رد: شرايح مادة راي عام استاذه بسنت
المحاضرة (7)
دور الميول فى تشكيل الاتجاهات :
يرى جون زيلر (1992) أنه إذا كان مستوى المعرفة السياسية لدى الفرد هي التي تحدد مدى تلقيه للمعلومات، فإن الميول السياسية هي العامل الحاسم في تحديد درجة قبول الفرد لما يتلقاه من رسائل.. فالفرد يميل إلى مقاومة الرسائل غير المتسقة مع ميوله، بشرط أن تتوافر لديه المعلومات السياقية، التي تمكنه من تقييم هذه الرسائل في ضوء ميوله.
ومن الأمثلة الواضحة على دور الميول السياسية في تشكيل الاتجاهات، نجد دور الانتماء الحزبي (باعتباره أحد أهم محددات الميول السياسية) واضحاً في معالجة المعلومات، فالأفراد المستقلون (غير المنتمين لأحزاب) يعالجون المعلومات بأسلوب مختلف عن الأفراد ذوي الانتماءات الحزبية القوية، الذين لديهم إطار واضح وقوي، يقيمون من خلاله الرسائل التي يتعرضون لها ويقبلون فقط الرسائل المؤيدة لمنظورهم السياسي، ويرفضون كل ما عداها بينما الأفراد الذين يفتقرون إلى مثل هذا الإطار أي يفتقرون إلى ما يطلق عليه الشاشة الإدراكية وهم الأفراد غير المنتمين حزبياً – فإنهم يتلقون عدداً أكبر من الرسائل الحزبية المتنوعة، وفي هذا الصدد أثبتت نتائج عديد من الدراسات أن المستقلين هم الأكثر قابلية للتأثر بوسائل الإعلام من المنتمين حزبياً.
دور القيم فى تشكيل اتجاهات الفرد :
إن الأفراد الذين ليس لديهم أي قدر من الثقافة، يمكنهم من تبني أيديولوجيات معينة، لا يفتقرون إلى القدر الكافي من الوعي، الذي يمكنهم من توظيف القيم لتحديد تفضيلاتهم السياسية.
وقد قدم هيرويتز وبيفلي (1987) نموذجاً يحدد كيفية تشكيل الاتجاهات نحو السياسة الخارجية، ويقوم النموذج على فكرة أن القيم الجوهرية للفرد تحدد مواقفه العامة، والتي بدورها تحدد آراءه واتجاهاته نحو مختلف قضايا السياسة الخارجية، ويرجع الاعتماد على القيم لتحديد التفضيلات السياسية – من وجهة نظر هيرويتز وبيفلي – على جهل معظم المواطنين بالشئون الخارجية، ومحاولتهم التأقلم مع هذا العالم المربك والمحير.
ولكي تحدث قيم الفرد تأثيرها في تشكيل اتجاهاته، يجب أن تكون لدى الفرد المعلومات السياقية الضرورية، لترجمة هذه القيم إلى مواقف مؤيدة (أو معارضة) لقضايا معينة.
الصفوة ودورها في تشكيل الرأي العام:
وقد عرف بتومور (1964) الصفوة بأنها "مجموعات تحتل مكانة كبيرة في المجتمع، نتيجة لاحتلالها مناصب عالية وقيامها بوظائف مهمة في المجتمع".
وتستمد الصفوة (الأقلية) سيطرتها على العامة (الأغلبية) من تميزهم بارتفاع مستوى التعليم والكفاءة والمعرفة والخبرة.
وتتعدد أنواع الصفوة في المجتمع ما بين صفوة تعليمية (ناتجة عن التعليم)، وصفوة صناعية (كبار رجال الصناعة)، وصفوة سياسية وغيرها من الأنواع (الناتجة عن التميز في مجالات مختلفة)، والتي على الرغم من الفروق الموجودة بينها.. إلا أنها تعمل في صورة متكاملة للإبقاء على المجتمع.
ويوضح وولتر ليبمان (1922) دور الصفوة بقوله "إن كلاً منا يعيش ويعمل على جزء صغير من سطح الأرض، ويتحرك في دائرة صغيرة، ومن بين عدد كبير من المعارف يعرف القليلين عن قرب، ولا يرى من أي حدث عام واسع التأثير إلا وجهة واحدة... ولكن في الوقت ذاته من المحتم علينا أن تشمل آراؤنا مجالاً أوسع، وتمتد لزمان أطول من زماننا، وتتضمن عدداً أكبر من الأشياء، التي لا يمكن أن نلاحظها بصورة مباشرة، وبالتالي فهذه الآراء تنتج عما يقوله الآخرون وما نستطيع نحن تخيله.
|