[Aishah AL-farhah]

*

يتعلمون كيفما اتفق
يتعارفون كيفما اتفق
يتوظفون كيفما اتفق
يتزوجون كيفما اتفق
ينجبون كيفما اتفق
يربون كيفما اتفق

يعيشون ويموتون وهم على "كيفما اتفق"
ليس هناك اعتقاد حقيقي محرّك للإنسان منذ أن يخلق إلى أن يموت
ليس هناك رواسخ وثوابت أساسية ينطلق منها الإنسان إلى إعمار هذه الأرض
لذلك هو يهتّز ويضطرب ويهرب عندما يواجه أمرا جللا
وكثيرا ما ينتابه شعور بالضياع ، كأنما هو متشبث بخشبة تطفو وسط بحر لا شواطئ له

متى نكفّ عن إنجاب جيل منسوخ نسخة سيئة منا ثم مع السنين والاستنساخ السيء
يصبح هناك الجيل الأسوأ ثم الأسوأ ثم الأسوأ وهكذا
متى نتمهّل قبل الزواج والإنجاب ونفكر مليًّا في أننا كل ما نفعله ليس إلا تكديس لأجساد خاوية
لاتحمل فكرا ثاقبا ولا تحمل هدفا ساميا ولا تتمتع بثبات ورسوخ على الحق أيما كان

متى سنعمل على إرساء الأساسات والثوابت التي ينبغي لها أن لا تتزعزع
في أنفسنا ثم في أزواجنا قبل أن نرتكب "جريمة" الإنجاب والتربية كيفما اتفق
إنجاب وتربية على غير هدى

أولوياتنا ، لو وضع كل إنسان هذه الأولويات في قائمة ثم نظر ماهو الغرض
وماهي الغاية من كل واحدة منها بغض النظر عنها ، لأن قائمة الأولويات قد تبدو نبيلة جميلة
ولكن الأغراض والغايات الحقيقة التي كانت سببا في الترتيب قد تكون دنيئة مشوهة
فعندما ينظر لها بتمعن وصدق ، فإنه سيستحي بأن الله ميّزه عن الحيوان بالعقل لأنهما متساويان تقريبا !