تفسير سورة "التيـن"
تفسير ابن كثير
التين :
اختلف المفسرون هاهنا على أقوال كثيرة :
- فقيل : المراد بالتين مسجد دمشق
- وقيل : هي نفسها
- وقيل : الجبل الذي عندها .
- وقال القرطبي : هو مسجد أصحاب الكهف .
- وروى العوفي ، عن ابن عباس : أنه مسجد نوح الذي على الجودي .
- وقال مجاهد : هو تينكم هذا .
( والزيتون ) : قيل هو مسجد بيت المقدس .
( وطور سينين ) : قيل هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى .
( وهذا البلد الأمين ) يعني : مكة .
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) هذا هو المقسم عليه ، وهو أنه تعالى خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل ، منتصب القامة ، سوي الأعضاء حسنها .
( ثم رددناه أسفل سافلين ) أي : إلى النار . قاله مجاهد وأبو العالية والحسن وابن زيد ، وغيرهم . ثم بعد هذا الحسن والنضارة مصيره إلى النار إن لم يطع الله ويتبع الرسل ;
ولهذا قال : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) .
( فلهم أجر غير ممنون ) أي : غير مقطوع .
( فما يكذبك ) يعني : يا ابن آدم .
( بعد بالدين ) أي : بالجزاء في المعاد ، وقد علمت البدأة ، وعرفت أن من قدر على البدأة ، فهو قادر على الرجعة بطريق الأولى ،
فأي شيء يحملك على التكذيب بالمعاد وقد عرفت هذا ؟
( أليس الله بأحكم الحاكمين ) أي : أما هو أحكم الحاكمين ، الذي لا يجور ولا يظلم أحدا ، ومن عدله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه . وقد قدمنا في حديث أبي هريرة مرفوعا : " فإذا قرأ أحدكم ( والتين والزيتون ) فأتى على آخرها : ( أليس الله بأحكم الحاكمين ) فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين " .