تاريخ التسجيل: Jul 2008
التخصص: كيمياء حيوي
نوع الدراسة: ماجستير
المستوى: متخرج
الجنس: أنثى
المشاركات: 5,016
|
رد: البحث الاول للتصويت: مدينة افلاطون
البحث الثاني
:. المَدِينَةُ الفاضِلَةْ .:
" يُوتُوبِيا أفْلاطُونْ الأَزَلِيةْ "
[motr]:. مَدْخَلْ إلى أَفْلاطُونْ .:[/motr]
" أفلاطون ( يسار ) وتلميذه أرسطو "
هو فيلسوف يوناني ولد في 427 ق . م بمدينة أثينا لأسرة أرستقراطية ،فكان بحكم مولده هذا شديد التطلع إلي الحكم ، وقد مارس محاولات عديدة في هذا الصدد باءت كلها بالفشل فصدم في الواقع ، ثم كانت صدمته الثانية عندما قامت حكومة أثينا بإعدام سقراط الذي كان يمثل بالنسبة إلى أفلاطون أستاذه ومثله الأعلى وأرجح الرجال عقلا في زمنه ، ونظرا لهذه الصدمات وغيرها راح أفلاطون ينصرف عن الواقع ويتجه بفكره إلي عالم الروح ( عالم الميتافيزيقا أو عالم ما وراء الطبيعة) ، فيقول : " لا حقيقة في العالم المادي المحسوس (عالم الواقع) وإنما الحقيقة هي من شأن عالم الروح السابق على عالم المادة(الميتافيزيقا)"، وقد زار أفلاطون ما يعرف الآن بمنطقة الشام حيث ازدهرت الحضارة الفينيقية في زمنه، وانتشرت ديانة التوحيد ( اليهودية وقتذاك)، حيث تأثر أفلاطون بهذه السياسة لذلك ينقل عنه أنه قال برغم أنه ابنٌ لحضارةٍ وثنية
" إن ثمة إلهاً واحدا أبدع الكون وخلق البشر وألهمهم القيم "
هكذا كان لبيئته، ونشأته الأثر البالغ في منهجه، وفكره السياسي.
*
[motr]:. سَبَبُ نَشْأَةِ المَدِيْنَةِ الفَاضِلَةِ .:[/motr]
بالطبع لن يختلف اثنان على أن صاحب فكرة المدينة الفاضلة هو اليوناني أفلاطون مؤلف كتاب ( الجمهورية ).. والذي عاصر الحرب البلوبونيزية ( 431 – 404 ) ق.م , وهي الحرب الأهلية بين أثينا وأسبرطة في المورة , والذي عاش مرارة هزيمة أثينا النكراء. عندما كان في سن الثالثة والعشرين.. فشغلته حالة الإنهاك السياسي والاقتصادي التي مرت بها أثينا, فكان من الطبيعي أن تهتم كتاباته بالقضايا السياسية والاجتماعية.. وأن يحاول استخلاص بعض الدروس المستفادة من هزيمة أثينا وانتصار أسبرطة !!
ومن المعروف أن عقل المهزوم غالباً ما يكون مفتوناً بقوة الغزاة الفاتحين, فعندما شرع أفلاطون في بناء مدينته المثالية اتجه إلى أسبرطة واتخذها نموذجاً له.
وبهذا بدأت رحلة الشاب أفلاطون في نسج خيوط رائعته التاريخية ( المدينة الفاضلة ).
*
[motr]:. مَدْخَلٌ إلى اليُوتُوبِيا ( المَدِينَةُ الفَاضِلَةْ ) .:[/motr]
في البدء, يتوجب علينا القول أن المدينة الفاضلة لم تكن ملكاً خاصاً لأفلاطون.. بل استمرت فكرتها بالتطور بعده ومرت بمراحل عديدة واستحق الكثيرون أن تسجل أسماءهم في تاريخ هذه المدينة, وكان أبرزهم .. ( توماس مور )
*
[motr]:. تَصوّرُ اليُوتُوبيِا عِنْدَ تُومَاسْ مُورْ .:[/motr]
" توماس مور وعائلته "
كان توماس مور Thomas more ( 1478 – 1535 ) م هو أول من صاغ كلمة يوتوبيا وقد اشتقها من الكلمتين اليونانيتين Ou بمعنى ( لا ) وTopos بمعنى ( مكان ). وتعني الكلمة في مجموعها ( ليس في مكان ) ولكنه أسقط حرف O وكتب الكلمة باللاتينية لتصبح Utopia, ووضعها عنواناً لكتاب له هو أشهر يوتوبيا في العصر الحديث.
واستخدم اللفظ منذ ذلك الحين في كل اللغات ليعني نموذجاً لمجتمع خيالي مثالي يتحقق فيه الكمال أو يقترب منه, ويتحرر من الشرور التي تعاني البشرية منها..
وتطورت اليوتوبيا بعد ( مور ), لتشمل معانٍ كثيرة غير التي استخدمها.. فصارت تطلق على كل إصلاح سياسي أو أي تصورات خيالية مستقبلية, أو احتمالات علمية وفنية. ولكن تظل اليوتوبيا تصوراً فلسفياً ينشد انسجام الإنسان مع نفسه ومع الآخرين ومع مجتمعه.
وقد تنوعت النماذج اليوتوبية, فتم التعبير عنها في أشكال أدبية مختلفة, منها المقالة والقصة والرواية والقصيدة, أو في شكل نظريات سياسية تقدم صورة نظام سياسي نموذجي بمؤسساته المختلفة, مع تصوير كامل لكل تنظيمات الحياة ( كما عند توماس مور ) أو في بعض نظريات فلسفة التاريخ ( كما عند كوندورسيه ).
ويلعب الخيال الدور الأكبر في كل الأشكال والمشروعات اليوتوبية بدءاً من جمهورية أفلاطون ( النموذج الأول لكل اليوتوبيات ), وانتهاءاً بروايات الخيال العلمي.
" تمثال توماس مور في تشيلسي القديمة "
*
[motr]:. أَفْلاطُونْ وأَبْرَزُ مَلامِحِ ( الجُمْهُورِيّةْ ) .:[/motr]

بالطبع لن نستطيع أن نسرد جميع أفكار أفلاطون الشاهقة في بحث مختصر كهذا, ولكننا سنحاول أن نضع أيدينا على الخطوط العريضة لهذه الفلسفة وتأثيراتها على الحكام والمحكومين.
ناقش أفلاطون في جمهوريته أهم القضايا التي تخص الدول والمجتمعات الشرقية والغربية منذ فجر التاريخ الإنساني , وحتى يومنا هذا. ويتحدث في بداية الكتاب عن فكرة العدالة, وكيف نبني دولة عادلة أو أفراداً يحبون العدالة.
يقدم أفلاطون في المحاورات داخل الكتاب تعريفا للعادل وهو الحكيم والصالح, وإن المتعدي هو الشرير والجاهل وهو يظن أن الإنسان يميل بطبعه إلى التعدي أكثر من ميله إلى العدالة, والدولة ينبغي أن تعلم الأفراد حب العدالة ويشبّهُ أجزاء الدولة بأجزاء الإنسان ..
حيث يقسم الدولة إلى :
- طبقة الحكام .
- طبقة الجيش .
- طبقة الصناع والعمال .
والإنسان إلى :
- الرأس وفيه العقل .. وفضيلته هي الحكمة .
- القلب وفيه العاطفة .. وفضيلته هي الشجاعة .
- البطن وفيه الشهوات .. وفضيلته هي الاعتدال .
//
والدولة العادلة هي التي يقوم كل فردٍ فيها بالعمل الخاص كلٌّ بطبيعته ..
الحاكم يحكم والجندي يحمي والعامل ينتج ..
وهكذا تكون فكرة العدالة في النفس البشرية :
العقل يضبط الشهوات والعواطف تساعد العقل في عمله ..
كالغضب ضد الأعمال المنحطة والخجل من الكذب
والعدالة الاجتماعية هي جزء من هذه العدالة الداخلية / عدالة النفس
ثم يتساءل أفلاطون : هل نقدم القوة أم نقدم الحق ؟
وهل خير لنا أن نكون صالحينَ أو أن نكون أقوياء ؟
إن الطمع وحب الترف هو الذي يدفع بعض الناسِ للتعدي على الآخرين وأخذ ممتلكاتهم أو النزاعات على الأرض وثرواتها, وكل ذلك سيؤدي الى الحروب بلا شك !!
ويقول إن التجارة تنمو وتزدهر في الدولة, وتؤدي إلى تقسيم الناس بين فقراء وأغنياء,
وعندما تزيد ثروة التجار تظهر منهم طبقة يحاول أفرادها الوصول الى المراتب الاجتماعية السامية عن طريق المال, فتنقلب أحوال الدولة, ويحكمها التجار وأصحاب المال والبنوك فتنحدر السياسة وتنحط الحكومات وتندثر.
ثم يأتي زمن الديمقراطية, فيفوز الفقراء على خصومهم ويذبحون بعضهم وينفون البعض الآخر ويمنحون الشعب أقساطا متساوية من الحرية والسلطان.
لكن الديمقراطية قد تتصدع من كثرة ديمقراطيتها, لإن مبدأها الأساسي هو تساوي كل الناس في حق المنصب وتعيين الخطة السياسية العامة للدولة.
وهذا النظام يستهوي العقول, لكن الواقع أن الناس ليسوا أكفّاء بالمعرفةِ والتهذيب ليتساووا في اختيار الحكام وتعيين الأفضل, وهنا منشأ الخطر.
