الله الجهاد وذلك لازالة الموانع التي تحول بين دعوة الاسلام وبين الخلق فالاسلام دعوة حق وخير وعدل وسلام . فالجهاد وسيلة لاعادة حق الحريه والاختيار للناس وحق تقرير مصيرهم بانفسهم واختيار عقيدتهم .
2 – حكم الرده وحرية الاعتقاد : حد الرده المقرر في الشريعه هو قتل المرتد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه )
وها هنا شبهه مفادها : انه اذا كان للمرء حرية الاعتقاد فلماذا يقتل المرتد عن السلام ؟
والجواب على ذلك ان الحرية الدينيه تعطى للانسان قبل الدخول في الاسلام فاذا دخل فيه عن قناعه وايمان ودون اكراه فمعنى ذلك انه اقر بان الاسلام دين الحق وان ادلته وحججه صحيحه وان ادابه واحكامه صالحه واصبح بذلك مسلماً . فاذا ارتد عن الاسلام بعد ذلك فمعنى ذلك انه كذب بما اقر به عن قناعه وجحد ماحكم بصحته عن بينه وخطأ ما ايقن بصوابه على بصيره وذلك كله غير مقبول ولا معقول .
حكم تشريع قتل المرتد
جاء تشريع الاسلام بقتل المرتد لحكم واسباب كثيره منها :
1 – حماية حق وحرية التدين : ان اعتبار عقوبة الرده جريمه تستوجب اشد انواع العقوبات في الاسلام .
2 – حماية الاسلام من الاساءه والعدوان : ان الاسلام يطلب ممن يريد الدخول فيه ان يتروى ويستعمل العقل ويستعرض الادله حتى اذا دخل الاسلام بعد هذه الدراسه كان ايمانه به على يقين فاذا خرج منه بعد ذلك كان خروجه منه دليل على انه دخل فيه كاذبا .
3 – حماية المسلمين من الزندقه والبلبله : ان الرده تقترن في احيانا كثيره بقصد اثم وهدف غير مشروع وهو فتنة المسلمين عن دينهم واظهار هذه الدين انه دين باطل بالترويج ان الدليل على ذلك وان كثير ممن يدخل فيه يعني الخروج منه بعد قليل . قال تعالى ( وقالت طائفه من اهل الكتاب امنوا بالذي انزل على الذين امنوا وجه النهار واكفروا اخره لعلهم يرجعون )
4 – حماية النظام العام في المجتمع المسلم : الدوله في الاسلام تقوم على اساس الدين عقيده وشريعه فمبادئها ونظمها العامه قائمه على الاسلام ونابعه منه وبالتالي فان نظم الدوله الاقتصاديه والاجتماعيه والسياسيه مضبوطه باحكام الشريعه الاسلاميه ومن ثم فان الرده تعتبر خروجاً على نظام الدوله العام وخرقاً وعدواناً على قيم ومبادىء المجتمع فاستحقت ان تكون جريمه كبرى عقوبتها القتل تماماً كما هي جريمه الخروج على النظام العام في الدول الاخرى .
المسأله الثالثه : الكبائر وصلتها بالعقيده
الذنوب تنقسم الى قسمين : كبائر وصغائر . قال تعالى ( الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش الا اللمم )
تعريف الكبيره لغة واصطلاحاً
الكبائر لغة : الكبر العظمه .
التعريف الاصطلاحي : الكبائر هي كل مايترتب عليه حد في الدنيا او جاء فيه وعيد في الاخره من عذاب او غضب او تهديد او لعن .
عدد الكبائر
قال صلى الله عليه وسلم ( اجتنبوا السبع الموبقات ) قيل : وماهن يارسول الله ؟ قال : الاشراك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق واكل مال اليتيم واكل الرباء والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات . ولا يعني الحديث ان الكبائر سبع لان جملة النصوص الوارده كما سبق تدل على ان عدد الكبائر غير محصور بعدد معين .
حكم مرتكب الكبيره
ان مرتكب الكبيره ليس منافق محضاً في الدرك الاسفل من النار كما انه ليس من كاملي الايمان الذين قيل فيهم ( اولئك هم المؤمنون حقاً ) بل هم في مشيئه الله وحكمه ان شاء غفر لهم وعفاء عنهم بفضله وإن شاء عذبهم الله في النار بعدله ثم يخرجهم منها برحمته وشفاعة الشافعين من أهل طاعته ثم يبعثهم إلى جنته ، قال تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) .
وخرج من حد الإعتدال في الحكم على مرتكب الكبيرة طوائف :
- منهم من حكم على مرتكب الكبيرة بأنه كافر خارج عن الملة وأنه خالد مخلد في النار وهذا القول باطل بدلائل كثيرة من الكتاب والسنة منها :
1 – ان الله سبحانه امر بقطع يد السارق دون قتله ولو كان كافراً مرتداً لوجب قتله .
2 – امر الله سبحانه ان يجلد الزاني والزانيه مائة جلده ولو كانا كافرين لامر بقتلهما .
3 – حكم الله بالايمان من بغى وقاتل من المسلمين فقد وصفهم الله بالايمان والاخوه وامرنا بالاصلاح بينهم على الرغم مما وقع بينهم من التقاتل .
- ومنهم من قال ان مرتكب الكبيره مؤمن باطلاق وهو مستحق للمغفره في الاخره وقالوا : لاتضر مع الايمان معصيته كما لاينفع مع الكفر طاعه وهذا القول باطل .
والمذهب الحق هو الوسط بين تلك الطوائف وهو :
- ان مرتكب الكبيره مؤمن بأيمانه فاسق بكبيرته .
- ان مرتكب الكبيره ان مات غير تائب عن كبيرته فهو في مشيئة الله .
- ان النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في اهل الكبائر وانه لايخلد في النار من اهل التوحيد احد . قال تعالى ( والذين اذا فعلوا فاحشه او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون )
والكبائر اعظم خطر لما ورد فيها من الوعيد الدنيوي والاخروي وينبغي للمسلم ان يقلع عن كل الذنوب صغيرها وكبيرها وان يجتهد في تكفير سيئاته بالامور التاليه :
1 – اخلاص التوحيد : قال تعالى ( ان الله لايغفر ان يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى اثماً عظيما )
2 – التوبه الصادقه : قال تعالى ( وهو الذي يقبل التوبه عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ماتفعلون )
3 – الاستغفار الدائم : كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر في اليوم واليله مائة مره .
4 – العمل الصالح : فان الله يقول ( ان الحسنات يذهبن السيئات )
واقرو الخلاصه الي نهايه كل فصل:(