
19-04-2012, 06:53 PM
|
 |
|
|
تاريخ التسجيل: Oct 2009
التخصص: SELF ADMIN
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: الثامن
الجنس: ذكر
المشاركات: 4,472
|
|
إملأ وقتك بطاعة الخالق
أسعد الله مساءكم
أولا / أعتذر لمشرفتنا صوت على الموضوع السابق برغم بذكري لمصدر الحديث كتاب الرحمة للدكتور مصطفى المتبولي بجامع الأزهر والكتاب استعرته من مكتبة الملك فهد الوطنية
والحمد الله لم أطرح الرواية من باب السخرية والإستهزاء كما ذكر بموضوعي السابق
على العموم أعتذر وأشكر المشرفة على التوضيح وسوف أعيد الكتاب يوم السبت للمكتبة وأذكر تلك المخالفة اللي نبهتني بها مشرفة القسم
والله الهادي إلى سواء السبيل.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الله تعالى يقول : يا بن آدم تفرغ لعبادتي أمﻸ صدرك غنى وأسدُّ فقرك ، وإﻻ تفعل مﻸت يديك شغﻼ ولم أسد فقرك ) رواه الترمذي وابن ماجة واﻹمام أحمد في مسنده وغيرهم ، وحسنه الترمذي وصححه اﻷلباني .
معاني المفردات
تفرغ لعبادتي : تفرغ من مهماتك وأشغالك الدنيوية لطاعتي والتقرب إلي بأنواع القرب .
أمﻸ صدرك : أي قلبك .
عز العبودية
عبادة الله هي المهمة العظيمة التي من أجلها خُلق الخلق ، وهي بمفهومها الشامل ﻻ تقتصر على أداء الشعائر التعبدية - من صﻼة وصيام وحج وذكر وغير ذلك - فحسب ، ولكنها تمتد لتنتظم حياة اﻹنسان كلها بشتى جوانبها وأنشطتها بحيث ﻻ يخرج شيء منها عن دائرة التعبد لله رب العالمين ، وتمتد كذلك لتشمل جميع ما يحبه الله ويرضاه من اﻷقوال واﻷعمال الظاهرة والباطنة : { قل إن صﻼتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين } (اﻷنعام: 162) .
وﻻ يبلغ اﻹنسان ذروة الكمال البشري في العزّة والشرف والحرية حتى يحقق هذه الغاية ، وقد وصل إلى هذا الكمال أنبياء الله ورسله عليهم الصﻼة والسﻼم ، وفي مقدمتهم نبيّنا محمَّدٌ - صلى الله عليه وسلم - ، الذي خاطبه ربُّه جل وعﻼ في أعلى مقاماته - مقامِ تلقي الوحي ومقامِ اﻹسراء - بوصف العبودية ، باعتبارها أرقى وأعظم وأشرف منزلة يرقى إليها اﻹنسان ، فقال سبحانه : { الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا } (الكهف: 1) ، وقال في مقام آخر : { سبحان الذي أسرى بعبده ليﻼ } (اﻹسراء: 1) ، وكلما ازداد العبد تحقيقاً لهذه العبودية كلما ازداد كماله وعلت درجته .
وكل من تعلّق قلبه بمخلوق وأحبَّه ، وعلق عليه نفعه وضرَّه فقد وقع في ربقة الرقّ والعبودية له ، شاء أم أبى ، إذ الرقّ والعبودية في الحقيقة ، هو رقُّ القلب وعبوديته ، ولهذا يُقال: " العبد حرٌّ ما قنع ، والحرُّ عبدٌ ما طمع " ، وكلّما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجائه في قضاء حاجاته ، كلما قويت عبوديته وحريته عمَّا سواه ، كما قيل : " احتج إلى من شئت تكن أسيره ، واستغن عمن شئت تكن نظيره ، وأحسن إلى من شئت تكن أميره " .
حقيقة الغنى
ولهذا فإن حقيقة الغنى إنما هي في القلب ، وهي القناعة التي يقذفها الله في قلوب من شاء من عباده ، فيرضون معها بما قسم الله ، وﻻ يتطلعون إلى مطامع الدنيا أو يلهثون وراءها لهث الحريص عليها المستكثر منها ، وقد بين ذلك عليه الصﻼة والسﻼم بقوله : ( ليس الغنى عن كثرة العرَض ، ولكن الغنى غنى النفس ) كما في البخاري ، وقال ﻷبي ذر : ( أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟! إنما الغنى غنى القلب ، والفقر فقر القلب ، من كان الغنى في قلبه فﻼ يضره ما لقي من الدنيا ، ومن كان الفقر في قلبه فﻼ يغنيه ما أكثر له في الدنيا ، وإنما يضر نفسه شحها ) رواه ابن حبان وصححه اﻷلباني .
وكم من غني عنده ما يكفيه وأهله عشرات السنين ، ومع ذلك ﻻ يزال حريصاً على الدنيا ، يخاطر بدينه وصحته ، ويضحي بوقته وجهده ، وكم من فقير يرى أنه أغنى الناس ، مع أنه قد ﻻ يجد قوت غده ، فالقضية إذاً متعلقة بالقلوب وليست بما في اﻷيدي .
يقول عمر رضي الله عنه : " إن الطمع فقر ، وإن اليأس غنى ، وإن اﻹنسان إذا أيس من الشيء استغنى عنه " ، وسئل أبو حازم فقيل له : ما مالُك ؟ قال : لي ماﻻن ﻻ أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس " ، وقيل لبعض الحكماء : ما الغنى ؟ قال : " قلة تمَنِّيك ، ورضاك بما يكفيك " ، وقد أحسن من قال :
ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر
بين همَّيْن
وهذا الحديث العظيم يضع للعبد عﻼجاً عظيماً للهموم والغموم التي يتعرض لها في حياته الدنيا ، هذا العﻼج هو اﻻشتغال بما خلق له وهو عبادة الله عز وجل ، واﻻهتمام بأمر اﻵخرة ، فإن العبد إذا شغله همُّ اﻵخرة أزاح الله عن قلبه هموم الدنيا وغمومها ، وخفف عنه أكدارها وأنكادها ، فيصفو القلب ويتجرد من كل اﻷشغال والصوارف ، يقول - صلى الله عليه وسلم - : ( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد كفاه الله سائر همومه ، ومن تشعبت به الهموم من أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها هلك ) رواه ابن ماجة وغيره بسند حسن .
وفي حديث الترمذي عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( من كانت اﻵخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إﻻ ما قدر له ) صححه اﻷلباني .
قال اﻹمام ابن القيم رحمه الله : " إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إﻻ الله وحده تحمّل الله عنه سبحانه حوائجه كلها ، وحمَل عنه كلّ ما أهمّه ، وفرّغ قلبه لمحبته ، ولسانه لذكره ، وجوارحه لطاعته ، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه حمّله الله همومها وغمومها وأنكادها ووكَلَه إلى نفسه ..... " .
فعلى العبد أن يقنع بما قسم الله له ، وأن يثق بوعد الله وحسن تدبيره له ، وأﻻ يكون شديد اﻻضطراب والخوف مما يستقبل ، فالمستقبل بيد الله ، وأن ينظر إلى من هو دونه في أمور الدنيا ، وليستعن على ذلك بقصر اﻷمل واليقين بأن الرزق الذي قُدِّر له ﻻ بد وأن يأتيه وإن لم يشتد حرصه ، فليست شدة الحرص هي السبب لوصول اﻷرزاق .
المصدر
http://www.islamweb.net/media/index....ang=A&id=40332
إحساس ناجح
|