(( يازهرة الخزامى ))
كم هي جميله الحياه ان تأملناها من زاوية الصفاء والنقاء ,
وكم تبهجنا الالوان الفاتحه وتدخل في جنباتنا السور ,
وكم نسعد حينما نرى الطبيعه على فطرتها وكما خلقها الله ترقص أمام نواظرنا وكأنها في عرس مجيد ,
وكم من مشاعر البهجة والسرور تداعبك حينما تختلي بها لتفضي اليها بما في جوفك من اسرار تكتنزها , واهات تعتصرها , وكم انت محظوظ ان تسبر اغوار حضنها الفياض بالدفء والحنان , وتهنئ برشفة ماء من كأس ينبوعها الغدغ الزلال ...
وكم هي كئيبه حينما نرقبها والهجير يحرق بتلاة الزهور , وكم من الأسى يعترينا حينما نرى زهره تلفظ أنفاسها في ذبول .
لكل زهرة عطر ولكل زهرة لون ولكل زهرة رسالة أريج تبعث بها في ارجاء الكون الفسيح .
واحزناه على زهرة نبتت في كبد الصحراء المتعجرفه , واستعطشت لقطرة ماء تروي به عروق الامل لغد بعيد فلاتجد الا سراب ولفح لفيح .
كدت اسقيها بدمعي المنهمر من اجفاني حينما رأيتها تتمايل للرقص مع وقع كل نسمة رغم شح المكان واحتفافه بسرادق من اكوام الرمال الزاحفه نحو هذا النعش النحيل , لتشيعه الى مثواه الاخير .
هذه الصحراء حباها الله ملء مافي قلبها كره كل لون فاتح ضده حرب بلا هواده الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود .
فكم مؤده تحت ثرى هذه الصحراء من ازهار بريأت لاذنب لها سوى انها حوكمت بالظن انها ليس منها نفعا ولا اخضرارا ولافيء , فهي لاتاكل ولاتطعم ولا تشرب ولاتسقي ولاتمنح ولاتاخذ ولاتثني ولا تشكر ......... عجبي .
فعذرا ايتها الزهره اليافعه ولا عزاء لي الا انه :
قد سمت عيناك عن كل رزية فلم تبصر في الافق الا النقاء
ولقد سمت روحك عن كل دنية فلم تعرف الا الصدق والوفاء
ولقد سمت نفسك باخلاقك مايرفعك عن النزول لضنون العابثين ووساوس الشياطين ,
اسمحي لي فلم يعد في عيناي طرف يرف ,
وفي رعاية الله يازهرة الخزامى