
05-02-2012, 05:30 AM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2009
التخصص: علم نفس
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 4,206
|
|
رد: بك الكون يحيا ..
نظرية الموزة
عندما كنت طفلاً, أعطتني أمي موزة لآكلها, فوضعتها في جيب حقيبتي المدرسية..
وعند استراحة الظهر في المدرسة فتحت حقيبتي لآكل الموزة فوجدتها مسحوقة تماماً ..
تركت الموزة مكانها على أمل أن أزيلها من الحقيبة لاحقاً.. لكني, وبسبب عطلة نهاية الاسبوع,
نسيتها.. وعندما فتحت جيب الحقيبة وجدت الموزة وقد أصابها العفن..
أغلقت الجيب, ولم أخبر أحداً.. وبقيت الموزة سري الدفين لثلاثة أيام إضافية إلى أن أصبحت
رائحة الحقيبة لا تطاق.. حتى رفاقي كانوا يتسائلون من أين تنبعث هذه الرائحة الكريهة في الصف
مما زاد في إحراجي.. فقررت عندها مواجهة الوضع وقمت بإزالة آثار الموزة المتعفة
ونظفت حقيبتي وأنهيت المشكلة ..
هذا مايحصل معنا تماماً.. نسحق مشاعرنا من جراء اختبار مؤلم
أو صدمة نتعرض لها.. فنبقيها مخبئة في جيب حقيبتنا الشعورية..
ولا نخبر أحداً عنها.. فتصاب مشاعرنا بالتلف.. رغم إنكارنا
وتجاهلنا لها, وإحكام الإغلاق عليها.. لكن "رائحة" اختبارنا المؤلم,
الذي قمنا بدفنه داخلنا, تنتقل من داخل "حقيبة" مشاعرنا إلى الخارج
فتحولنا إلى أشخاص مضطربين, محبطين, نشعر بالكره, بالحقد, بالذنب
أو بالظلم..
الحل الوحيد لهذه المشكلة هو مواجهة الأمر.. وفتح "حقيبتنا" الداخلية وتنظيفها
وإزالة بقايا مشاعرنا وأحاسيسنا المتعفنة..
كيف ؟
بالشفافية, بالإعتراف أمام أنفسنا وأمام من نثق بهم بأن لدينا مشكلة حقيقية داخلنا..
فالكبت والإنكار.. ولفلفة المشاعر الدفينة والظهور أمام الآخرين بأن كل شيء معنا
هو على ما يرام.. وبأننا مسيطرون على الوضع, لا تجدي, بل تفاقم المشكلة..
فمهما كانت محرجة آلية البوح بما في داخلنا, تكون أسهل بعشرات الأضعاف
من أن نبقى سجانين دائمين لآلامنا الدائمة..
فلنفتح "حقائبنا", ولننظفها من العفن .. ولندع نور الشمس يدخل عتمتها..

التعديل الأخير تم بواسطة Fatema Alshareef ; 05-02-2012 الساعة 05:32 AM.
|