رد: موقف مع الدكتور أنمار مطاوع
المصدر : د. أنمار حامد مطاوع
(الأديان السماوية) هي القيم والتعاليم والطقوس والمفاهيم المقدسة التي يعتقد مجموعة من البشر أنها جاءت من السماء. وهم يؤمنون بها ويحافظون عليها ويعتقدون أنها الطريق الوحيد الذي يؤدي الى الجنة.
منظومة الأديان الأكثر انتشارا في العالم هي: المسيحية, الاسلام, البوذية, اليهودية. فهي تشكل ما يزيد عن(90%) من الأديان القائمة حاليا في العالم. والعالم الآن ينفتح على بعضه معلوماتيا, ولابد للأمم أن تتعامل وأن تتحاور مع بعضها البعض, وهذا يحتاج الى تفهم كامل لمصادر التشريعات الفكرية التي تنطلق منها كل أمة. ومصادر التشريعات هي الأديان التي تشكل المنهجية التي تسير عليها الشعوب والأيدلوجيات التي تتكون منها سلوكياتهم.
المطلوب -في ظل هذا التداخل الثقافي والمعلوماتي الهائل, وفي ظل الدعوة الى فتح حوار مع الآخر- لابد للمجتمع أن يفهم كيف يفكر الآخر.. وأن يفهم المنطلق الذي يستند عليه في موضوعيته ومنهجيته. وبما أن الأديان هي المصدر التشريعي للموضوعية والمنهجية, فإن فهم الآخر لا يمكن أن يتم من دون فهم الأديان الاخرى. ولذلك, يجب أن يتم وضع مادة عامة للأقسام الأدبية والعلمية للطلاب والطالبات في المدارس الثانوية تهتم بتدريس الأديان السماوية الأخرى, لتقدم المفاهيم التي تقوم عليها تلك الأديان, من دون المقارنة أو النقد والتقليل من شأنها فالهدف ليس الإساءة الى الآخر وإنما محاولة فهمه.
مما يعني أن تلك المادة يجب أن تقدم المفهوم الحقيقي للأديان ليتعرف الطلاب والطالبات على مفاهيم الثقافات الأخرى وكيفية تفكيرها.. في محاولة جادة لفتح حوار بناء معه.
رجاء نرفعه الى أصحاب القرار أن يتم إعداد مادة للمرحلة الثانوية تهتم بتدريس الأديان في قالب حضاري بعيد عن التشنج والتعصب والانغلاق, وأن تدرج هذه المادة كمادة إلزامية للطلاب والطالبات لتفتح لهم آفاقا جديدة في النظرة الى العالم والأمم التي تتقاسم وتتعايش فوق كوكب واحد.
عكاظ
( الإثنين - 27/6/1424هـ ) الموافق 25 / أغسطس/ 2003 - العدد 799
^ الكثير والكثير !!
|