5/ رُوَيْدَكَ أيّها المَلِكُ الجَليلُ
رُوَيْدَكَ أيّها المَلِكُ الجَليلُ
تَأنّ وعُدَّهُ ممّا تُنيلُ
وجُودَكَ بالمُقامِ ولَوْ قَليلاً
فَما فيما تَجُودُ بهِ قَليلُ
لأِكْبُتَ حاسِداً وأرَى عَدُوّاً
كأنّهُما وَداعُكَ والرّحيلُ
ويَهْدَأ ذا السّحابُ فقد شكَكنا
أتَغلِبُ أمْ حَياهُ لَكُم قَبيلُ
وكنتُ أعيبُ عَذْلاً في سَماحٍ
فَها أنَا في السّماحِ لَهُ عَذولُ
وماأخشَى نُبُوّكَ عَنْ طَريقٍ
وسَيفُ الدّوْلَةِ الماضي الصّقيلُ
وكلُّ شَواةِ غِطْريفٍ تَمَنّى
لسَيرِ كَأنّ مَفرِقَها السّبيلُ
ومِثْلِ العَمْقِ مَمْلُوءٍ دِماءً
جَرَتْبكَ في مجاريهِ الخُيُولُ
إذا اعتادَ الفَتى خوْضَ المَنايا
فأهْوَنُ ما يَمُرّ بهِ الوُحُولُ
ومَن أمَرَ الحُصُونَ فَما عَصَتْه
أطاعَتْهُ الحُزُونَةُ والسّهُولُ
أتَخْفِرُ كُلَّ مَنْ رَمَتِ اللّيالي
وتُنشرُ كلَّ مَن دَفنَ الخُمولُ
ونَدعو كَالحُسامَ وهَلْ حُسامٌ
يَعيشُ بهِ مِنَ المَوْتِ القَتيلُ
وما للسّيفِ إلاّ القَطْعَ فِعْلٌ
وأنْتَ القاطعُ البَرُّ الوَصُولُ
وأنْتَ الفارِسُ القَوّالُ صَبْراً
وقَد فَنيَ التكلّمُ والصّهيلُ
يَحيدُ الرّمحُ عنكَ وفيهِ قَصْدٌ
ويَقصُرُأنْ يَنالَ وفي هِطُولُ
فلَوْ قَدَرَ السّنانُ على لِسانٍ
لَقالَ لكَ السّنانُ كما أقولُ
ولوْجازَ الخُلودُ خَلَد تَفَرْداً
ولكِنْ ليسَ للدّنْيا خَليلُ