قبل سنتين كُنت ذاهبة إلى الجامعة مع الوالد الله يحفظه ويخليه
وطبعا كعادتي أحملُ الكُتب بين يدي وأتصفح لعل شيء يثبتُ ويفيدني قبل الإمتحان
شَاهدتُ مجموعة أولاد في المتوسط تقريباً وكان نظري بالأصح على شخص معين يحاول أن يقطع الشارع
ثم دنوت لكتابي للحظة وإذا بأبي يصرخ لاتنظُري ! لاتنظُري !
ارتَعبت ولما لا أنظُر فضولي البشري أبى إلا أن يرمق ويعرف ماذا حدث
الطفل الذي وقع نظري عليه وقع نظري عليه مرة أُخرى ولكن هذه المرة وهو ممد على الارض تذكرت والدته ماذا سيحل بها تذكرت إخوته وتخيلت ربما صراخهم.. السيارة التي أمامنا صدمته
لم يكن ينزف وهذا مايقلقني بل كان كمن يرتجفُ من البرد
لاول مره في حياتي تمنيت أن أكون شاباً ليس لشي سوى أن أنتظر الإسعاف وأتطمن عليه
والدي إتصل وبلغ عن الحادث وتحرك متوجهاً الى الجامعة بحجت عدم إغلاق الطريق وعدم تأخري عن الجامعة وربما خبرته كشرطي أجبرته على المضي
وصلت الى جامعتي وأنا مشتته ومذهوله
ومنذ ذلك اليوم وصورة ذلك الفتى لم تغب عن مخيلتي وإلى الأن أتمنى من يطمنني عليه سواء عاش أو مات فقلبي لازال معلق