[الجوري و الورد]

بعد ان عرفنا انواع الصبر و تعريفه .. بعد ان عرفنا ان علينا ان نصبر على كل ما يصيبنا وكل ما يمر علينا .. انظروا معي الى اجرك و انت تصبرين .. الله عز وجل لم يجعل صفة طيبة فيك الا و انت ماجورة عليها .. فالله يقف بجانب الصابرين و يؤيدهم و يثبت من عزيمتهم و حياة النبي صل الله عليه وسلم خير معين على الصبر فقد كان صابرا في كل امر من اموره .. فصبر حتى اظهر الله الحق و لم ييأس رغم كل ماصادفه من الم و محن و ابتلاءات و كان لايأبه باي امر طالما ان الله سبحانه و تعالى راض عنه و الله تعالى يختبر عباده و يمتحنهم ليعلم من سيصبر و من سيجزع و يحزن و لايرضى بقضاء الله .. قال تعالى : ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين من كم والصابرين ) محمد: 31 وقال جل شانه ( ولنبلونكم بشئ من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس و الثمرات و بشر الصابرين) البقرة: 155 "إِنَّمَايُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" الزمر10 وقد أمر الله نبيه بالصبرو بشره وبشر الصابرين :" فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ"هود 49، وقد قرنالله تعالى الصبر بالعبادات حيث قرنه بالصلاة : "وَاستَعِينُوا بِالصّبرِ وَالصّلاة" البقرة45 الله عز وجل يبشرك .. و يعدك باجر عظيم ان صبرت .. و هنا امثلة في حياة الانبياء عليهم الصلاة والسلام .. و امثلة على صبرهم .. فانظروا الى نبي الله يعقوب عليه السلام كيف صبر عندما جاءه بنوه و هم يتباكون على فقد يوسف مدعين ان الذئب اكله .. فلم يجزع و لم يثر و لم يبد ثورة عارمة .. و انما قال : ( فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) و انتظر يعقوب ان يعود ابنه الغائب له .. و مرت السنين و هو يامل في الله خيرا راجيا .. ان يرد له ابنه .. و بدلا من ان يعود ابنه المنتظر مجيئه يفقد ابنه الاخر فيتجدد جرحه الماضي .. مع الام جرحه الحالي .. و في هذه الحالة قال مرة اخرى : ( فصبر جميل عسى الله ان ياتيني بهم جميعا انه هو العليم الحكيم ) و بعد سنوات من الصبر رد الله له ابنيه الاثنين .. انظروا الى رحمة الله و عطفه علينا .. ربما قد تكونين في البلاء منذ سنوات و لكن لا تجزعي ابدا .. فربما يخبا الله لك مفرجا .. بابه هو الصبر .. و كذلك نبي الله ايوب .. فقد ابنائه و صحته و بقي مريضا مرضا شديدا لسنوات و سنوات عدة .. لكنه صبر و صبر .. حتى فرج الله عنه و شفاه .. و كذلك نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام .. عندما اصابته الحمى و كان يوعك .. و هو عليه الصلاة والسلام يوكع كاثنين منا .. لكنه صبر ولم يجزع لان امله بالله كبير .. و كذلك في دعوته لقومه و نشره للدين الحنيف .. كان يصبر كثيرا حتى فرج الله عنه .. و كذلك نحن .. علينا بالصبر على المصائب و التوكل على الله وحده و الدعاء .. انظروا الى قول الله تعالى : ( اني جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزون ) فلا يحظى بالجنة الا من يصبر .. و الصبر هو مفتاح الفرج و بلسم الجروح.. و انظروا معي في هذه القصائد الررائعة : إذاضاقت بك الأحوال يوما فثق بالواحد الفرد العليِّ فكم للـه مـن لُطفٍ خَفِــــــيٍّ يدق خفاه عن فهم الذكيِّ وكم يُسر أتى من بعد عُسرٍ ففرّج كُربة القلب الشجّي وكم أمر تُساء به صباحاً وتأتيك المَسرّةُ في العشيى سأصبر.....حتى يمل الصبر من صبري سأصبر.....حتى يجف الدمع من عيني سأصبر.....حتى يغيب الليل من ليلي سأصبر.....حتى يجيء الفجر في عمري سأصبر.....حتى يزاح الهم من صدري و انظروا الى حال سوريا و صبرهم .. والله ان حالهم يقطع القلب و يدمي العين .. ماهو الا إبتلاء من الله وإختـبار لصـبرهم وثـباتهم فهم صابرون بإذن الله وسيننصـرون ولو بعد حــين .. ان الله معهم .. و هم منصورون باذن الله تعالى .. اللهم اني اسالك ان تعجل بصرة اهالينا في سوريا .. اللهم انصرهم و عجل بهلاك الطاغية و اعوانه ..