[رغد محمد]

.,!

كَثيرًا مَا تَطرَأ كَلِمَة " الحُقُوق " على أطرَاف ذَاكِرتِي حَتَّى تَصِل إلَى أعْمَقِ نُقطَة فِيهَا ! هَل مِن حَق الآخرَين أن يَأخُذُوا مَا لَيسَ مُلكًا لَهُم .,؟! هَلْ مَا أَحْسَستُ بِه مِنْ ألَم أو قَهَر أو حتَّى أوجَاعٍ تبكِي مِنهَا أَحرُفِي تسْتَحِق أن يَأخُذهَا غَيرِي وَ يَنسِبُهَا لَه .,؟! هَل اُسْتَبِيحَت السَّرِقَة , مَتى أخبِرُونِي .,؟! السَّرِقَة وَ إنْ كَانَت عَلى اِختِلافِ طُرُقِهَا الحِسِّيَة أو المَعنَوِيَّة إلاَّ أنَّهَا تُعتَبَر سَرِقَة بِـ حَدِّ ذَاتِهَا !

أحيَانًا قد تَكتُب فِكرَة أو تطرَح مَوضُوعًا يَهِمُّكَ أمرَه وَ قد اِجتَهدَّت فِيه لِـ فترَةٍ طَويلَة حتَّى تُنهِيه بِـ أجمَل صُورَة , وَ مِن ثُمَّ يَأتِي مَن لا يَخافَ الله وَ يَنسِبُ مَا كَتبتَ بِـ أنَّهُ لَه .,! هُنَا ضَاعَت حُقُوقَك الكِتَابِيَّة أو الفِكرِيَّة أو أيًّا كَانت نَوعهَا _ خُصُوصًا إن كُنتَ تكتُب فِي المُنتَدَيَات بِشَكِل عَام أو فِي أمَاكِن ليسَ بِهَا حُقُوق تحفَظ المِلكِيَّة للشَّخص ! _ مَـ العَمَل .,؟!

وَ لا نَنسَى أنَّنَا فِي عَالَمٍ اِفتِرَاضِي. الغالِبيَّة العُظمَى فِيه مَجهُولي الهَوِيَّة وَ يَختَبِئون خَلف مُعرَّفات زَاهِيَة وَ لا نَعْلم عَن حَقيقتِهِم سِوَى مَا تُظهِرُه لنَا الرُدُود أو المَوضُوعات. هَل مِن حَل .,؟! فقد رَأيت أعْدَادًا كَبيرَة مِمَّن لا يخافُون الله يَسْرِقُون دُونمَا أدْنَى خَوف قُلُوبًا مِن حَرف لَيسَت لَهُم , وَ ِمِن ثُمَّ قالُوا أنَّهَا قَلَمِهِم _ أو بِـ رِيشَتِهِم كَمَا يدَّعُون ! _ أمَا آن للنَّفس أن تستَيقِظ مِنْ غفلَتِهَا وَ تَخشَى الله وَ تَتَّقِيه .,؟! أمَا يَكفِي أكلَ حُقوق الآخَرِين وَ البَحث فِي دَوَاخِلنَا عَمَّا نَحنُ عَليه .,؟!

اَستَطِيع أن أكتُب أجمَل مِمَّا كَتبتُ مُسبقًا , وَ لَكِن قد لا أَكُون بِـ تِلكَ الحَالَة التِّي مَررتُ بِهَا وَ عَبَّرتُ عَنهَا , لِـ رُبَّمَا مَا أنتجتُه أدَبِيًا كَان أو فِكرِيًا هُو مِن أفضَلِ مَا كَتبتُه أنَامِلِي. فَـ هَل سَـ تَحرِمُنِي مُتعَة الفَخرِ بِـ نَفسِي وَ مَا وَصلتُ إليه .,؟! مَا بَالُ بَعض النَّاس .,؟ تقتُل القَتِيل وَ تمشِي فِي جَنَازَتِه ! لا حَولَ وَ لا قُوَّة إلاَّ بِـ الله.

!