[Aishah AL-farhah]

-


الآن الساعة الثانية والربع بعد منتصف الليل
أشعر بهزّة ..!
ليست هزّة أرضيّة ، فإنها ستكون غالبًا مما ستشعرون به أيضًا

بل هزّة صوتيّة ، فثم هنا موجات صوتيّة عالية تسبب إحساسي بالاهتزاز
وحتى أكون دقيقة ، بعيدة عن المبالغة ، فأنا أشعر بها عندما أضع قدمي على أرضيّة الغرفة
وهي أرضيّة ملساء مسطحة عبارة عن مربعات من السيراميك الصلب الناعم < أحلفي ، والله

تصدر هذه الموجات الصوتيّة المسببة للاهتزاز الذي أشعر به في باطن قدمي
من صوت ((( مطربة ))) يصدر من القاعة التي تقع في آخر الشارع الذي نقطن فيه
وماكان الطرب في يوم من الأيام هكذا ، ولا كانت كلمة الطرب تحمل معنى الإزعاج يومًا ما
فأين الطرب الذي تطرب له الآذان إذا ماكان بهذه الطريقة المثيرة للضحك والاشمئزاز

كنت فيما سبق أطرب بهذه الأصوات ! ، التي لاتعدو أن تكون صراخ مزززعج في مكبر للصوت
ولكني وبعد أن عملت على نفسي وطورت فيها الشيء الكثير ، أصبحت أعاني أيّما معاناة من هذه الأصوات الفوضوية
ولذلك أصبحت لا أحضر حفلات الأعراس إلا قلما وندر ، وإن حضرتها فلأجل تلبية رغبة أمي فقط
وما إن تبدأ هذه المدعوة بـالـ ((( مطربة ))) بالصراخ في مكبر الصوت إلا وأذهب إلى أبعد نقطة يصلها الصوت

الآن عندما أخرج من الغرفة لمكان خالٍ من صوت مكيّف الهواء ، أستطيع أن أحدد الأغنية التي تصيح بها هذه الحمقاء
الصوت لا يصل فقط لأطراف القاعة ، ولا يصل إلى قاعة الرجال وحسب ، ولا يصل إلى ما يحيط بالقاعة بمساحة عشرين متر فقط
بل هو يصل إلى ما يوازي تقريبًا نصف كيلو من جميع جهات القاعة ، والله إني أرثي لحال من هن بالقاعة
وأحمد الله أنني لم أكن واحدة منهن ، أريد أن أفهم ماهي العبرة من رفع الصوت إلى هذا الحد ؟!
هل هو جنون أم غباء وحماقة ، الأغلب أنه حمق ، وقد قيل : لكل داء دواء يستطب به :: إلا الحماقة أعيت من يدوايها

الغرض من السماعات الموزعة في أرجاء القصر ، وصول الصوت إلى جميع الحاضرات
وقد وصل الصوت برفعه إلى مستوى يجعله داخل حوائط القاعة ، فلا داعي لأن يصل الصوت لأهل الحي الذين يسكنون حول القاعة

ثم أين هؤلاء من نزول الله للسماء الدنيا في هذه الأوقات ، وأين هم ممن يمتثل لأمر الله فيطلب منه التوفيق في حياته الزوجية !!
هم يريدون التوفيق من الله والبركات ، ولكنهم لايدركون ما معنى أن تبدأ ليلة عرسهم بهذا الكم الهائل من المعاصي
والتساهل بشأن الله جل جلاله وتقدست أسماؤه ، الذي نزل يجيب السائل والمحتاج من عباده ويغفر للمذنب التائب منهم

حقيقة ومن هذا المنبر أهني الرجال ، لأنهم بإمكانهم أن يستمتعوا في حفلات الزفاف ، ويتبادلوا الأحاديث
أتعلمون بأننا النساء لانستطيع تبادل الأحاديث داخل القاعة بمجرد ما أن تبدأ تلك بالصراخ
حتى لو حاولنا فعلينا الصراخ ، لتسمعنا من هي بجوارنا مباشرة ، وعلينا أن نقول كلمة كلمة فقط