لقي رسول الله (عليه السلام) الجد بن قيس، فقال له: "يا أبا وهب ألا تنفر معنا في هذه الغزوة؟ /غزوة تبوك/"
فقال: "يا رسول الله، والله إن قومي ليعلمون أنه ليس فيهم أحد أشد عجباً بالنساء، وإني أخاف إن خرجت معك أن لا أصبر إذا رأيت بنات الأصفر /أي بنات الروم/، فلا تفتني وأذن لي أن أقيم."
وقال لجماعة من قومه: "لا تخرجوا في الحر."
فأنزل الله على رسوله في ذلك هذه الآية6
إن هذا المشهد التاريخي يمثل لنا التبرير بأجلى صوره وأشكاله. إنه ليس مجرد تبرير عادي (كالتبرير بالحر والبرد وما أشبه) بل إنه تبرير ديني بمعنى أنه يتخذ من الدين ستاراً لتبرير الهروب من المسؤلية "ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني." وهو - أيضاً - لم يرد بصيغة عادية، بل صاحبته مختلف عوامل التأكيد (من القسم و"ان" و"اللام" التأكيدين وغير ذلك) كما نلاحظ في الحديث الشريف.