من وما والفرق بينهما
" وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا "
إن سأل سائل وقال : لماذا كان الفعل " يقنت " مذكراً ولم يكن " تقنت " مؤنثاً مع العلم أنَّ الله تبارك وتعالى يخاطب نساء النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب :
نعلم من أقوال علماء اللغة أنَّ " مَن " ومثلها " ما " لهما دلالتان : دلالة في اللفظ ودلالة في المعنى .
أما دلالة اللفظ : فاللفظ في " مَن " و " ما " يدل على المفرد المذكر .
أما دلالة المعنى :
أ : " مَن " تستعمل للدلالة على ذوات العقلاء وأيضاً يستوي فيها المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع والذي يـُحدد الدلالة سياق الكلام .
وقد تستعمل لغير العاقل إذا دخل غير العاقل في خطاب موجه في الأصل للعاقل أو تستخدم مجازاً .
ب: " ما " تستعمل للدلالة على ذوات غير العقلاء وصفات العقلاء وأيضاً يستوي فيها المذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمع والذي يحدد الدلالة سياق الكلام .
إذا عـُلم هذا فاعلم أنَّ من الفصاحة مراعاة الجانب اللفظي أولاً ثم تأتي بعد ذلك بما يوضح دلالة المعنى ..
فلننظر الآن إلى الآية الكريمة :
مَن : من حيث اللفظ فاللفظ يدل على المفرد المذكر
ومن الفصاحة أن يأتي بعده بلفظ يدل على المفرد المذكر فجاء بلفظ " يقنت " مفرد مذكر , وبعد ذلك جاء بلفظ " تعمل " مفرد مؤنث فتبين المعنى وظهر المراد .
ومن أراد التوسع فلينظر في الكتاب العزيز سيجد آيات كثيرة يظهر فيها هذا الإستعمال البياني .
وكذلك فليراجع مؤلفات العلامة فاضل بن صالح السامرائي حفظه الله تعالى وبارك في علمه .
والحمد لله رب العالمين
رقم : سعيد بن صالح بن علي الحمدان