عذراء تودع المسافرين بمطار جدة
عذراء تودع المسافرين !
صوت عجلات حقيبتي المكتضة بالكتب هو ما يتردد على مسمعي فقط . مضيت أقطع ممرات المطار بإتجاه صالة المغادرة .
لا ترى عيني سوى مواضع قدمي ، أجر خطا متثاقلة جرا التعب والإرهاق ،
أسندت ظهري على كرسي وأغمضت عيني .
ذهبت بعيدا بخيالي حيث أرخبيل الهدوء .
رحلتي للأرخبيل قطعها ربت على كتفي الأيمن ! فأستدرت لأرى ،،
فأستقر بصري على أنامل حمراء لاتزال على كتفي ، حدقت للأعلى لأرى صاحبتها فوجدت محيا سكنته البراءة وعينان زرقاوان ، وخصلات شعر منسدلة تكاد تلامس الحاجب الأيمن ، أومض البرق إذ تبسمت ، فأعقب البرق رعد خفقان فؤادي الذي زلزل أطراف صدري ،
لم تنبس ببنت شفة ،
دست يدها في حقيبتها اليدوية و أخرجت وردة حمراء ووضعتها على حقيبتي .
ومضت تخطر بقامة ممشوقة وقد مياس ...
حياة جديدة دبت في جسدي جرا دفء يدها إذ لامست كتفي ،
كل شيء تغير
قلمي ، نبضات فؤادي ، ....
حتى أذني خلت أنها تصغي لسيمفونية بيتهوفن .
كل هذا وأنا أرقبها تغادر الممر .
بدأت الوردة الحمراء التي ثبتتها على الجزء الأيمن من شعرها تصغر مع إبتعادها عن ناظري .
ورقة صغيرة سقطت من حقيبتها ، كانت كفيلة بأن أترك ساقي للريح أجري بإتجاهها .
ألتقطت الورقة وركضت خلفها إلا أنها توارت عن بصري خلف أكتاف المسافرين .
اسقط في يدي ،و بعد يأس تملكني بأنني لن أجدها .
عدت أدراجي إلى الكرسي أفكر ....
ألقيت نظرة على الورقة فوجدتها بطاقتها التعريفية .
عندها فقط بدأت نار الغيرة تخبو في صدري ،
ولم أعد أبالي بمن ودعت قبلي ومن ستودع بعدي .
لأنها عذراء وستظل كذلك .
لأنها فتاة ولن تعرف الشيخوخة لها طريقا .
ولأن غيرتي أنطفأت فإليكم بطاقتها التعريفية.
...........................
تأسست عام 1387 هـ .
تحمل أسم مؤسس البلاد .
تضم العديد من الكليات في كافة التخصصات النظرية والعلمية .
.........................
القنديل

نعتوك بالقنديل في الأسحار ......وتحلقوا من حولك السماري
|
|