[Fatema Alshareef]

مرثية (5)

الحمدلله على كل حالٍ وقدر
والحمدلله عدد دموع الأحزان

وسبحانَه رحيم لمن شاءَ غفر
يغفر ذنوب موتى تحت الأكفان

يابوي مهما دآر وطال الدَّهر
تبقى صورتك بالخاطر على مرّ الأزمان

وذكرك الطيب بين ضلوعي كالدرر
ما تمحيه زلة ولا نسيان

ماخطيت في الأرض مقدار شبر
إلا وبكى فراقك وما الفراق هوان

يبكي الجماد وهو صخر
وتكفُّ الطيور عنِ الألحان

ويمرُّ خيالك أمامي كبدر
وتمرُّ ذكراك كأطياف وأجوان

رُفعت لأجلك رؤوسٌ بكل فخر
ودنت تحت أمرك رؤوساً وأعيان

فيك الشهامة والمروءة كنهر
يفيض من خيره المنان

الخلُق مبدأك وللخلُقِ منك صور
وصور الخلُق منك أشكالٌ وألوان

متمسِّكاً بكتاب الله في عصر
قد طغى فيه الذل والعصيان

ومرشداً لهدي نبيه بيسر
وحكيماً مصلحاً بين خصمان

وملبياً للمحتاج كل أمر
ولليتيمِ يمسحُ دموعاً وأشجان

لم يرد في دينه أيُّ ثغر
ولم يرضى بإثمٍ كان أو بهتان

ما خطب في القوم يوماً بصوتٍ جهر
إلا وتصدع من صوته البنيان

إن رأى شراً أسرع إليه وطمر
وأزال الحقد والفسق والنكران

وإن رأى خيراً أقدم عليه ونصر
ودل على فعله كل إنسان

وإن رُزِق بنعمةٍ حمد ربه وشكر
وإن مسه شرٌ احتسب الثواب والغفران

غبت عنا وهذه سنة البشر
وما غابت أمجادك عن الرحمن

سيرة أمجادك عظيمةٌ مالها حصر
نعد ونذكر ونغلط احيان

فلن تُغني لمدحك أبياتاً أو نثر
ولن تكفيك ولو تغنت بك الأكوان

يا ما نصحت ونصحت محتسب الأجر
عسى الله يجازيك بالإحسان إحسان

وينير ويفسح لك القبر
ويجعله روضٌ وريحان

ويُلهم ذويك وأهلك الصبر
ويكرمك بفضله أوسع الجنان

كتبها أخي ذو الـ 16 ربيعاً ، ..