طُفُولَتِي ..
طُفُولَتِي ..
بالأمس .. اشتقت لمرح الطفولة ..
وددت لو أني أتذوقه مجددا ..
لم أعلم إلى أين أذهب ..
خطرت ببالي تلك الحديقة التي لطالما زرتها ..
ولعبت بها .. سقطت أرضا ووقفت مرارا وتكرارا ..
تشاجرت مع أطفال مثلي على أرجوحه ..
ظلت هي الوحيدة التي لم يمسها أحد ..
بكيت كثيرا فيها .. إما لضربة مؤلمة ..
أو لطفل صغير فقد يد أمه الحنون ..
تعرفت بها على أناس بريئين مثلي ..
لا أعلم أين هم الآن ..
ولكن ما زلت أذكرهم جيدا ..
جلست على ذاك المقعد المنزوي ..
وظللت أراقب من بعيد ..
ضحك الاطفال .. لعبهم .. غضبهم ..
سعيهم خلف كرة لم تمل أبدا من ملاحقتهم لها ..
رأيت أطفالا جميلين جدا ..
ضحكت كثيرا من حركاتهم وتعابير وجوههم ..
كانت معبرة جدا رغم صغرهم ..
والأهم أنها صادقة ..
ضحكت وضحكت وضحكت ..
حتى تحول ضحكي لبكاء مرعب ..
لا أعلم ماذا حل بي ..
ولم أفهم ما السبب ؟؟ ..
ولكني أعلم أني حزينة جدا ..
لدرجة أن ضحكاتي أصبحت علامة لعاصفة من البكاء ..
اقترب مني أحد الأطفال ..
ورسم ابتسامه جميلة على وجهه ..
وقف أمامي من دون حراك .. ظل يتأمل ..
ثم أمسك بجيبه وظل يتفقده ..
ثم قال:لا أجد لدي حلوى لإسكاتك ..
ولكن لدي منديل ممزق لدموعك ..
أخرج منديله واقترب مني .. مسح دمعاتي المنهمرة ..
وقبلني بكل حنان ..
أكاد أجزم بأنها أصدق وأرق قبلة تلقيتها في حياتي ..
وقبل أن يرحل .. همس بأذني : ابتسمي .. فابتسامتك أجمل ؟؟ ..
وعاد لإكمال لعبته مع أصدقائه ..
عندها ذهبت واستلقيت على مفرش من العشب..
وأفرغت رأسي من العالم بأسره .. وظللت أراقب السحب باستمتاع شديد ..
حتى غربت الشمس .. لملمت حقيبتي .. ومنديل الطفل ..
وتركت خلفي جميع أحزاني .. ورحلت ..
|