عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 27-10-2005, 04:26 AM   #10

نضال

 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
التخصص: ماجستير اداره اعمال
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: الأول
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,508
افتراضي متى نفيق؟!

متى نفيق؟!

يجب ألا نخادع الناس ونخدع أنفسنا، ونفتخر دائماً بالتاريخ الإسلامي، فالتاريخ الإسلامي ـ مع الأسف ـ كان (ككل تاريخ)، مليئاً بالدماء والظلام، مثلما هو مليء أيضاً بالعرق والضياء والصالحين، نعم يجب أن نفخر (بالإسلام كدين)، ولكن علينا أن نتمهل كثيراً لا قليلاً، إذا أردنا أن نفتخر بحقب كثيرة تعاقبت على المسلمين، وأنني من قراءتي التاريخية المرهقة، أذهل من هذا الكم الهائل من الجور للإنسان المستضعف في طول وعرض البلاد الإسلامية بمختلف شعوبها وأعراقها، وكنت على الدوام مع كل صفحة اقلبها وأطويها، أتساءل بحرقة واندهاش: كيف لم يستطع المسلمون رغم ما يحماه دينهم القديم من قيم تدعو على الدوام إلى الرحمة، إلى درجة أن (البسملة) وهي البداية لكل سورة في القرآن الكريم كانت تحوي في سياقها اسمين من أسماء الله تعالى وهما: (الرحمن والرحيم).. أي أن الرحمة كانت ناقوساً هائلاً وبالغ الوضوح يدق باستمرار على جماجم المسلمين من مطلع الشمس إلى مغربها، ومن بزوغ النجوم إلى أفولها، ومن كل أطراف الدنيا الأربعة، ومع ذلك يتقاتل المسلمون مع بعضهم البعض، رغم أنهم يصلون في اليوم الواحد خمسة فروض مع سننها ومع ذلك فكل واحد منهم يدعي الشهادة لنفسه فيما لو قتل هو، والنار والجحيم لأخيه الخصم المقتول، رغم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لهم وحذرهم وهددهم وتوعدهم: بأن المسلمين إذا تقابلا بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، ومع ذلك تقاتلا بعد وفاة الرسول ببضع سنين، وما زالا يتقاتلان وكأنهما يرقصان رقصة الموت.

أقول: فيا للعجب كيف أن أكثر من (1425سنة) من تاريخ المسلمين لم تستطع أن تردع المسلم، وتروض الوحش في أعماقه، كيف لم تربه، وتقومه، وتبصره، وتجعله محباً (لأخيه كما هو محب لنفسه)؟! ـ بلاش المحبة المفرطة هذه ـ ولكن تجعله على الأقل يحترم مشاعر أخيه، وحقه في العدل والاختيار والحياة الكريمة، واقرب مثال مشاهد اليوم هو ما يحصل في (العراق)، وانه لمن (المفزع لا المخجل)، أنني تأكدت بما لا يدع مجالاً للشك: أن المسلمين قتلوا في حروبهم (المذهبية والدنيوية) فيما بين بعضهم البعض، أضعاف أضعاف ما قتلوه من أعدائهم في فتوحاتهم الواسعة الشاسعة بل إن ما قتلوه من أعدائهم لا يشكل ولا واحدا بالألف من أعدائهم ـ ومن أراد أن يحاججني أو يتحداني، فإنني على أتم الاستعداد لمقارعته.

علينا أن ننظف تاريخ المسلمين من (المزابل)، ونفضحها، ونعريها، وننشرها على الملأ، ونقيم لها ولأبطالها محاكم علنية، وهذا لن يضرنا بشيء، بل بالعكس، فهذا يجعل منا شهداء على أنفسنا كما أراد لنا رب العالمين.

الإسلام لا يطلب منا الاختباء خلف أصابعنا، ولا يطلب منا تمسيح ذقون بعضنا البعض، ولا يطلب منا التزييف والبهتان و(الفشخرة) والادعاء، الإسلام أكرم من ذلك بكثير.

فمتى نفيق من سكرة الوهم هذه؟!، متى؟!

 

توقيع نضال  

 

 

نضال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس