رد: شرايح مادة راي عام استاذه بسنت
الماضرة العاشره
طرق قياس الرأي العام :
درسنا فيما سبق أن الرأي العام عبارة عن اتجاه جماعة من الناس نحو مشكلة معينة أو حادث معين، وبالرغم من أن الرأي العام اتجاه، إلا أن طرق قياسه تختلف عن طرق قياس الاتجاهات، إذ بينما تهدف مقاييس الاتجاهات العقلية على تحديد درجة لمعتقدات كل فرد على حدة، يهدف قياس الرأي العام إلى الحصول على النمط الشائع لهذه المعتقدات في المحيط الذي يجري فيه هذا القياس.
كذلك تختلف مقاييس الاتجاهات عن استفتاءات الرأي العام، بأن الأولى تحتوي عادة على عدد كبير من الوحدات المتدرجة، في حين تحتوي الثانية على عدد أقل كثيراً وقد تصل إلى سؤال واحد أو جملة واحدة، وغالباً ما يهدف تعدد الأسئلة فيها إلى حصر النواحي المختلفة والميادين المتعددة في موضوع القياس.
وعلى ذلك تميل بحوث الرأي العام دائماً إلى التبسيط من حيث الإجراءات وحساب النتائج. ففي حساب النتائج تستخدم عادة النسب المئوية، فنقول مثلاُ أن نتيجة إجابة السؤال: (هل توافق على تقييد الدخول إلى الجامعة)
هي كما يأتي:
موافقون 35%
معارضون 60%
محايدون 5%
ولعل هذا التبسيط في ترجمة الحقائق النظرية (الاتجاهات) على أرقام لها دلالات إحصائية يعتبر المرحلة العلمية في استخدام المنهج الإحصائي في قياس اتجاهات الرأي العام بنوعية: الداخلي والعالمي، وقد استخدم (هدلي كانترريل) هذا المنهج في الدراسات التي نشرها في كتابة (قياس الرأي العام) وكذلك في الدراسات التي تقوم بها معاهد الرأي العام الأمريكي نحو المشاكل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المختلفة.
طرق قياس الرأي العام بعد أن أوضحنا الفرق بين قياس الاتجاهات العقليــة، واتجاهات الرأي العام ننتقل إلى معرفة (ما المقصود بعملية القياس في بحوث الرأي العام؟) إذ الثابت أنه لإجراء عملية قياس، لابد من توافر عنصرين:
1- مادة، أو موضوع مطلوب قياسه.
2- وحدة للقياس.
فمثلاُ حوبالنسبة للرأي العام، فإننا قد أوضحنا في الفصول السابقة عوامل تكوين الرأي العام، وقلنا أن الرأي العام لا يمكن أن يتكون إلا بوجود بعض الأحداث أو المواقف فإذا وقع حدث معين، فإنه يؤثر على مشاهديه، ولكن رد الفعل لهذا الحدث لا يكون سريعاً أو سليماً إلا إذا كتب له الذيوع والانتشار،
ينما نقول أننا نقيس قطعة قماش ، فلابد من وجود قطعة قماش، ووحدة للقياس كالمتر مثلاُ.
ويتم هذا الذيوع وهذا الانتشار أما بطريق الهمس واطلاق الشائعات والنكت، هذا إذا كان الحث يعبر عن رأي عام كامن، وأما بطريق التعليقات المفتوحة كالمناقشات والمحاضرات العامة والمقالات التي تنشرها الصحف والكتب والنشرات، أو عن طريق استخدام وسائل الإعلام السمعية كالإذاعة، أو السمعية البصرية كالتليفزيون والسينما إذا كان هذا الحدث يعبر.
وعلى ذلك (فالمادة) التي يجري عليها القياس في بحوث الرأي العام هي: الهمس والشائعات والنكت والتعليقات والمقالات الصحفية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية والأفلام السينمائية والكتب والنشرات.. الخ، وهي تعد من العوامل التي تعمل على تكوين اتجاهات الرأي العام الكامن والظاهر أي الموجود بالفعل، الأمر الذي يترتب عليه تعدد طرق قياس اتجاهات الرأي العام عن رأي عام ظاهر موجود بالفعل.
|