[د.مشاعل]

’,

جدة أو كما يلقبونها عروس البحر الأحمر هي مدينتي, أنا أصنفها دولتي!
دائما حين أسير في شوارعها, خصوصاَ في الليل, أتأمل منازلها, حينها فقط أكون أقرأ روايات سكانها!
أضواء المنازل, النوافذ والأبواب تروي قصصاَ سرية, تخبئ ضحكات ودموع, أفراح وأحزان, إرتواء وعطش من تحتويهم..
أتساءل كم من الأسرار خلف هذه البيوت؟ كم من الهموم تحملها الجدران؟ أصحاب هذه المنازل يتوسدهم الجوع أم أنهم تناولوا وجبة العشاء قبل خلودهم للنوم؟ أبنائهم في الصباح يذهبون للمدارس أم يرافقون والدهم للعمل؟
هل ينتظرون عودة مسافر؟ أم ولادة سعادة؟!
ياترى الآن الجميع مستيقظ؟ ماذا يفعلون؟
أحلامهم كبيرة أم صغيرة؟ سهلة أو أن الصعوبة جعلت من تحقيقها مستحيل؟

جميلة البيوت صابرة,ثابتة,تتقن إخفاء الأسرار وتحمّل الهموم
لكن بعد طول السنين,حين يكبر الأطفال ويهرم الأباء, ويأتي شتاء بعد شتاء.. يأتي الدور عليها لـ تهرم فقد كابدت لسنوات وسنوات
ويبقى السؤال.. هل تموت البيوت تماماَ مثل ساكنيها؟!
أم أنها تبقى حزينة على رحيلهم؟!


..
ويبقى تأملي للبيوت
وتبقى الأسئلة بل تكبر وتزيد
ويستمر الغموض!




,,