[رغد محمد]

،’


مِن الأُمُور التِّي أُحِب أن أفعلَها هِي الإطِّلاع علَى التَقويم الهِجرِي كُلَّمَا سَنَحت لِي الفُرصَة بِـ الصَّبَاح البَاكِر وَ قبلَ الذَهَاب إلى الجَامِعة حتَّى يتسنَّى لِي قِرَاءة حِكمَة أو مَثل أو حتَّى مَعُلومَات عامَّة , فَـ هِي تُعطيني طَاقة لِـ شحذ هِمَّتِي وَ أحيَانًا تُضِيف إلى ثقافتِي , وَ أُخرَى تُسَاعِدُنِي لأرَى الأمُور مِن مَنظُور آخر. وَ مِن هذهِ العِبَارَات الخَاصَّة بِـ يَوم الاِثنين , قرأتُ قِصَّة جَميلَة بَسيطَة جدًا فِي كلمَاتِهَا وَ أحدَاثِهَا وَ لَكِنَّهَا عميقة المَعنى بشكلٍ رَآئع أقتبِسُهَا لَكُم :

الصُّرصَار وَ النَّملَة

أضَاع صُرصَار زَمَنَ الصَّيف فِي اللَّهوِ وَ اللَّعِب , وَ لَم يَدَّخِر للشِّتَاء مَا يُغنِيهِ عَن المَسألَة , وَ يقيهِ شَرُّ الذُّل. فلمَّا جَاء الشِّتاء اِفتقرَ إلَى الغِذَاء , وَ عجِزَ عَن السَّعِي لِشدَّةِ البَرد , فقصَد مَسكَنُ نملَة , وَ استقرَضهَا شَيئًا مِن القمَح حتَّى إذَا جَاء الصَّيف رَدَّهُ. فقالَت لَهُ: وَ مَامَنعكَ أن تدَّخِر مَثلِي وَ تسعَى سَعِيِي , وَ لاتعرِض وَجهكَ لِذُل المَسألَة. فقال: قد فرَّطتُ وَ نَدِمتُ علَى مَافعلت. فقالت لهُ: جَزَاء المُفرِّط الإهمَال وَ مُقابلَتهُ بِالإعرَاض , وَ ليسَ عندِي ما أستغنِي عنهُ وَ أدفَعهُ إليك , فـَ سَل غيرِي , وَ تذَكَّر مَوقِفَكَ هَذَا مَتى جَاء الصَّيف. قال: يا أُختَاه , قد سَمِعتُ مَقالتكِ وَ قبِلتُ نَصيحَتُكِ , وَ الآن لا أجدُ مَن يقرِضُنِي , فأجِيبي سُؤالِي وَ كَفانِي مَا رأيت , جَزاكِ الله خيرًا. فَـ أعطتهُ جُزءًا مِن القمح , فتنَاوَلهُ وَ مَضَى كَئيبًا حَزينًا. وَ ذلِك جَزاءُ المُهمِلين.

اِنتهَى.

وَ هُنَا نستفيد أُمورًا كَثيرًة مِن هذهِ الأسطُر القلِيلَة.
- يَامَن تسعَى لِهَدَفٍ مَا , لا تسترِح فِي وَقت العَمَل بَل اِعمَل حتَّى يأتِيكَ وَقت الاِستراحَة الحَقيقيَّة .!
- لا تجعَل مُتعتَك الشَّخصِيَّة مُقدَمَة علَى أحلامَك وَ مُستقبلَك .
- اِستيقظِ .! دَعكَ مِن وَاقِع الإتِّكَال علَى الغَير وَ قُم اِحِجز لِـ نفسِكَ مَكَانًا بينَ النَّاجِحِين فِي حَيَاتِهم .
- قد تجد الرَّحمَة مِن البَعض وَ لكِن تذكَّر !! هُنَاكَ مَن يَحمِلُون قُلُوبًا مِن حَجَر .!
- لا تقبَل علَى نفسَك الذُّل مَهمَا كَانت ظُرُوفَك وَ تعفَّف عَن المَسألَة .! لاتقبَل لا تقبَل حتَّى وَ إن كَلَّفكَ حيَاتك .!
- الفِيديُو الرَّائع يَصِف مَا أُريدُ أن أُخبِرَكُم بِه :