عرض مشاركة واحدة
منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز منتديات طلاب وطالبات جامعة الملك عبد العزيز
قديم 22-05-2012, 05:20 PM   #56

خالد9921

جامعي

الصورة الرمزية خالد9921

 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
كلية: كلية الهندسة
التخصص: موووهندس قد الدوونيا
نوع الدراسة: متخرج - انتظام
المستوى: متخرج
البلد: جــــدة
الجنس: ذكر
المشاركات: 1,496
افتراضي رد: هذره + كيس فصفص + طقّة أصبع

ليتم تهوين وتحجيم المصائب الكُبرى والأخطاء الجسيمة


ليس هذا المؤلم أو الكارثي فحسب
الأكثر إيلاماً والأكثر كارثيةً .. أن يُصبح نقد الفساد والظلم والخطأ
من سوء الحديث ومن المنهيّات عنه ومن الذنوب العظيمة ..
وأن يُصبح السكوت و والتراخي عن الفساد والمُهلكات للأمّة .. بل التواطؤ
من التقوى والصلاح واتبّاع الطرق والمسالك الشرعية الصحيحة !!!!!!
التي حتماً ستقوّم الأمّة لما هو مُفيد لها !!!


هذا الأمر الكارثي كلّه
مع عدم استعراض أو التأمّل بصدق و قليلاً في حال المُتكلّم والمُخاطب وبيان الخطاب ..
- والتأمل هنا هو الذي يؤدي حتماً إلى حُسن إنزال التعليمات الشرعية على الملموس -

وأن المُتكلّم هو يأتي بحديث ليس به من سوء المُراد ودوافع الانتقام الصُغرى
بل حديثه حديث المُقوّم للأمّة الغيور على مصالحها الذي يخشى هلاكها أكثر
وأن هذا الخطاب على قوم من المسلمين المعنّيين في منبر عام


وأنّ أي خطاب كذلك ينبغي أن يُحرص فيه على حفظ الضروريات الخمس ..

وأنّ المُخاطب يرى كل السوء والمُخاطر والمُهلكات بل وتصله ويعلمها
وأنّ المُخاطب إن لم يعلم ماذا يدور في منابر المُسلمين العامّة
فليس هذا سوى عذر أقبح من ذنب بأنّه يعيش في الأبراج العاجيّة !




وأنّ بيان الخطاب ليس من لغو الحديث ولا من سوءه
بل بيان بخطر وعِظم كارثية ممّا يعلمه المُخاطب ونقد على فساده وسوءه التي يعلمها !
وأنّ الطفل الصغير لم يعد بمقدوره التستّر على أمر ذاع صيته بكل مكان .. !



( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى )


ومن العبر المستفادة من قصة نبي الله صالح عليه السلام وقومه ثمود الذين كانت تتحكم فيهم طغمة فاسدة، تدير بهواها دفة أمورهم، أن المجتمع متى ما استسلم لما يهوى أولئك السفهاء المفسدين فإن مصيره مصيرهم سواء بسواء.

خططت تلك الفئة الباغية لقتل الناقة ثم لقتل صالح عليه السلام ونفذت نصف الجريمة ثم لم يكن من المجتمع حراك قبل ولا بعد الجريمة، كان مجتمعا سلبيا تقوم بتدبير دفة أموره فئة قليلة متنفذة فاسدة وتظل الأكثرية فيه صامتة متواطئة.

إن السلبية ليست عذراً للمجتمع، فلا بد للمجتمع من دور رائد في تنحية الظالمين وعدم تمكينهم من النطق باسمهم وتولي زمام الأمور، فإذا تخلى المجتمع عن هذا الدور فلا يلومن إلا نفسه يوم ينزل العذاب الشامل وتحل النقمة العامة كتلك التي نزلت على ثمود، نعم لم يكن المتآمرون غير تسعة ولم يكن المنفذ للجريمة المؤامرة إلا واحداً ولكن المجتمع تغافل عن دور أولئك الطغاة وتركهم يمرحون ويسرحون ويتصرفون في مصيره وفي مستقبله، إن هؤلاء المجرمين لم يجروا البلاء على أنفسهم فحسب بل كان بلاء عاماً نال المقترف بيده والساكت ذا الموقف السلبي، ولم ينج إلا من لحق بسفينة التي كان ربانها صالح عليه السلام.

ولذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الشريعة بمثابة صمام الأمان للمجتمع، عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها فزعا يقول: "لا إله إلا الله ويل للعرب من شر اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث"(1).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض"، ثم قرأ: "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ" إلى قوله: "فَاسِقُونَ" [المائدة: 78-81]، ثم قال: "كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً، ولتقصرنه على الحق قصرا"(3).

إذاً فإن للمجتمع دور كبير في الإصلاح، دور متى تخلى عنه استحق الهلاك بجريرة السفهاء فيه، لأن المجتمع عندئذ شريك أصيل في جريمة حيث لم يعمل شيئا للحيلولة دون وقوعها، ولا بد للمجتمع أن يعمل بما يتاح له من وسائل حتى ينفي خبثه لأنه سيهلك إذا كثر الخبث.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

"ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لايغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب"(2).









ثم يُصبح كل أمر بمعروف وإنكار لمنكر عظيم - بما يُستطاع -
ليس سوى ذنب جسيم وكبيرة من الكبائرة
وأنّ السكوت والتغاضي هو من التقوى والصلاح .. عياذاً بالله .. !




( - لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ - كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ - تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ - )

 

توقيع خالد9921  

 

يارب وفقني ووفق الجميع ~
مووووووسجل نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 


التعديل الأخير تم بواسطة خالد9921 ; 22-05-2012 الساعة 05:22 PM.
خالد9921 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس