رد: [.. ما أشبهَ اللّيلةَ بِالبارِحة ..]
لو أنك
كنت تسير إلى وجهتك المحتومة جائعًا
واسترعى انتباهك بستان فاكهة
ونفسك جُبِلت على حب الفاكهة
فكيف إن كان هذا البستان
مزروع بأشجار الفاكهة الأحب إلى قلبك
أيًا كانت تلك الفاكهة ، ولتكن التفاح مثلًا
فكلّما نظرت إلى البستان تعلقت نفسك به
ومع كل نظرة زدت تعلّقًا به ، وازددت رغبة للوصول إليه
ولكن يحول بينكما نهر شديد سرعة الجريان
عبوره مستحيل ، بل عبوره موت محتّم
بالنسبة لإمكانياتك وقدراتك المحدودة
ثم إن حدثت معجزة و تمكنت من عبوره
تحتاج الإذن من صاحب البستان للحصول على تفاحة
ولا تملك المال الذي تشتري به تلك التفاحة
وأنت لا تعلم أيّ شيء عن صاحب البستان
فربما هو أبخل البخلاء ، فلن يعطيك أي تفاحة
برغم مجابهتك الموت في النهر لأجل الحصول على تلك التفاحة
عنّي كان وسيكون تصرفي
بأنني قررت أن لا أنظر للبستان مرة أخرى
لأن كل نظرة إليه تعني زيادة في التعلّق بما لن أصل إليه بتاتًا
ولو اقتربت منه بمعجزة ، فلا ضمانة لي بأني سأصل إلى ما أريد
بل قررت الانصراف تمامًا عنه ، والتوجه إلى منطقة بعيدة
إن أرسلت فيها نظري لم يقع على ذلك البستان
بذلك أنجو من عذاب التعلّق
بما يبدو في ظاهر أمره وبكل قرائنه الحاليّة
أنني لن أتمكن من الوصول إليه أبدا
ماذا عنكم ؟ كيف كنتم ستتصرفون ؟
|