23-05-2012, 05:51 PM
|
#5
|
تاريخ التسجيل: Jan 2010
التخصص: لغة القرآن
نوع الدراسة: إنتظام
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 2,365
|
رد: انسلاخ الهوية والتعري الثقافي ( لمن يعتقد أنه يتباهى بغير لغته )
-
محافظة الشعوب الإفرنجية على قوميتها :
فلننظر إلى أوروبة فنجد كل أمة فيها تأبى أن تندمج في أمة أخرى ، فالإنجليز يريدون أن يبقوا أنجليز ، والفرنسيين يريدون أن يبقوا فرنسيون
والألمان لايريدون أن يكونوا إلا ألمانًا .....
وممايزيد هذا المثال تأثيرًا في النفس أن الإيرلنديين مثلًا أمة صغيرة مجاورة للإنجليز وقد بذل هؤلاء جميع ما يتصوره العقل من الجهود ليدمجوهم في سوادهم مدة تزيد عن سبعمائة سنة ، فأبوا أن يصيروا إنجليزًا ولبثوا إيرلنديين بلسانهم وعقيدتهم وأذواقهم وعاداتهم
وفي فرنسا تأبى أمة البريتون إلا أن تحافظ على أصلها ، وفي جنوبي فرنسا جيل يقال لهم الباشكنس احتفظوا بقوميتهم تجاه القوط ، ثم تجاه العرب ، ثم تجاه الأسبان ، ثم تجاه الفرنسيون ، وجميعهم مليون نسمة ، وهم لا يزالون على لغتهم وزيّهم وعاداتهم وجميع أوضاعهم
والفلمنك يأبون أن يجعلوا اللغة الفرنسية لغتهم والثقافة الفرنسية ثقافتهم ، ولم يزالوا يصيحون في بلجيكا حتى اضطرت دولة بلجيكا إلى الاعتراف بلغتهم رسميًا
وفي سويسرة ثلاثة أقسام : القسم الألماني وهو مليونان وثمانمائة ألف والقسم المتكلم بالإيطالية وهو أكثر قليلًا من مائتي ألف ، والقسم المتكلم باللغة الفرنسية ، وكل قسم منها محافظ على لغته وقوانينه ومنازعه مع أنهم كلهم متحدون في مصالحهم السياسية ، وهم يعيشون في مملكة واحدة
وأن الدانمرك وبلاد الاسكنديناف وهولاندة فروع من الشجرة الألمانية لامراء في ذلك ، لكنهم لايريدون الاندماج في الألمان ولا العدول عن قومياتهم . وبقي التشيك مئتين من السنين تحت حكم الألمان ، وبقوا تشيكًا واستأنفوا بعد الحرب العامة استقلالهم السياسي ، بعد أن حفظوا لسانهم واستقلالهم الجنسي مدة خمسة قرون
وقد هذب الألمان أمة المجر وعلموهم ورقوهم ولكنهم لم يتمكنوا من ادماجهم في الألمانية ، فتجدهم أحرص الأمم على لغتهم المغولية الأصلية وعلى قوميتهم المجرية
ولبثت روسيا من مائتين إلى ثلاثمائة سنة تحاول إدخال بولونية في الجنس الروسي وحمل البولنيين على نسيان قوميتهم الخاصة بحجة أن العرق السلافي يجمع البولونيين والروس ، ففشلت جميع مساعيها في إدماج البولونيين فيها وعاد هؤلاء بعد الحرب العامة أمة مستقلة في كل شيء . وذلك لأنهم لم يتخلوا طرفة عين عن قوميتهم
وليس من العجيب أن لاتريد أمة عددها 30 مليون الاندماج في غيرها ، ولكن الاستوانيين وهم مليونان فقط انفصلوا عن الروسية ولم يقبلوا الاندماج فيها واحيوا استقلالهم ولسانهم المغولي الأصل وجعلوا له حروفا هجائية ، ومثلهم أهالي فنلاندة المنفصلون عن الروسية أيضًا
وقد خابت مساعي الروس في إدماج الليتوانيين من هذه الأمم البلطيكية في الجنس الروسي ، وانتفضوا بعد الحرب العامة أمة مستقلة كما كانوا مستقلين قوميًا ، وجميعهم أربعة ملايين .
وقد عجز الروس من جهة كما عجز الألمان من جهة اخرى عن إدخال هذه الأقوام في تراكيبهم لأن كل شعب مهما كان صغيرًا لايرضى بإنكار أصله ولا بالنزول عن استقلاله الجنسي
وقد حفظ الكرواتيون استقلالهم الجنسي مع إحاطة أمتين كبيرتين بهم هم اللاتين والجرمان
وحفظ الصربيون استقلالهم الجنسي مع سيادة الترك عليهم منذ قرون
وم يزل الأرناؤوط أرناؤوطًا منذ عهد لايعرف بدؤه وهم بين أمتين كبيرتين اليونان والصقالبة أي السلاف
وكذلك البلغار أبوا إلا أن يبقوا بلغارًا فيما بين الروم والسلاف واللاتين
لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم - شكيب أرسلان
|
|
|
|
|