قبل ان اذكر ماجئت هنا لذكره يجب علي أن اشيد بالفكرة وان اشكرهم كذلك على ماوعدونا بعمله وهي امور كثيرة تتمحور حول مساعدة الخريجين في ايجاد الوظائف وكذلك ربطهم بالكلية بعد التخرج وذلك من خلال عدة برامج تواصل ممتازة.
--
عندما وصلتني رسالة على جوالي تدعوني للحفل بصيغة غريبة "هناك تحضير"، قلت في نفسي، لما لا، خصوصاً اني من الممتازين وربما احصل على تكريم، عند وصولي وجدت عدداً من الطلبة المسؤولين عن ادارة الحفل، اعطوني اوراق املئها وكذلك ملف به كتيب ومجلة الكلية "عدد السنة الماضية" ودفتر وقلم، ملئت الاوراق واستعنت بهم للارشاد وكانوا بصراحة قمة في الاخلاق وتعاملهم راق جداً والابتسامة لاتفارقهم.
دخلنا المسرح وكان هذا أول دخول لي، ووجدته رائع جداً، فخم، تعجبت كثيراً، بحكم ان كليتنا في العادة أو المبنى الذي ندرس فيه نحن طلبة الكلية "أ" ، سيء من ناحية النظافة والصيانة، فالجدران ملوثة بالكتابات التي تعود لاعوام سحيقة، والمكيفات في بعض قاعاتها لاتعمل كما يجب، والحمامات غير انسانية بشكل لايوصف، وامور اخرى كثيرة لست بصددها، دخلت واخترت لي مقعد واخذت انتظر حتى بدأ الحفل، استمتعت كثيراً واعجبت بلغة الطالب المقدم، اختيار جيد للكلمات وبلاغة مذهلة، بدأوا بالقران الكريم، تلاوة متقنة، ثم تحدث بعض الخريجيين القدماء عن انجازاتهم التي صفقنا لها بحرارة خصوصاً ذلك الذي حول مناهج الصف الاول ابتدائي الى منهج الكتروني مرئي مع اصوات توضيحية، صوته وصوت ابنائه حفظهم الله.
تحدث بعد ذلك وكيل الكلية للتطوير وبدأ كلامه بشكل جيد لولا أنه اخطأ بقوله "سيكون هناك كذلك حفل تخرج لكلية التربية للبنات ولكن ليس هنا فلا تنبسطوا، هاهاهاها" ماكان يجب ان يستخدم الاخوات بهذا الشكل، خصوصاً ان لي اخوات يدرسون في كلية التربية وهذا ما اثار حفيظتي، وكاني ساسعد اذا كان الحفل مختلطاً، عموماً، مارس مايمارسه الكثير من المسؤولين من تلميع وتطبيل وذكر للانجازات وامور اخرى لانرى لها نوراً على الأرض، ثم اتى دور عميد الكلية ومارس مامارسه وكيل الكلية وانتهى.
جائت لحظة التكريم، عميد الكلية الدكتور الفلاني، مدير كذا الدكتور الفلاني، مسؤول كذا، الدكتور الفلاني............ إلى ان انتهى تكريم المسؤولين الذي اخذ مانسبته 80% من التكريمات، بدأ تكريم الطلبة المتفوقين المشاركين في الحفل، فلان الفلاني،ممتاز في جميع الاترام، فلان الفلاني، وهكذا، ثم اخذوا يتصورون، وفي هذه اللحظات كنت اسمع تعليقات من الطلبة الخريجين "هل هذا حفل الاداريين أم الخريجين"، الحقيقة ان هذا الحفل ماهو الا لهم "الاداريين"، ونحن الطلبة "الجمهور" لو لم نكن متواجدون لكانوا "مع نفسهم" وكأنهم في مباراة نهائية دون جمهور، فماكانت تلك العبارات المرسلة على هواتفنا "يجب الحضور" و "هناك تحضير" إلا لاجبارنا على الحضور حتى نملئ المسرح فياخذوا جوهم، غضبت كثيراً خصوصاً اني من الطلبة الممتازين وفي كل الاترام!! صبرت في هذه اللحظات عن الخروج لان اذان الظهر قارب وفترة الافطار لديهم قاربت، نزلنا ونحن نتبادل حديثنا بانتقاد الحفل لصالة الطعام، واذا بالباب مغلق "ياااااااااادي النيلة" انسحب عدد من الطلاب وتمسكت انا ومجموعتي عنداً، واذا بالباب يفتح، دخلت واذا بالمهزلة الحقيقية، 3 طاولات، بكل طاولة مجموعتين من المعجنات المتنوعة وطاولة بها عصيرات، ابتعدت ولم اشاركهم لقلة الموجود وكثرة الحضور! تمنيت ان ياخذوا منا "قطة" مبلغ مالي بدل هذه المهزلة.
اتمنى ان يكون حفل الخريجين للخريجين، تكفون، يعني بلاش قلة حيى، غصة وفكيتها، تحية لكم