عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 09-03-2012, 04:53 PM   #25

وحيده بدنيتي

جامعي

الصورة الرمزية وحيده بدنيتي

 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
نوع الدراسة: تحضيري علمي خطة أ
المستوى: الأول
الجنس: أنثى
المشاركات: 85
افتراضي رد: لـڼرِتِقَێـے بِالـُعَلـمَـ مَـڼ آِڃلـ الـُعَلـمَـ

ضمانات إستقلال العلم
قيمة العلم

هناك عدة ضمانات يعطيها الإسلام لإستقلال العلم هي:
أولاً: إعطاء العلم قيمة ذاتية وإجتماعية، ليكون العلم والعلماء وليس المال والسلطة محوراً يستقطب حوله قدرات الجماهير وطاقاتهم وإمكانياتهم.
فالعلم، وليس العمل وحده، هو الذي يرفع درجات الإنسان عند الله سبحانه وتعالى، وتأكيد الإسلام على العلم كمحور لحركة الإنسان في الحياة إنما هو لأن الحضارة البشرية قائمة على قاعدة العلم، ولأن الإسلام يريد أن يمنح العلم قيمة إجتماعية رفيعة ليكون العلم والعلماء هم محور إستقطاب المجتمع، بعيداً عن تأثيرات وضغوطات الثروة والقوة.
وفيما يلي نقرأ معاً الأحاديث الشريفة التي نستلهم منها دور العلم والعلماء، في توجيه المجتمع وحل مشاكل البشرية:
جاء في الحديث عن الأمام الحسن العسكري عليه السلام أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (أشدّ من يُتم اليتيم الذي إنقطع عن أبيه، يُتم يتيم إنقطع عن إمامه، ولا يقدر الوصول اليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه)20.
فمع أن اليتيم الذي يفقد أباه في صغره يخسر الكثير في حياته، الا أن من ينقطع عن إمامه العالم هو أشد خسارة منه، ذلك أنه بانقطاعه عن إمامه يخسر الطريق الذي يصل عبره إلى سعادته في الدنيا والآخرة.
وروي عن الإمام علّي بن الحسين عليه السلام أنه قال:
(أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: حببّني إلى خلقي، وحبب خلقي إليّ.
قال: يارب كيف أفعل؟
قال: ذكّرهم آلائي ونعمائي ليحبوني، فلإن ترّد آبقا عن بابي، أو ضالا عن فنائي أفضل لك من عبادة مائة سنة بصيام نهارها وقيام ليلها.
قال موسى: ومن هذا العبد الآبق منك؟
قال: العاصي المتمرّد.
قال: فمن الضال عن فنائك؟
قال: الجاهل بإمام زمانه تُعرّفه، والغائب عنه بعدما عرفه، الجاهل بشريعة دينه، تُعرّفه شريعته، وما يعبد به ربه، ويتوصل به إلى مرضاته.
ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام: فأبشروا علماء شيعتنا بالثواب الأعظم، والجزاء الأوفر)21.
وجاء عن الرضا عليه السلام أنه قال: (يقال للعابد يوم القيامة: نِعمَ الرجل كنت، همّتك ذات نفسك، وكفيت الناس مؤونتك، فادخل الجنة، ألا إن الفقيه من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من أعدائهم، ووفّر عليهم جنان الله، وحصّل لهم رضوان الله تعالى. ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام آل محمد، الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم، قف حتّى تشفع لمن أخذ عنك، أو تعلَّم منك، فيقف فيدخل الجنّة معه فئاماً فئاماً22 حتّى قال عشراً، وهم الذين أخذوا عنه علومه، وأخذوا عمّن أخذ عنه، وعمّن أخذ عمّن أخذ عنه إلى يوم القيامة، فانظروا كم فرق بين المنزلتين)23.
إنك اذا ألفّت كتاباً، فكل من قرأ كتابك واهتدى به، يستطيع أن يدخل معك الجنة، أو حتى من قرأ كتاباً مقتبساً من كتابك، وهكذا إلى يوم القيامة.
ومن وصايا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي عليه السلام: (يا علي لا فقر أشد من الجهل)24.
وروي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: (فضل العالم على العابد سبعين درجة، بين كل درجتين حضر الفرس سبعين عاماً، وذلك أن الشيطان يدع البدعة للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد مقبل على عبادته لا يتوجه لها ولا يعرفها)25.
وروى الإمام الصادق عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر)26.
وجاء عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد)27.
وعن الصادق عليه السلام: (معلم الخير تستغفر له دواب الأرض وحيتان البحر وكلّ صغيرة وكبيرة في أرض الله وسمائه)28.
وروى عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
(يجيء الرجل يوم القيامة وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال الرواسي فيقول: يا ربّ أنّى لي هذا ولم اعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علّمته الناس يُعمل به من بعدك)29.
ولكن لا ننسى إن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف للناس شيئاً حسناً ثم خالفه إلى غيره. يقول الإمام الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى (فكُبكبوا فيها هم والغاوون..) : (نزلت في قوم وصفوا عدلاً ثم خالفوه إلى غيره)30.
وفي تفسير قوله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) قال الامام الباقر عليه السلام: (من استخرجها من الكفر إلى الايمان)31.
وقال علي عليه السلام: (لم يمت من ترك أفعالاً يقتدى بها من الخير، ومن نشر حكمة ذكر بها)32.
ويمثل الرسول صلى الله عليه وآله العلماء كنجوم السماء يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر فيقول: (إن مثل العلماء في الأرض كالنجوم في السماء، يُهتدى بها في ظلمات البرّ والبحر، فاذا طُمست أوشك أن تضل الهداة)33.
وعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما أهدى المرء المسلم إلى أخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدىً ويرده عن ردى)34.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبين منزلة العلماء في الجنة: (ألا أحدّثكم عن أقوام ليسوا بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم يوم القيامة الأنبياء والشهداء بمنازلهم من الله على منابر من نور؟. فقيل: من هم يا رسول الله؟ قال: هم الذين يحبّبون عباد الله إلى الله، ويحبّبون عباد الله إليّ، يأمرونهم بما يحبّ الله وينهونهم عمّا يكره الله، فإذا أطاعوهم أحبهم الله)35.
كل هذه الأحاديث وعشرات أمثالها، إنما هي لتبيين قيمة العلم والعلماء وأن العلماء هم محور المجتمع، وهذا هو من الضمانات الأساسية لإستقلال العلم عن المال والقوة.

 

وحيده بدنيتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس