[‏Ḟφŝђịǻ..20]

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فضلاً .. ارفعن الصوت 【♥】 【♥】أمي .. كوني صديقتي.. 【♥】 【♥】 ( أمي .. يا نبض وجداني .. أنتِ أولى بصداقتي ..فاحتويني وكـوووني صديقتي ) . ما بين القوسين جملة أجزم على أنها أمنية كل فتاة .. فيا أيتها الأم ..أُهدي لكِ كلماتي على لسان ابنتك , فافتحي لي قلبك واسمعيني ... تقول ابنتك : مُنذ كنت طفلة ألعب بضفائر شعري وأنا أتوق كي أُقَـبِّـلَ رأسكِ ويديكِ وأحظى بحضنٍ دافئٍ أودّعكِ به في ذهابي وإيابي من المدرسة .. لكن أمنيتي التي لا تتجاوز مَــدَّ بصري لم تتحق أبداً !!! كُنتُ أخجل منكِ وأنتظركِ كي تُبادري , لكن أمنيتي الصغيرة لم تكن في ( قاموس تربيتك ) . كم كنت أشعر بالحقد تجاهـ أيّ معلمة توجّه لنا السؤال التالي : من منكنّ اليوم قبّلت رأس والدتها ويداها قبل حضورها ؟ كم تمنيت أن أكون مع صديقاتي اللواتي رفعنَ أيديهنّ وحظين بثناءٍ طويل لقيامهنّ بهذا العمل العظيم .. أما البقيّة ممن لم يرفعنَ أيديهنَّ ( وابنتكِ معهنّ ) فقد وُجِّـه لهنَّ اللوم وعدم البر وأنه يجب عليهنّ القيام بذلك كل يوم !! المعلمة تنظر إليّ باستغراب !!! كيف لطالبة مجتهدة أن لا تُقبِّل رأس والدتها ؟!!! ليتها سألتني عن السبب كي أخبرها بأنها أمنيتي .. لكن أمي الحبيبة لم تُحقّقها لي !! كبرتُ قليلاً يا أمي وازدادت حاجتي إليكِ وللحديث معكِ , لكن الخجل كان يُلاحقني في كل مكان .. كنتُ أجهل بعض الأمور وأخجل من طرحها عليكِ .. كنتُ أقرأ في الكتب والمجلات أنّه على الأم أن تعرف احتياجات أبنائها في مختلف الأعمار , وأنّه عليها أن تتبادل معهم أطراف الحديث لكي تعرف ما بداخل كل فرد منهم ويسهل عليها تلبية احتياجاته .. لذلك كنتُ أنتظركِ ..ولكن طااااااااال انتظاري فازداد خجلي منكِ ولم أعُدْ أجرؤ على الحديث معكِ وفتح قلبي لكِ .. فقد كنتِ دائماً تُطالبيننا بالسكووووت !!! قرأتُ يا أمي أنه على الأم أن تكون صديقة ابنتها .. (( وكم تمنيتُ يا أمي أن تكوني صديقتي )) !!! كم تمنيتُ إن ضاقت بي الدنيا وبكيت أن أجد يدك الحانية تُسابق أيدي صديقاتي لتمتدّ وتمسح أدمعي .. فأنتِ أولى أن تكوني صديقتي .. كم تمنيتُ حين أحتار في أمرٍ ما , أن يكون من يخطر ببالي كي أستشيرهُـ هـو أنتِ .. كم تمنيتُ حين أمرض أن يكون أول من أخبرهُـ بمرضي وألمي هـو أنتِ .. كم تمنيتُ حين تصادفني مشكلة أن يكون أول شخص ألجأ إليه بعد الله هـو أنتِ .. كم تمنيتُ حين يُقال من هي أعزّ وأغلى صديقاتك .. فأقول : (( أمـــــي )) .. ... عفواً أيتها الأم فأنا لا أُنكِرُ ولا أجحدُ فضلكِ عليّ .. لكنّي حقاً لم أجدْ منكِ أيّاً مما ذكرتُ وتمنيت !! لكِ العُذر حتى إن لم تعتذري .. ولكِ العفو حتى إن لم تكوني مُخطِئة .. فأنتِ ( أمي ) ...لكن ... لستِ ( صديقتي ) !!! أيتها الأم .. أيتها المُربية الفاضلة : ربما تكون كلماتي السابقة قاسية عليكِ .. لكن أرجوكِ تحمليني ؛ لأنّكِ أنتِ من أجبرتني على ذلك !! بالله عليكم ... كم من فتاة لا تشعر بوجود أمها حولها .. وكم من فتاة ليست أمها هي أقرب الناس لها وأحبّهم إلى قلبها!! كم من فتاة لا تعرف من مشاعر الولاء لِأمّها سوى ما كانت تحفظهُ ويُملى عليها في المدرسة .. لكنّها لم تجدهُـ على أرض الواقع !! كم من فتاة تُبغِضُ أمّها بسبب سوء معاملتها لها , أو التفريق بينها وبين إخوتها !! كم من فتاة دَعَتْ على أمّها دون شعور لأنها ظلمتها وقاطعتها دون ذنبٍ ارتكبته !! كم من فتاة تتمنى بأن تكون بارَّةً بوالدتها لكنّها والله لا تجدُ إلى ذلك سبيلا !!! أيتها الأم : أنتِ من بيدك زمام الأمور .. وأمرُكِ هو المُطاع .. تقرَّبي من ابنتكِ واحتويها ولا تتركيها لغيرك ؛ فأنتِ من حملتها وسهرتِ عليها , لذلك أنتِ أولى بها.. إلى كل أم تقرأ كلماتي ووجَدَتْ في نفسها تقصيراً تجاهـ ابنتها .. أرجوووووكِ يا أمي ..اذهبي لابنتك الآن واجعلي أنفاسها تُعانق أنفاسكِ .. احتضنيها .. دعيها ترتوي من فيض حنانك فأنتِ منبع الحنان .. قد أمر ربي بطاعتك ..فلا تجعلي ابنتك تعصيكِ .. الجنة تحت قدميكِ ..فيسِّري لابنتك الوصول إلى قدميكِ ثم الوصول إلى الجنان .. اتفقي معها أن غداً يومٌ جديد .. وكــوني صديقتها ... ... همسة : بحسب تربيتك لابنتك , ستكون تربية ابنتك لابنتها .. لهذا أحسني التربية.. فأنتِ تُربّين ( أجيالاً )