-
ربما العمل مع الأخذ بالأسباب , في احيان كُثيرة تُراودني افكار مُحبطه اجد احيان مانقوله ومانفعل لايتوافقان غالباً , لذلك مانُحدث به الآخرين لتحقيق طموحاتتهم ربما لايتجاوز حبر على ورقِ في ظل الواقع الذي نعيشه فآجد نفسي مُحبطه =(
|
الواقع محبط ، الناس محبطين ، حقيقة محبطة مفروغ منه
لمَ نقول مالانفعل ؟ لمَ نكذب على أنفسنا ؟ وندّعي مالانفعله حيث لا إيمان به
مانفعله لابد أن يكون تصديقًا ومصداقًا لما نعتقده ، بمعنى ، أن ما نقوم به من فعل يكون ترجمة فعلية لما نؤمن به ونعتقده ، هذا المأمول، ولكن الواقع غالبًا لا يرقى لسماء المأمول
نحن نقول ونتحدث بما نأمله ، وما نتمنى أن نكون عليه ، ومانراه الأفضل ، ولكننا نفعل مالا نقوله ، لأن القول أسهل بكثير من الفعل ، والقول يكفل لنا شيء من الظهور بالهيئة التي نريد ، وإن كانت هذه الهيئة زائفة ، فهي رغم زيفها حققت لنا شيء مما نريده ونطمح له ، ولو كان هذا التحقق للهيئة التي نطمح لها ، تحقق وقتيّ فقط ، مع تبييت نيّتنا للوصول إلى مقتضى القول فعليا ، ويبقى التسويف حاجز يمنع تلك النيّة التي نبيتها من التحقق ومن الوصول إلى موافقة أفعلانا لأقوالنا
برأيي سبب هذا إما أن يكون عدم قناعة حقيقية بما نقول ، لذلك لايكون فعلنا مصداقًا له ، بمعنى أننا نرى حسب الواقع والمحيط ، أن مانقوله هو الأفضل بحسب المحيط ولكن ليس لدينا قناعة شخصية به أو بمدى فائدته الفعلية لنا ، إذن عدم الاقتناع الشخصي بمدى جدوى مانقول ، يجعلنا لانوثّق هذه الأقوال بأفعال تدعمّها وتصدّقها ، ونحن في نزاع بين ما بداخلنا ومايمليه علينا المحيط ، ولا نستطيع التمييز بين أيهما الأصح والأفضل ، وهكذا
أو أن يكون الأمر مراءًا وخداع للناس وكذب وزيف يعرفه الشخص في نفسه ، ولكنه يسعى لذلك لأجل أن يقال عنه كذا وكذا ، وكلا الأمرين سوء والآخر أشد سوءًا لأنه أقرب للرياء وابتغاء رضا الناس دون مراعاة لرضا الخالق ، فهو أمام الناس بصورة حسنة بهيّة ، وخلفهم بصورته الحقيقية ، غير أن الأمر الآخر أسهل في تحديده حين مواجهة النفس به مواجهة حازمة ، وبإخلاص النية لوجه الله يتم التخلص منه
مثلًا أركان الإيمان التي جميعنا نؤمن بها ، منها الإيمان بالقضاء خيره وشره ، نحن نقول بذلك ، ولكن الحقيقة أنه ينقصنا الإيمان والتصديق والاعتقاد السليم بها ، فأفعالنا تجاه مشاكل الحياة عادة لاتوحي بأننا مؤمنين بها حق الإيمان ، هو كذلك الأمر عندما نقول مالا نفعل ، فالأمر يحتاج لإيمان حقيقي واعتقاد سليم بما نقول لكي يترجم إلى أفعال
ودعينا لانغفل دور الشيطان -أعوذ بالله منه- الذي يزين لنا أعمالنا ، فحينما نكتفي بالقول دون الفعل ، فإنه يزين لنا القول مجردا من الفعل ، فيُشعرنا أننا قُمنا بالكثير والذي لم يقم به غيرنا ، وأنا ما دمنا قلنا بذلك وإن لم نفعله فإننا بخير ، وبذلك نتقبل بالتدريج كوننا قائلين بما لانفعل ، وأساليب الشيطان كثيرة وخطيرة في خداع العقل ، وهمه الوحيد غواية بني آدم