والديمقراطية منشأ الاستبداد, لأنه إذا جاء زعيم يطري الشعب ويدعي أنه حامي الحمى, ولاه الشعب السلطة العليا مباشرةً , فيستبد بها ويدفع الشعب الثمن كاملاً !!
ثم يتعجب أفلاطون من هذا ويقول : إذا كنا في المسائل الصغيرة كصنع الاحذية مثلا لا نعهد بها إلا إلى إسكافي ماهر, أو حين نمرض لا نذهب إلا إلى طبيب بارع , ولن نبحث عن أجمل طبيب أو أفصح طبيب. وإذا كانت الدولة تعاني من علة , ألا ينبغي ان نبحث عن أصلح الناس للحكم ؟
ثم يقول بأن الدولة تشبه أبناءها, فلا جدوى من رقي الدولة دون الرقي بأبناءها.
وتصرفات الإنسان تصدر بناءاً على ثلاث دوافع :
- الشهوة : وأصحابها يحبون طلب المال والظهور, وهم رجال الصناعة والتجارة والمال.
- العاطفة : وأصحابها يحبون الشجاعة والنصر وساحات الحرب والقتال, وهم من رجال الجيش.
- العقل : وأصحابها أقلية تهتم بالتأمل والفهم, بعيدون عن الدنيا وأطماعها, هؤلاء هم الرجال المؤهلون للحكم, والذين لم تفسدهم الدنيا.
ويقول إن أفضل دولةٍ هي الدولة التي يتحكم فيها العقل بالشهوات والعواطف.
وذلك يعني أن رجال الصناعة والمال ينتجون ولا يحكمون, ورجال الحرب لا يتسلمون مقاليد الحكم, ورجال الحكمة والمعرفة والعلم, يطعمون ويلبسون ويحمون من قبل الدولة, ليحكموا.
لأن الناس إذا لم يهدهم العلم كانوا جمهورا من الرعاع دون نظام, كالشهوات تماماً إذا أطلق لها العنان.
وإن الدمار يحل بالدولة حين يحاول التاجر الذي نشأت نفسه على حب الثروة أن يصبح حاكما, أو حين يستعمل القائدُ جيشَه لأغراض ديكتاتوريةٍ حربية.
ثم يقترح أفلاطون طريقة صناعة هؤلاء القادة الحكماء, وأن تربيهم الدولة منذ الصغر على الفضيلة والعلم, وأن يجتازوا امتحانات كثيرة حتى يبلغوا سن الخامسة والثلاثين , فيخرجوا لمخالطة الناس في المجتمع وكل الطبقات, حيث هكذا يصبح كتاب الحياة مفتوحا أمامهم.
ودون ( خدع ولا انتخابات ) يعين هؤلاء الناس حكاما للدولة, ويصرف هؤلاء نظرهم عن كل شيء آخر سوى شؤون الحكم, فيكون منهم مشرعين وقضاة وتنفيذيين
وخوفا من وقوعهم في تيار حب المال والسلطان, فإن الدولة توفر لهم المسكن والملبس والحماية, وتمنعهم الدولة من امتلاك الذهب والفضة, هذه هي أبسط طريقة من وجهة نظره.
وفي النهاية يقول أن العدالة إذا ليست في القوة المجردة, وليست حق القوي, وإنما هي تعاون كل أجزاء المجتمع تعاوناً متوازناً فيه الخير والنفع للجميع.
وأيضاً فإن هناك الكثير ليقال بهذا الخصوص, فقد تناول الباحثون فكر أفلاطون كلٌّ حسب طريقته.
وبالتأكيد فإن المجال لن يتسع لذكر كل هذا.
*
[motr]:. آراءٌ فِيْ المدينة الفاضلة .:[/motr]
- " لا نريد أن نحيا في يوتوبيا, تلك المروج التي تقع تحت الأرض, ولا على جزيرة سرية يعلم الله وحده أين تكون. بل في هذا العالم نفسه, الذي هو عالمنا أجمعين.
هذا المكان الذي نجد فيه سعادتنا في آخر المطاف, أو لا نجد شيئاً على الإطلاق" .
وليم وردزورث
- " لولا يوتوبيات العصور الأخرى, لظل الناس يعيشون في الكهوف عرايا بؤساء, إن اليوتوبيات هي التي رسمت خطوط المدينة الأولى. ومن الأحلام السخية تأتي الوقائع النافعة, إن اليوتوبيا مبدأ كل تقدم, وهي محاولة بلوغ مستقبل أفضل " .
أناتول فرانس
- " ينظر إلى اليوتوبيات بشكل عام إلى أنها غرائب أدبية أضفت عليها الاحترام أسماء مشهورة, أكثر مما ينظر إليها بوصفها إسهامات جادة في المشكلات السياسية التي أقلقت العصر الذي ظهرت فيه " .
إتش.إف.رسل
THE END
|