[Fatema Alshareef]

دعوني أحكي لكم عن فاطمه..


بدايةً لا أنكر أني فخورةٌ بي .. كوني الأنثى الأولى لأمي، والفرحةُ الكبرى لها، حيث كانت لا تنجب إلا الذكور من قبلي ومن بعدي أيضاً، وعندما كانت أمي حاملاً بي، رأت جارتنا رؤيا جميلة فسرتها بأن التي ستلدها أمي هي أنثى، استبشرت أمي كثيراً بهذه الرؤيا وكتمت تفسيرها حتى حين موعد ولادتي، ولكن للأسف لم يكن لأمي حظ اختيار اسمي ولو كان بيدها ذلك لأسمتني كما تقول "مشاعل"، ومن أسماني هو أبي، تيمناً باسم ابنة عمي التي كان يحبها كثيراً، وكان نصيبي هو "فاطمه"، وأحببته.

•••••••••••••••••••••••••

امتلئت قريتنا الصغيرة بالفرح والسرور لمولدي لأن الجميع كان يعرف بأن أمي لا تنجب إلا الذكور وأتى جميع النسوة يباركن لأمي بقدومي، حتى أن البعض منهن جردنني من ملابسي حتى يتأكدن من أنني أنثى بالفعل..!!!!

•••••••••••••••••••••••••

أما أشقائي فقد كانت فرحتهم غامرة بقدومي ولاتضاهيها فرحة، ولا شك فقد كنت وحيدتهم، وأختهم المدللة والأثيرة لديهم حتى اليوم، وتزيدني هذه المكانة التي يحملونها لي في قلوبهم فخراً بهم وحباً عظيماً لهم..

•••••••••••••••••••••••••

وفي صغري كان أهل "الحاره" والجيران يلقبونني ب "الوحيدة"، وكنت أعود باكيةً إلى حضن أمي، كلما سمعت هذه الكلمة، وكنت أتوق بشدة لأخت تنزع عني هذا اللقب الذي الصقوه بي، وببراءة الأطفال كنت كلما أنجبت أمي من بعدي ذكراً أبكي بشدة، وأغضب عليها ظناً مني أنها هي من تختار ذلك..!

•••••••••••••••••••••••••

وفي آخر العقد انخرطت لؤلؤتين كانتا آخر ما انجبته أمي من الإناث، وأجمل ما أهدته لي في حياتي، وكانتا هما شقيقتاي، منية قلبي وسعادة روحي..

•••••••••••••••••••••••••

تربية أسرتي لي وترتيبي بين أخوتي والتدليل الذي كنت أنعم به من صغري وحتى اليوم أورثت في شخصيتي صفتان متناقضتان هما.. الشعور بالمسؤولية تجاه أخوتي وشقيقتاي والتي جعلتني أحمل هم رعايتهم حتى في غربتي والصفه الثانية هي الدلع بكل مايحمله من معنى، لا أعلم لماذا ربما خوفاً من أن تسحب شقيقتاي الصغيرتان البساط من تحتي، بالرغم من أني قد منحتهما مكاناً على هذا البساط..!


سأكتفي بهذا القدر..